جو ستورك: الفورمولا 1 تُبَيّض حملة القمع في البحرين

جو ستورك - موقع لوبلوغ - 2019-03-20 - 10:38 م

ترجمة مرآة البحرين

لا تزال نجاح يوسف، وهي أم لأربعة أطفال،عمرها 42 عامًا، تقبع في سجن بحريني منذ حوالي عامين منذ أن وجد ضباط المخابرات رسائل نصية على هاتفها الخلوي، تُرَوّج للاحتجاجات المناهضة للحكومة.

في محاكمتها، التي أسفرت في يونيو / حزيران 2018 عن حكم بثلاثة أعوام في السجن، قدّم الادعاء منشورات [على حساباتها] على موقعي فايسبوك وتويتر، بما فيها تلك التي تحث فيها الناس على المشاركة في تجمع "أوقفوا فورمولا الدكتاتورية" و"الحرية لمعتقلي الفورمولا 1".

كانت البحرين على حلبة الفورمولا 1 منذ العام 2004. وأصبح السّباق هدفًا للمحتجين المناهضين للحكومة مع ازدياد التّوترات السياسية في الأعوام التّالية. في العام 2011، أُلغِي السّباق في أعقاب انتفاضة شعبية في شهر فبراير / شباط آنذاك، وفترة السلامة الوطنية التي تبعتها. في العام 2013، شنّ عناصر قوات الأمن المُقَنّعين حملات مداهمة واعتقال على المنازل القريبة من حلبة سباق الفورمولا 1. وقالت جماعات حقوق الإنسان إن البحرين استخدمت مشاركتها في حلبات الرّياضة الدّولية للتّعويض عن سمعتها [التي ساءت] بسبب حملة القمع السّياسي الوحشي. وكما قال أحد الباحثين الدّوليين، "المشكلة التي تواجهها البحرين في سعيها لغسل صورتها أن هناك الكثير للتستر عليه".

ادّعت نجاح يوسف أنّها تعرضت للاعتداء الجنسي والضّرب من قبل عناصر الأمن على مدى خمسة أيام من التّحقيق في أواخر أبريل / نيسان 2017، كما أُجبِرت على التّوقيع على اعتراف لم يسمحوا لها بقراءته. وذكر نص الحكم أيضًا منشورات [لها] على وسائل التّواصل الاجتماعي تضمّنت صورًا وفيديوهات لاحتجاجات أخرى يظهر فيه شبان يرمون "قنابل المولوتوف" على قوات الأمن. ونفت نجاح يوسف أن تكون نشرت مثل هذه المواد على حاسباتها، التي كان يديرها عدد من الأشخاص.

دانتها المحكمة لدعوتها إلى "إسقاط وإصلاح النّظام السّياسي والاجتماعي" و"نشر جرائم الإرهاب" من خلال "تسجيلات البروباغندا". بالإضافة إلى ذلك، "كانت على اتصال بشخص في لندن وأرسلت إليهم أخبارًا ومعلومات زائفة لينشروها على القنوات الفضائية، وقد تم نشرها بالفعل".

وقال نص الحكم إن "كل ذلك كان بهدف تشويه سمعة الدّولة، والإضرار بمصالحها، وتشويه صورة المملكة في الخارج، والتّحريض على عدم تطبيق القانون، والتّرويج لتغيير النظام الحاكم والحث عليه من خلال طرق غير قانونية، وإهانة السّلطات في مملكة البحرين".

في نوفمبر / تشرين الثاني 2018، وبدعوة من جماعات حقوق الإنسان، أثارت إدارة الفورمولا 1 قضية نجاح يوسف مع السّلطات البحرينية. وردّت الحكومة بالزّعم المنافي للمنطق، بأنها تحمي الحريات الأساسية "بقوة"، وأنّه "لا يتم احتجاز أي شخص بسبب تعبيره عن آرائه السّياسية".

في فبراير / شباط  من العام الحالي، حثّت 17 جماعة لحقوق الإنسان الفورمولا 1 على دعوة البحرين علنًا إلى إسقاط كل التّهم المتعلقة بالحق في حرية التّعبير، المُوجهة إلى نجاح يوسف، ومساءلة أي عنصر أمني مسؤول عن إساءة معاملتها. ورّدت الفورمولا 1 أنه في أعقاب "الحوار" مع البحرين، "تم التّأكيد لنا" أنّ احتجاز نجاح يوسف والتّهم الموجهة إليها وإدانتها، "لا علاقة لها بالاحتجاج السلمي على سباق الجائزة الكبرى في البحرين". وأكّد بيان صادر عن الحكومة البحرينية في 6 مارس / آذار أن نجاح يوسف "اتُّهِمت وأُدينت لاحقًا من قبل المحكمة بارتكاب جرائم إرهابية".

في العام الحالي، من المُقرر إجراء سباق الفورمولا 1 في البحرين في 28 مارس / آذار، وبالتّالي لدى إدارة الفورمولا 1 بضعة أسابيع لإدارة لعبتهم مع الزّمرة الحاكمة في البحرين. عليهم أن يتخذوا مثالًا من الطّريقة التي تعاملت بها الفيفا، والجمعية العالمية لكرة القدم، واللجنة الأولمبية الدّولية مع معركة لاعب كرة القدم البحريني حكيم العريبي من أجل عدم تسليمه من قبل تايلاند إلى البحرين بموجب تهم جنائية زائفة، وعدم تعرضه للتّعذيب على الأرجح. وقد حضر مسؤول كبير في الفيفا، وهو فيديريكو آديتشي، رئيس الاستدامة والتّنوع، جلسة محاكمة العريبي في بانكوك.

في حال فشل المديرون التّنفيذيون للفيفا في الاستجابة، ربما يكون حان الوقت للتّواصل مع المشاركين الآخرين في الفيفا -سائقي سيارات السباق، ومُصَنّعي السيارات، والمشجعين- لمحاكاة نظرائهم في عالم كرة القدم، والإصرار على تطبيق الفورمولا 1 فعليًا لالتزامها المُعلَن بـ "احترام حقوق الإنسان الدولية في سباقاتها على الصعيد العالمي"، و"تنفيذ الإجراءات اللازمة" لمعرفة "التّأثيرات الحالية أو المحتملة على حقوق الإنسان".

حتى الآن، كانت الفورمولا 1 تتهرب من التزاماتها من خلال مُضيّها قُدُمًا في سباق العام الحالي في حين ما تزال نجاح يوسف في السّجن.

 

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus