زوجة حكيم العريبي في الغارديان: أمضينا اليوم الأول من شهر العسل في زنزانة في تايلاند

صحيفة الغارديان - 2019-01-19 - 8:41 م

ترجمة مرآة البحرين

في 27 نوفمبر / تشرين الثاني، وصلت إلى بانكوك مع زوجي الحبيب، وهو لاعب كرة قدم محترف، من البحرين. شعرنا بسعادة غامرة لكوننا سوف نمضي شهر العسل معًا في دولة تايلاند الساحرة. لم نكن فقط نحتفي بشهر العسل، بل كانت المرة الأولى التي يسافر فيها زوجي خارج أستراليا منذ خمس سنوات، بعد أن فرّ في العام 2014 من البحرين وتمّ منحه وضع لاجئ.

اخترنا بانكوك لشهر العسل، للجمال الذي تقدمه، وخطّطنا تفاصيل زيارتنا سويًا. خططنا لرحلة في قارب هادئ يأخذنا إلى أحد الأسواق العائمة الشهيرة لشراء فواكه استوائية، وتحف يدوية الصنع، ولزيارة أكواريوم بانكوك الفريد من نوعه بسبب تجربة المحيط الفريدة التي قرأنا عنها. كُنّا، حكيم وأنا، نتطلع إلى إمضاء لحظات وردية على الشواطئ المشمسة والمياه الزرقاء الصافية في رحلة لمدة يوم إلى جزيرة في في، وكُنّا متلهفين لنرى أخيرًا، وبشكل مباشر، المعابد البوذية الشهيرة في العالم.

وبدلًا من كل هذا، رأينا جدران زنزانة في السجن، إذ تم اعتقال زوجي، ووضعه في مركز احتجاز بمجرد وصولنا.

تحول شهر العسل، الذي لطالما انتظرناه، إلى أسوأ كابوس يمكن لي رؤيته في حياتي. ولم نستيقظ منه بعد، بعد ثمانية أسابيع  تقريبًا من الألم والحزن الشديدين.

أمضيت اليوم الأول من شهر العسل - والأسبوعين اللّذين تبعاه- في زنزانة مشتركة مع زوجي، بعد أن قررت من تلقاء نفسي البقاء إلى جانبه بعد اعتقاله في المرة الأولى. هو مطلوب من قبل الحكومة البحرينية، التي أرسلت طلب تسليم يتعلق بتهم مفبركة ضدّه إلى الحكومة التايلاندية.

أعرف زوجي جيدًا، وهو لم يقم بأي فعل خاطئ. هو فقط يُعاقب بسبب انتقاده الانتهاكات في البحرين، وأنا منهارة بسبب ما قد يحصل في حال لم يتم الإفراج عنه لإعادته إلى أستراليا. لا أستطيع النوم، ولا التنفس، لمعرفتي بما ينتظره [في البحرين].

على الرغم من كل الجهود التي بذلتها أستراليا ووزيرة خارجيتها، أمرت تايلاند بتمديد فترة احتجازه إلى ستين يومًا لتتمكن السلطات [التايلاندية] من متابعة إجراءات طلب تسليمه من قبل البحرين.

إني أرجوكم أن تدركوا أن زوجي ناجٍ من التعذيب [في البحرين]. قلائل هم الأشخاص الذين يعرفون مقدار الألم الناجم عن هذا. أنا قلقة جدًا بشأنه إن كان عليه أن يتحمل عذابًا مماثلًا مجددًا. بعد مضي أكثر من 50 يومًا في الاحتجاز، أعلم أن وضعه النفسي يزداد سوءًا كل يوم، وقلبي منفطر من أجله.

اليوم الأخير الذي أمضيته مع زوجي كان في 11 ديسمبر / كانون الأول، قبل أن يُنقَل إلى سجن جديد حيث لم يُسمَح لي بالبقاء معه. زرته في اليوم الذي نقلوه فيه، صورته هناك، جالسًا في زي السجن، وقد تم حلق رأسه ولحيته، انطبعت في ذهني، وفي قلبي.

هذا الرجل الجميل، الرياضي البطل، وأكثر شخص شجاع أعرفه لجرأته على انتقاد الظلم ضد شعبه... أنا، زوجته، أُحرِجت لدى رؤيتي إياه بهذه الهيئة. لا أستطيع أن أتوقف عن البكاء لمجرد تفكيري بهذا.

لأسباب تتعلق بسلامتي، اضطررت للعودة إلى ملبورن. لم أتمكن من التحدث إليه أو سماع صوته. استطعت فقط تلقي رسائل من الزوار والصحافيين المتعاطفين الذين التقوا به في سجنه. أوجه لهم جزيل شكري. لقد أخبروني كم يفتقدني، وأنه يشعر بالقلق من أجلي كل يوم لأني وحيدة. لقد كان حكيم عائلتي الوحيدة في أستراليا.

نحن نعرف قوة ما نواجهه، ونتائج تسليم حكيم. كثيرون من البحرينيين يعرفون ذلك أيضًا. الأمر الوحيد الذي يُمَكننا، زوجي وأنا من المتابعة ويمنحنا الأمل هو كمية الدعم الدولي الذي حظيت به قضيته.

سأكون ممتنة للأبد لوسائل الإعلام، والمنظمات الدولية، والمسؤولين الرفيعي المستوى الذين ساندوا زوجي علنًا. وزيرة الخارجية الأسترالية، ماريز باين، كانت صريحة في الدّعوة إلى الإفراج عن زوجي. والدعم الذي حظينا به، حكيم وأنا، من المجتمع الأسترالي الأوسع نطاقًا كان مذهلًا. أشكركم من أعماق قلبي.

لقد تقدم حكيم بطلب للحصول على الجنسية الأسترالية، لكن الإجراءات بطيئة، ووضعه يزداد سوءًا كل يوم. يجب ألا يعاني أي شخص بهذه الطريقة. آمل أن تستطيع الحكومة الأسترالية العمل بشكل سريع ومتعمد مع الحكومات الأخرى لضمان عودة زوجي سالمًا إلى أستراليا.

أرجوكم ساعدوني في إنقاذ زوجي.

 

*لم ترغب زوجة حكيم العريبي باستخدام اسمها، وطلبت أن يُشار إليها فقط بصفتها زوجته.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع