الانفجارات تهز الحديدة اليمنية في ثاني أيام الهدنة

أطفال يأكلون داخل مخيم بالحديدة في اليمن 12 نوفمبر 2018 - رويترز
أطفال يأكلون داخل مخيم بالحديدة في اليمن 12 نوفمبر 2018 - رويترز

2018-12-20 - 2:55 م

مرآة البحرين (رويترز): هزت الانفجارات مدينة الحديدة اليمنية الواقعة على البحر الأحمر يوم الأربعاء في ثاني أيام الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة بهدف تمهيد السبيل لإجراء مفاوضات سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من أربعة أعوام.

وقال سكان إن ستة صواريخ انفجرت قرب منطقة 7 يوليو بشرق الحديدة لكن لم يتضح مصدرها.

وتبادل الطرفان المتحاربان في اليمن الاتهامات بخرق الهدنة في الحديدة في أول أيامها، حيث قال سكان إن عمليات قصف وقعت في وقت متأخر يوم الثلاثاء واستمرت لما يقرب من ساعة في الضواحي الشرقية والجنوبية للمدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وتوسطت الأمم المتحدة في الهدنة في إطار إجراءات لبناء الثقة خلال محادثات سلام جرت الأسبوع الماضي في السويد لتجنب شن هجوم شامل على المدينة الساحلية ذات الأهمية الكبيرة لدخول إمدادات الطعام والمساعدات لملايين الأشخاص الذين يواجهون الجوع.

لكن مصدرا في التحالف العسكري بقيادة السعودية والذي يحارب جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران قال لرويترز إنه ما لم يتم نشر مراقبين دوليين في الحديدة قريبا فقد تفشل الهدنة.

وأضاف "إذا استغرقت الأمم المتحدة... وقتا طويلا جدا لدخول مسرح الأحداث، ستُضيع الفرصة تماما وسيصبح اتفاق ستوكهولم عديم الفائدة".

واجتمعت لجنة برئاسة الأمم المتحدة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة يوم الأربعاء مع ممثلين للجانبين لبحث سحب القوات من مدينة الحديدة وثلاثة موانئ بموجب اتفاق الهدنة. وهذا هو الاجتماع الأول للجنة تنسيق إعادة الانتشار التي ستشرف على وقف إطلاق النار وانسحاب القوات.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن رئيس اللجنة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كامايرت سيسافر إلى الأردن غدا الخميس ومنها إلى صنعاء ثم الحديدة برفقة فريق أولي صغير.

وبموجب الهدنة، سينتشر مراقبون دوليون في الحديدة وتنسحب جميع القوات المسلحة منها في غضون 21 يوما من بدء الهدنة.

ووافق الطرفان الأسبوع الماضي أيضا على عميلة لتبادل الأسرى. وقال مسؤول باللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف يوم الأربعاء إن الطرفين تبادلا قوائم تتضمن إجمالا 16 ألف اسم لأشخاص يعتقد أنهم محتجزون.

* الحديدة شريان حياة

صارت الحديدة، وهي الميناء الرئيسي لوصول إمدادات الطعام لسكان اليمن البالغ عددهم نحو 30 مليونا، محور القتال هذا العام، وهو ما أثار مخاوف عالمية من أن هجوما شاملا قد يتسبب في قطع الإمدادات عن نحو 16 مليون شخص.

وتهدف الهدنة، وهي أول إنجاز مهم لجهود السلام خلال خمس سنوات، إلى تمهيد الطريق لهدنة أشمل في اليمن ووضع إطار لمفاوضات سياسية.

وتدخل التحالف، الذي يتلقى السلاح والمعلومات الاستخباراتية من الغرب، في الحرب عام 2015 لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تتمركز حاليا في عدن بجنوب البلاد. ويسيطر الحوثيون حاليا على أغلب المراكز الحضرية في اليمن.

وتضغط دول غربية على التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ويعتبرها كثيرون حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.

ويدرس مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تقديم مقترحات بحلول نهاية الشهر بشأن كيفية مراقبة وقف اطلاق النار وإعادة نشر القوات.

وأنزلق اليمن إلى الحرب بعدما دفعت الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى التنحي. وانتخب هادي رئيسا لمدة عامين ليترأس حكومة انتقالية لكن الحوثيين أجبروه على العيش في المنفى في السعودية.

وينفي الحوثيون الحصول على أي دعم من إيران ويقولون إنهم يشنون ثورة على الفساد.