اللاعب البحريني حكيم العريبي: أرجوكم أوقفوهم.. وإذا تم ترحيلي إلى البحرين فلا تصدّقوا اعترافاتي التي ستسمعونها
2018-12-12 - 6:33 م
مرآة البحرين (خاص):
"حكومة تايلند والبحرين تتآمران ضدي لتسليمي إلى التعذيب في البحرين رغم امتلاكي حق اللجوء السياسي في استراليا..
أرجوكم أوقفوهم
لم أفعل شيئا في البحرين..
لا أريد العودة إلى البحرين أريد العودة إلى استراليا.."
كانت تلك هي العبارات التي صرخ بها لاعب كرة القدم البحريني الدولي السابق حكيم العربي لوسائل الإعلام والناشطين المتجمهرين أمام مدخل المحكمة في تايلاند يوم أمس الثلاثاء 11 ديسمبر، قبل أن يمدد القضاء فترة احتجازه إلى 60 يوما.
يعرف العريبي جيداً ماذا ينتظره في البحرين في حال تمّ تسليمه إلى السلطات. بل كلّ العالم يعلم وإن تجاهل، أن البحرين بلد التعذيب وانتهاك الحريات وحقوق الإنسان. كتب العريبي على صفحته في الفيسبوك الأسبوع الماضي: "إذا رُحّلتُ إلى البحرين، فلا تنسوني، وإذا وصلتُ هناك، وسمعتموني أقول شيئا فلا تصدقوني". وأضاف: "أعلم بما سيحدث لي، وأعرف أني سوف أعذّب حتى أعترف بأشياء لم ارتكبها أبدا".
اللاعب البالغ من العمر 25 عاما، والذي يحمل ألوان فريق نصف محترف في ملبورن، طالب الفيفا بالتدخل لحمايته، وقال: "البحرين دولة بدون حقوق إنسان. حياتي في خطر. الفيفا عليه أن يحميني ويحمي كل اللاعبين". الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بدوره طالب يوم الخميس 6 ديسمبر 2018 بإطلاق سراح العريبي، ودعا "السلطات التايلاندية إلى السماح له بالعودة إلى أستراليا في أقرب وقت ممكن". وأرسل نادي باسكوي فال في ميلبورن رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء التايلاندي يطالبه فيها بحماية لاعبه "باعتباره لاجئا معترفا به في أستراليا". وأضاف النادي أنه "لا ينبغي له أن يجبر على العودة إلى البحرين، وهو البلد الذي فر من الاضطهاد فيه، ويخشى من العودة إليه".
أُوقف العريبي في البحرين عام 2012 على خلفية الاحتجاجات التي تعيشها البلاد منذ 2011، وتعرض للضرب والتعذيب، وتم اتهامه بالمشاركة في الاعتداء على مركز شرطة. المفارقة أنه في وقت الاعتداء المزعوم، كان يلعب مباراه تبث مباشرة من تلفزيون البحرين، وصدر تقرير إثبات وجوده في المباراة في وقت الحادثة، لكن القضاء المسيس أدانه وأصدر في كانون الثاني/يناير 2018 حكما غيابيا بسجنه عشرة أعوام.
فرّ العريبي إلى أستراليا في عام 2014 بعد أن أصبحت حياته مهدّدة بالخطر، وتمكن من الحصول على اللجوء السياسي في 2017، ويلعب حاليا لنادي باسكوي فال في ميلبورن. لكنه أوقف من قبل دائرة الهجرة التايلاندية في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 بعد وصوله إلى العاصمة بانكوك قادما من أستراليا برفقة زوجته لقضاء إجازة.
لا شك أن حصول العريبي على اللجوء السياسي هو ما أشعره بالأمان للتحرّك بين دول العالم، لكن فاته أن بانكوك لديها علاقات استثمارية قوية مع البحرين، ما يجعل للسلطات البحرينية نفوذ اعتباري هناك، وهذا ما أكّده مدير الهجرة في تايلاند سوراتشات هاكبارن الذي قال للصحافيين "لدينا علاقات ودية وجيدة مع البحرين"، وأضاف أن السلطات "تحاول تسريع القضية" بسبب مهلة الـ 12 يوما من فترة الحبس الاحتياطي التي بدأت في الثالث من كانون الأول/ديسمبر.
تضغط كل من الفيفا وجهات حقوقية باتجاه إعادة العريبي إلي استراليا التي يقيم فيها كلاجئ سياسي. لكن الاستثمارات البحرينية في تايلاند والنفوذ البحريني خاصة في بانكوك يعرّض حياة العريبي للخطر، إنه الصراع بين القانون وحقوق الانسان وبين نفوذ الاستثمارات البحرينية كما يقول ناشطون.
المحكمة التايلاندية تدرس الآن طلب تسليم العريبي وفقا لما ذكرته دائرة الهجرة يوم الجمعة 7 ديسمبر 2018. وقال العريبي لوكالة فرانس برس أنه لا يزال غير مدرك للخطوات القانونية ضده، وأضاف "أشعر بتوتر شديد الآن". "يمكنك رؤية الأخبار عن البحرين. لا توجد حقوق إنسان هناك". وانتقد محام يعمل نيابة عنه القضية السياسية، وحث على إطلاق سراحه. وقال نادهاسيري بيرغمان لوكالة فرانس برس "لم يرتكب أي خطأ في تايلاند لذلك لا توجد أسباب (للاعتقال)".
جريمة العريبي أنه كان منتقدا للسلطات البحرينية، وتقول هيومن رايتس ووتش إنه مستهدف لأن والدته ناشطة سياسية. أستراليا تقول إنها تجري محادثات على مستوى دبلوماسي عال مع تايلاند، سعيا إلى عودة اللاعب سالما إليها. وقالت وزيرة الخارجية، ماريس باين، إن بلادها "قلقة بسبب اعتقال حكيم العريبي، وتطالب بعودته فورا إلى أستراليا". وطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم، والاتحاد الأسترالي أيضا بإطلاق سراحه.
جماعات حقوق الإنسان تشير إلى أن القضية الحالية تحكمها قواعد دولية تمنع بانكوك من تسليم أي شخص إذا كان سيتعرض للتعذيب. وتقول هيومن رايتس ووتش في آسيا إن مذكرة طلب ترحيل العريبي في القضية الحالية "لا تنطبق على شخص منح اللجوء السياسي، مثل العريبي". وحذر معهد حقوق الإنسان والديمقراطية البحريني، الموجود في لندن، من أن تايلاند ستنتهك قواعد القانون الدولي إذا أعادت اللاعب إلى البحرين. وتقول منظمة العفو الدولية إن تايلاند رحلت في عام 2014 شابا في الـ21 إلى البحرين بناء على مذكرة من الإنتربول. وقالت أمنستي "هناك تقارير موثوق بها تشير إلى أنه عذب بعد عودته إلى البحرين".
بعد كل هذا، هل ستقوم تايلاند بتسليم حكيم العريبي إلى السلطات البحرينية رغم كل هذه المحاذير والمخاوف المتعلّقة بحياته وانتهاكات حقوق الإنسان؟