ما حقيقة مقتل السجين المغربي في جوّ؟.. روايتان متناقضتان للداخلية البحرينية وسفارة المغرب تثيران التساؤلات
2019-02-25 - 12:48 ص
مرآة البحرين (خاص): للقتل داخل السجون في البحرين تاريخ طويل ممتد، يلقي بظلاله الكثيفة حول أي وفاة تحدث داخل تلك الزنازن المخيفة التي توفي فيها قتلاً العشرات عبر العقود الماضية.
أصدرت وزارة الداخلية البحرينية اليوم الأحد 24 فبراير 2019، بياناً عن وفاة سجين مغربي بسجو جوّ المركزي، ناقضت فيه بشكل كلي رواية السفارة المغربية في البحرين، حول أسباب وفاة السجين المتوفى، وحول موقفه بشأن عرض ترحيله إلى بلاده لإكمال العقوبة
التناقض الواضح يثير تساؤلاً جدياً حول حقيقة ما تعرض له السجين الذي صرّحت والدته بالصوت والصورة إنه تعرض للتعذيب ليلة كاملة من قبل مسؤولي السجن قبل وفاته. وطالب رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان باقر درويش بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة حقيقة مقتل هذا السجين، وبغير التحقيق لن يكون أي وافد للبحرين آمنًا على حياته إذا ما دخل سجون البحرين، موضحاً أن التحقيق هو أبسط إجراء يمكن القيام به.
فبينما أعلن اليوم مدير عام السجون عبدالسلام العريفي، أن السجين المغربي محفوظ ابن الشرقي «تم نقله بتاريخ 17 فبراير 2019 إلى مجمع السلمانية الطبي إثر معاناته من آلام في الكلي ونقص حاد في الدم ، وبتاريخ 21 فبراير 2019 تم إبلاغ مركز الإصلاح والتأهيل بوفاته». قالت السفارة المغربية في البحرين كلاماً آخر عن سبب وفاة السجين.
ففي تاريخ 21 فبراير أصدرت السفارة المغربية بيانًا عممته على وسائل الإعلام المغربية، ذكرت فيه إن السجين توفّي « بعد إصابته بنزيف في المخ، إثر نقله إلى المستشفى وإخضاعه للعلاجات المناسبة».
وبخصوص عدم نقل السجين إلى بلاده لاستكمال فترة محكوميته، قال بيان السفارة يومها أنها «كانت بصدد مباشرة مسطرة الترحيل بتنسيق وثيق مع وزارة العدل المغربية، لاستكمال مدة العقوبة السجنية في المغرب». إلا أن مدير عام السجون بالبحرين قال اليوم أن السجين المغربي دخل للسجن «بتاريخ 2 يونيو 2014 ورفض بحضور مندوب من سفارة المملكة المغربية ، نقله إلى المغرب لاستكمال تطبيق العقوبة».
تناقض مريب حيث تقول السفارة أنها كانت بصدد ترحيل السجن للمغرب، بينما يقول الطرف البحريني أن السجين رفض نقله إلى بلاده لاستكمال فترة سجنه هناك.
وقد حمل البيان البحريني اعترافاً أن السجين تعرض لمضايقات داخل السجن، إذ ذكر البيان أن والدة السجين المغربي «سبق أن تقدمت بشكوى إلى مركز الإصلاح والتأهيل مفادها تعرضه لمضايقات من بعض النزلاء ، حيث تم التجاوب مع الشكوى ونقله إلى مبنى آخر». بحسب نص البيان.
وتحمل السلطات البحرينية تاريخاً من التعذيب والقتل داخل السجون، خصوصاً في السنوات الأخيرة، حيث تم قتل أعداد من المعتقلين تحت التعذيب، من أمثال الشهداء: كريم فخراوي، وزكريا العشيري، وعلي صقر، وجعفر يوسف حسن، وعبدالعزيز عيّاد، وحسن جاسم الفردان. وسجناء آخرين ماتوا بسبب الإهمال الطبي من أمثال الشهداء: محمد مشيمع، جعفر الدرازي، وجابر العلويات الذي توفي بعد خروجه من السجن بيوم واحد فقط.
يشار إلى أن المركز المغربي لحقوق الإنسان ذكر في بيان أن وفدًا منه قام بزيارة سفارة مملكة البحرين بالرباط «من أجل طلب لقاء مع سفير البحرين، لتدارس قضية المواطن المعتقل في سجون البحرين، حيث تعذر اللقاء، وتمت مراسلة السفارة بعد ذلك عبر الإيميل الرسمي للسفارة، حسب توجيهات مسؤول في السفارة، من أجل المساعدة على التماس العفو لفائدة المواطن المغربي المعتقل بالبحرين، أو قضاء ما تبقى من المحكومية هنا بالمغرب، لكن لم يتوصل المركز بأي رد، كما لم تتوصل والدة المتوفي بأية ردود منذ سنتين على رسائلها المتعددة، سواء من لدن وزارة الخارجية المغربية أو سفارة المغرب بالبحرين».