النيويورك تايمز: هل يمكن لأي عمل مشين صرف أنظار المستثمرين عن السعودية؟

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (أرشيف)
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (أرشيف)

هيئة التحرير - صحيفة النيويورك تايمز - 2019-04-30 - 8:51 م

ترجمة مرآة البحرين

هذا الشهر، كشفت شركة النفط السعودية أرامكو عن تحقيقها ربحًا صافيًا بلغت  قيمته 111.1 مليار دولار العام الماضي، ما جعلها الشركة الأكثر ربحًا في العالم حتى الآن. لذا، ليس من المستغرب بشكل خاص أنه، بعد ستة أشهر من اغتيال الصحافي جمال خاشقجي وتقطيعه على أيدي رجال حكوميين صدموا العالم، عادت الشركات والبنوك لتتودّد مرة أخرى إلى المملكة.

اصطف مئات المستثمرين هذا الشهر لتقديم عطاءات في العملية الأولى لبيع السندات من أرامكو. من بين الشّركات التي تهتم بالمملكة، تمضي شركة آي إم سي للمسارح العملاقة قُدُمَا في مخططاتها لإنشاء 40 مسرحًا جديدًا، وتعمل غوغل على مركز للبيانات.  وأوضح لاري فينك، وهو الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك أن "حقيقة أن هناك قضايا في الصحافة لا تنبئني بأنّه يجب عليّ الهرب من مكان ما" مضيفًا أنه "في عدد من الحالات، تنبئني أنه عليّ الذهاب إلى [ذلك المكان] والاستثمار فيه لأن أكثر ما نخشاه هو الأشياء التي  لا نتكلم عنها". وكان لاري فينك قد أوجد تيارات مختلفة في وقت سابق من العام الحالي عندما قال إنه يجب على الأعمال توفير القيادة في القضايا الاجتماعية والسياسية.

بدا بيان فينك مختلفًا عما استخدمه كثير من الرؤساء الآخرين للشركات كمبرر للعمل مع الحاكم السعودي الفعلي، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - بأنهم يساعدون السعوديين على إصلاح وتحديث مجتمعهم. في هذا السياق ، قد يكون من المفيد إعادة النظر في بعض "القضايا في الصحافة".

فلنضع جانبًا، في الوقت الراهن، المؤشرات القوية التي قدمتها المخابرات الأمريكية والتركية بأن الأمير محمد كان وراء مقتل السيد خاشقجي، وهو ما ينفيه. رافق التحديث المزعوم الذي أصدره الأمير حملة واسعة من الاعتقالات والمحاكمات والإدانات والإعدامات.

في يوم الثلاثاء، أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن إعدام 37 رجلًا، معظمهم من الأقلية الشيعية المسلمة، على خلفية تهم تتعلق بالإرهاب. يتم تنفيذ عمليات الإعدام في المملكة العربية السعودية عادة بقطع الرأس، وغالبًا ما يكون ذلك علنًا، وقالت وزارة الداخلية إن رجلًا واحدًا صلب أيضًا، وهي [عقوبة] مُخَصّصة لأكثر الجرائم خطورة.

وفقًا لهيومن رايتس ووتش، اـُّهِم  11 رجلًا من بينهم بالتجسس لصالح إيران و 14 آخرين بالعلاقة بالاحتجاجات خلال ربيع العام 2011. بعض الإدانات استندت إلى إلى اعترافات سحبها الرجال في المحكمة، قائلين إنهم تعرضوا للتعذيب. أحد الرجال المقطوعي الرؤوس هو مجتبى السويكت ، الذي كان يبلغ من العمر 17 عامًا، ويستعد لدخول جامعة ميشيغان الغربية عندما قُبض عليه في العام 2012 بعد مشاركته في مظاهرة مؤيدة للديمقراطية.

إن أكثر دليل  مُعلَن على التحديث في عهد الأمير محمد هو رفع الحظر المفروض على قيادة المرأة. حقيقة وجود مثل هذا الحظر أمر مثير للسخرية ، ولكن قبل بضعة أسابيع من انتهائه، في مايو / أيار 2018 ، تم اعتقال عدد من الناشطات في مجال حقوق المرأة -بما في ذلك النساء اللائي كن  أطلقن حملة ضد حظر القيادة- واتُهمن بارتكاب جرائم ضد المملكة .

وفقًا لعائلاتهن، ولمنظمات حقوق الإنسان، على الأقل تم تعذيب بعض النساء. وشملت التقنيات الضرب، والصدمات الكهربائية، والجلد والإغراق. قال والدا لجين الهذلول بعد زيارة أن فخذيها كانتا سوداوين مع كدمات، وكانت ترتجف بلا إرادة، كما أنها لم تكن قادرة على الجلوس أو المشي بشكل طبيعي. أفيد أن عددًا من النساء حوكمن في مارس / آذار ، لكن لم تُحَدّد التهم ومُنِع دخول المراسلين والدبلوماسيين إلى قاعة المحكمة. لا تزال هناك نساء أخريات في السجن، بمن في ذلك سمر بدوي، التي أشعلت قضيتها خلافًا دبلوماسيًا كبيرًا بين كندا والمملكة العربية السعودية بعد أن طلبت كندا إطلاق سراحها بشكل فوري.

لم يُنقِص أي من انتهاكات حقوق الإنسان هذه التأييد القوي الذي يتمتع به الأمير محمد من قبل الرئيس ترامب وصهره جاريد كوشنر.  كوشنر، على وجه الخصوص، كان يسعى بحماس للصداقة مع الأمير لكسب تأييده لخطة السلام الإسرائيلية-الفلسطينية الموعودة منذ فترة طويلة. الأسبوع الماضي، استخدم السيد ترامب الفيتو الثاني ضد قرار من الحزبين كان من شأنه  وضع حد للدّور العسكري الأمريكي في تدخل المملكة العربية السعودية في الحرب الأهلية في اليمن، ما ساهم بمعاناة مدنية مروعة.

نعم، المملكة العربية السعودية حليف استراتيجي، وهي منبع للدولارات النفطية. لكن الأمير محمد يحتاج إلى أسلحة واشنطن واستثماراتها التجارية العالمية على الأقل بقدر حاجتها إلى ماله أو نفطه.  وطلب قدر ضئيل من السلوك المتحضر يجب أن يشكل جزءًا غير قابل للتفاوض في أي صفقة.

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus