مع قرب تبادل أسرى الحرب في اليمن ما حال أسيرها في البحرين نبيل رجب؟

2018-12-16 - 12:03 ص


مرآة البحرين (خاص): تكاد الحرب على اليمن التي انطلقت في 25 مارس 2015 بقيادة المملكة العربية السعودية ودول خليجية وعربية، تلفظ أنفاسها الأخيرة، وبات أسرى هذه الحرب قريبون من نيل حريتهم، لكن الناشط الحقوقي البحريني نبيل رجب المعتقل بسبب معارضته المبدئية لفكرة الحروب وخصوصا حرب اليمن لا يزال بعيداً عن نيل حريته التي سلبها منه النظام البحريني في 2015.
انتقد رجب مشاركة البحرين في حرب اليمن، ونشر تغريدة بتاريخ 26 مارس/آذار 2015، اليوم الذي بدأ فيه التحالف الذي تقوده السعودية قصف اليمن، قال فيها إن «الحروب تجلب الكراهية والدمار والأهوال». ولم تتأخر السلطات في اعتقاله والحكم في حقه بالسجن خمس سنوات.
وسوف تنظر محكمة التمييز في الحكم ضد رجب في 31 ديسمبر /كانون الأول الحالي.
وكانت محاكم النظام قد أيدت في يونيو حزيران 2018 الحكم السابق، وتقول النيابة العامة أن رجب قام بنشر وإعادة نشر عدد من التغريدات «تضمنت ادعاءات وأكاذيب أساء من خلالها إلى الهيئات النظامية ممثلة بوزارة الداخلية والمؤسسات الأمنية التابعة لها وذلك بأن اتهمها بتعذيب السجناء وإذلالهم». بحسب مضبطة الاتهام.
قبل أيام فقط أعلنت الأمم المتحدة أن المفاوضات التي تمت تحت رعايتها في مملكة السويد بين طرفي النزاع في اليمن أنجزت اتفاقاً يشمل ثلاث نقاط، الأول حول مدينة الحديدة، الثاني حول آلية تنفيذية لتفعيل اتفاقية تبادل الأسرى، والثالثة تفاهمات خاصة بمدينة تعز اليمنية.
وبموجب صفقة تبادل الأسرى التي تم إبرامها سيتم اطلاق سراح نحو 15 ألف أسير حرب لدى الجانبين، بينما العائلة الحاكمة في البحرين ما تزال تعاقب نبيل رجب بسبب موقف مبدئي أعلنه بشكل سلمي على شكل تغريدة لا تتجاوز 100 حرف، بل إن أحواله تزداد سوءًا بحسب آخر المعلومات.
ووفق مصادر حقوقية تؤكد المعلومات أن رجب (53 عامًا) يعاني تضييقاً إضافياً في سجنه، فقد تمت مداهمة زنزانته مرتين عند الفجر خلال شهر، وقامت شرطة السجن ببعثرة ملابسه والأغراض الخاصة به وخلطها ببعضها، وقال له أحد الشرطة بأسلوب تشفٍ: قم بشمّهم الآن. فردّ عليه رجب بقوله : هذا عمل مهين ومذلّ.
ورغم وجود غرف أخرى في السجن الذي يتواجد فيه رجب، لم تفتّش السلطات غير غرفته، ما يؤشر -بحسب أحد الحقوقيين- على التقصّد في التضييق والإيذاء النفسي والمعنوي لرجب، ومحاولة حرمانه من النوم بشكل متكرر عبر هذه المداهمات لأكثر من ليلة.
أحد النشطاء الذين تواصلت معهم «مرآة البحرين» حول أوضاع رجب يقول : «يوم الخميس الماضي 13 ديسمبر 2018 بعثت منظمة العفو الدولية رسالة إلى ملك البحرين ووزير الداخلية ووزير العدل، طالبت بالإفراج الفوري عن رجب، لكن رغم هذه المناشدات والرسائل التي بعثتها منظمة العفو و كبرى منظمات العالم الحقوقية، وكل نداءات المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، ما يزال ملك البحرين وعدد من أفراد عائلته الممسكين بالملف الأمني في البلاد، يصرون على استمرار الانتقام من زميلنا رجب. ما يحدث لنبيل من تضييق وحرمان من الراحة والنوم وإفزاعه ليلاً بشكل متكرر، هو جواب الملك ووزير الداخلية على هذه النداءات والرسائل».
رجب الذي تعرض للسجن والاعتقال بشكل متكرر، هو رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان، المدير المؤسس لمركز الخليج لحقوق الإنسان، ونائب الأمين العام للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان وعضو المجلس الاستشاري لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لمنظمة هيومان رايتس ووتش.