التعليق السياسي: المشاركون في مؤتمر ريادة الأعمال: أذن من طين وأذن من عجين!

إحدى جلسات مؤتمر ريادة الأعمال الذي عُقِد في إسطنبول في العام 2018 (أرشيف)
إحدى جلسات مؤتمر ريادة الأعمال الذي عُقِد في إسطنبول في العام 2018 (أرشيف)

2019-04-08 - 8:01 م

مرآة البحرين (خاص): قرابة 600 شخصية بحرينية مشاركة جنباً إلى جنب مع وفد صهيوني في مؤتمر ريادة الأعمال في المنامة بعد أيام، ما زالت تتعاطى مع حملة الاستياء الشعبي الواسعة والتنديد بطريقة: إذن من طين وإذن من عجين.

سيلتقي هؤلاء الرياديون في منتصف شهر أبريل الحالي بوفد مكون من  45 شخصية صهيونية، منهم أعضاء احتياط في جيش الاحتلال. من الواضح أن الأمر بالنسبة للمشاركين لا يعني شيئاً ذا بال، بل ربما حدث هام.

دائماً النظام البحريني بحاجة إلى رياديين يضعهم في واجهة مخططاته المنحرفة والمشبوهة وتوجهاته السياسية الاستبدادية، كذلك فيما يتعلّق بالقرارات الاقتصادية المجحفة في حق المواطنين، لديه حاجة دائمة لمن يقوموا نيابة عنه بالمهمات القذرة، يجعلهم محلّ تفريغ غضب الناس ولومهم وتقريعهم وسخطهم بدلاً منه، أناس ريادتهم في الحياة هي المال والمصلحة الشخصية ولا شيء آخر، ومهمتهم أن يتصدروا نيابة عن النظام، واجهة مشاريعه وقراراته التي يعلم أنها ستلاقى استياء كبيراً ورفضاً من البحرينيين. هؤلاء يكونون أدواته في تمرير هذه القرارات أو صناعة رأي عام عن طريق تثبيت أكاذيب وادعاءات تخدم توجهه، والترويج لها على أنها الحلول لمشاكلنا البعيدة والقريبة، عايشنا نماذج ذلك فيما يتعلّق بالوضع السياسي والاقتصادي. هذه المرة في التطبيع مع اسرائيل.

استعمل النظام 600 شخصية بحرينية ليكونوا واجهاته العلنية نحو التطبيع عبر مؤتمر ريادة الأعمال، وهو ليس سوى مؤتمر لريادة التطبيع في البحرين، يسير ضمن وتيرة خليجية مشهودة ومتسارعة لكسب الود الأمريكي، والعمل على استبدال صورة اسرائيل الحقيقة الراسخة في الوجدان المشترك، من كونها عدواً وكياناً مغتصباً محتلّاً، إلى صورة دولة ديمقراطية صديقة وحليف استراتيجي وأمن وأمان للمنطقة، وقد قبل هؤلاء المشاركين الـ600 أن يقوموا بهذه المهمة القذرة بكل ترحيب وحفاوة، أراد هؤلاء أن يكونوا من أوائل روّاد التطبيع في البحرين، فحتى الوقاحة لها روّادها.

يعلم الجميع أن هذا المؤتمر بمشاركيه، ليس سوى خطوة مدروسة، ضمن مسلسل منظم، يسير باتجاه تكرار الفعل حدّ الاعتياد، وتثبيت الأمر المُنكر حد الأُلفة، وجعل المرفوض واقعاً مسلّماً به.  

وفيما عدا أسماء لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة ممن أعلنوا انسحابهم، لم يثن البقية عن المشاركة في هذا المؤتمر مبدأ ذاتي، ولا حتى ضغط مجتمع مستنكر، ولا حتى دعوات تم توجيهها بشكل شخصي لهم من قبل جهات أهلية مناهضة، لم يحركهم موقف إنساني ولا أخلاقي، ولا حتى ديني أو عروبي، لم يحركهم غير موقف المال والمصلحة فقط. إنها ليست مسألة قناعات شخصية، بل أنانيات مادية قبيحة، تصل بالإنسان أن يتخلّى عن كلّ حسّ إنساني فيه تجاه الآخرين، لا ظالم ولا مظلوم، لا قاتل ولا مقتول، لا مغتصب ولا مغصوب، لا ناهب ولا منهوب، كل هذا لا يعنيه، يقابله بإذن من طين وإذن من عجين، ما يعنيه فقط هو ما ستدره عليه العلاقات التطبيعية من أموال، ومن رضا شياطين الأرض في كل مكان.