يعقوب آل ناصر: الشيخ سلمان بن إبراهيم مرآة لعائلته... فليختر صورتها بعناية؟
يعقوب آل ناصر - 2019-01-27 - 4:11 م
منذ اعتقال اللاعب البحريني حكيم العريبي في تايلند نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وعيون المراقبين والصحافة العالمية تتجه نحو سلوك رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سلمان بن إبراهيم آل خليفة تجاه القضية، لاعتبارات مهمة.
الأول، بصفته رئيسا للاتحاد الآسيوي. حيث تقع قضية العريبي في مجال الاتحاد الجغرافي والرياضي. والثاني، لكون الشيخ سلمان من العائلة المالكة في البحرين. والثالث وهو الأبرز، لكون العريبي من بين اللاعبين الذين تحدثوا عن تورط الشيخ في انتهاكات لحقوق الرياضيين في أعقاب انتفاضة شعبية شهدتها البحرين العام 2011.
وخلال سباق محموم على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم بين سلمان بن إبراهيم والسويسري جياني إنفانتينو فبراير/ شباط 2016، سرد العريبي لوسائل إعلام عالمية قصة اعتقاله وتعذيبه على يد قوات الأمن في البحرين، واتّهم سلمان بن إبراهيم بالسكوت عن ذلك، رغم المناشدات الكثيرة له شخصيا.
وقال العريبي حينها «إذا فاز سلمان سنخسر مستقبلنا، وكل الرياضيين في العالم سيخسرون مستقبلا مثلما حصل مع اللاعبين الشيعة في البحرين».
على الرغم من أن سلمان بن إبراهيم لم يفز في السباق، إلا أن العريبي ذاهبٌ لخسارة مستقبله إذا ما أقدمت السلطات التايلاندية على تسليمه للسلطات البحرينية، في ظل صمت سلمان بن إبراهيم الذي يشي بتأييد تسليمه للأمن في بلاده لتعذيبه مجددا.
بالأمس، صرح الاتحاد الآسيوي إن «سلمان بن إبراهيم ليس له أي تأثير في اعتقال العريبي». لا يكفي هذا القول بأن يُظهره في مظهر الرجل النبيل. إن عليه أن يختار اليوم بين أن يكون مع ضحية التعذيب العريبي أو ضده.
إنه يعكس صورة العائلة المالكة في البحرين. وعليه أن يتصرف على هذا النحو. إما أن يرسّخ الصورة الثابتة في العالم حول عائلة آل خليفة بأنها لا تفكر إلا في الانتقام من معارضيها، أو أن يحاول إحداث تغيير في تلك الصورة البشعة.
يمكن لسلمان أن يستغل هذه الحادثة في نفي كل ما أدلى به العريبي عن تورطه في الانتهاكات البشعة بحق الرياضيين من خلال ضم صوته للاتحاد الدولي الذي طالب بكل وضوح بعودة آمنة للعريبي لأستراليا حيث يقيم منذ سنوات.
أما إذا لم يفعل سلمان ذلك، فهو يؤكد ما قاله العريبي من أن «كل الرياضيين في العالم سيخسرون». إنها فعلا خسارة كبيرة أن لا يتحلى رئيس الاتحاد الآسيوي بالشجاعة والروح الرياضية في الترفع عن جراح الماضي وخسارة السباق الرئاسي.
لا يجب أن يفكر سلمان في الانتقام، كأحد أفراد العائلة المالكة، بقدر ما يجب أن يفكر في أن حياة أحد الرياضيين، في القارة الآسيوية التي يترأس اتحادها، مهددة بالخطر.
*بحريني مقيم في فنلندا