بوكشمة: القراصنة إذا باقوا سفينة أحرقوها

أرشيف: إحدى فعاليات جماعة «الله لا يغيّر علينا»
أرشيف: إحدى فعاليات جماعة «الله لا يغيّر علينا»

2019-04-20 - 11:02 م

بقلم: بوكشمة

على غير العادة كانت قهوة الشياب المتقاعدين (كما يكنيها روادها) يلفها صمت غريب وحتى صوت المياه وهي تقرقر في الأراجيل بدت كأنها تعزف لحن جنائزي الكل يشعر بغصة وصرخة مكتومة، حتى قطع الصمت أبو غترة مكويه وكأنه يحاول أن يُضفى جو من المرح "شفت حجي رفيقة أبوكشمة السابقة أم القلاص وصلت البرلمان وزاد جنونها كل يوم تطلع بفيلم "الحجي أراد أن يفرغ ما في جوفه ولكن كمن يبلع ريقه واكتفى بقوله "اللهم لا أسالك رد القضاء ولكن أسالك اللطف به"
وعندما لم يجد بوثوب مكويه صدى لكلامه وجه كلامه إلى بوكشمه قائلا "شفت اللى صار للجماعة صادهم الراش وضربتين بالراس توجع" وهنا رد بوكشمه مو قلنا لكم جاينكم الدور يا جماعة (الله لا يغير علينا) ويبدو أنها بدت تاكل عيالها"وهنا قاطعه بوغتره " بس هذلين مو أنا الفقير وفلان وفلتان هالاثنين عيالهم وما قصروا معاهم وإنت تعرف ما قصروا بربعكم حشدوا وحرضوا وبس ابي أسألك منهو التالي اللي..." وهنا كعادته الحجي رمي قحفيته بعصبية قائلا "الناس في لجلجه والعروس تبي رجل" وهنا استدرك بو كشمه قائلا " حجي هونها وتهون " وهنا الحجي رد بعصبية " اشلون نهونها وأنت شايف اعيالنا وبعمر الزهور يختطف مستقبلهم بكيد وحقد وانتقام لا مثيل له حتى في عهد هتلر وستالين" وهنا تابع "خلها في القلب تجرح ولا تطلع بره وتفضح" .
ولكى يغير بوغتره الموضوع كعادته ليتجنب الوقوع بالمحظور قال "والله عفيه على الشباب اللي خلو الصهاينه يردون خايبين" ومره أخرى يرد الحجي بعصبية "من قال ردوا خايبين وصلوا الديره معززين مكرمين وحملوهم بالهدايا والوعود بأن في القادم سيكون التطبيع اوضح وأكثر فضائحيا" وهنا رفع بوغتره يده إلى السماء قائلا "اللهم لا تاخذنا بما فعل السفهاء منا" وهنا تدخل بوكشمة قائلا " ما عليش هم من زمان يدخلون ويطلعون ويعقدون اجتماعات وصفقات بس البحريننين توحدوا ضدهم ويخلوهم يتخششون مثل الفئران وهذه تحسب من ناحية توحد الشعب ومن ناحية أخرى شكلت بصيص أمل بان الناس تدافع عن مبادئها و ثوابتها" وكالعادة لا يتردد الحجي بالمقاطعه عندما لا يعجبه الكلام " أي ثوابت أي بطيخ أزيد من اللي صار ما بيصير باقي بس ملابسنا الداخليه ما حاصصونا عليها! وعندما اعتدل بوغتره بجلسته وهو يحرك جمر شيشته قال " الله يستر من اللى جاي ما ادري شنهو بيصير فينا, لا طايلين بلح الشام ولا عنب اليمن" وهنا كمن انتفض الحجي وقال بعصبيه وهو يهم بمغادرة القهوة "القراصنة عندما يسرقون الغنائم من على السفينه، يفكرون بعدها بأمرين أما أن يغرقوها أو يحرقوها هذا ديددنهم! فهمت ما فهمت هذي مشكلتك بل مشكلتكم يبدو !!" وفرّ خارجا من القهوة لا يلوي على شيء.