الأمم المتحدة تقترح انسحاب طرفي حرب اليمن من الحديدة

أطفال يأكلون داخل مخيم بالحديدة في اليمن 12 نوفمبر 2018 - رويترز
أطفال يأكلون داخل مخيم بالحديدة في اليمن 12 نوفمبر 2018 - رويترز

2018-12-12 - 1:31 م

مرآة البحرين (رويترز): اقترحت الأمم المتحدة خلال محادثات أولية بين الطرفين المتحاربين في اليمن يوم الثلاثاء انسحاب قواتهما من مدينة الحديدة الساحلية، التي تمثل شريان حياة للملايين الذين يواجهون شبح المجاعة، ووضع المدينة تحت سيطرة كيان مؤقت.

ولم يتضح بعد ما إذا كان الحوثيون، المتحالفون مع إيران، والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية سيقبلون الاقتراح الذي قدم خلال محادثات السلام الجارية بالسويد والتي تهدف إلى تجنب هجوم شامل على الحديدة التي باتت محور الحرب الدائرة منذ نحو أربع سنوات.

وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش سيحضر ختام المحادثات يوم الخميس للقاء كلا الوفدين ودعم جهود مبعوثه الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث. وقد تنعقد جولة أخرى في مطلع عام 2019.

وبعدما اتفق الطرفان على تبادل قرابة 15 ألف أسير، تتركز المحادثات على القضايا الأصعب مثل وضع الحديدة وفتح مطار صنعاء مرة أخرى.

وشن التحالف الذي تقوده السعودية هجوما على الحديدة هذا العام في محاولة لإضعاف الحوثيين الذين يسيطرون على أغلب المراكز السكانية في اليمن بما فيها العاصمة صنعاء التي أخرجوا منها حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي عام 2014.

وأبلغت ثلاثة مصادر أخرى مطلعة على المحادثات رويترز بأن الاقتراح الذي قدمه جريفيث يتضمن تشكيل "لجنة مشتركة أو كيان مستقل" لإدارة المدينة والميناء بعد انسحاب الطرفين.

وأضافوا أن من الممكن أيضا نشر مراقبين من الأمم المتحدة، وأن المناقشات لا تزال مستمرة.

وامتنعت الأمم المتحدة عن التعليق بينما لم يتسن الوصول بعد إلى أي من الطرفين للرد بشأن الاقتراح.

وقال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، رئيس وفد الحكومة في محادثات السلام، يوم الاثنين إنه يجب وضع المدينة تحت سيطرة قوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية باعتبار ذلك مسألة تتعلق بالسيادة.

واتفق الطرفان على دور للأمم المتحدة في الميناء لكنهما يختلفان بشأن من يتعين أن يسيطر على المدينة نفسها. ويقول الحوثيون إنها يجب أن تُعلن منطقة محايدة.

* ضغط غربي

تُجرى المحادثات وسط ضغط دول غربية على السعودية والإمارات، اللتين تدخلتا عسكريا في اليمن عام 2015 لاستعادة حكومة هادي، من أجل إنهاء الحرب التي دفعت اليمن إلى شفا مجاعة.

وقالت المصادر إن سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي يشاركون في المحادثات ويضغطون على الطرفين للموافقة على الاقتراح الخاص بالحديدة.

وقال مصدر في الفريق الحكومي إن جريفيث جمع زعماء الوفدين معا للمرة الأولى في اجتماع حضره السفراء الخمسة.

ويريد جريفيث الاتفاق على إجراءات لبناء الثقة وهيئة حكم انتقالية لتمهيد الطريق أمام مفاوضات سياسية لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.

وتبادل الطرفان قوائم بأسماء نحو 15 ألف أسير ضمن اتفاق لتبادل الأسرى تم التوصل إليه في بداية محادثات السلام التي تستمر حتى 13 ديسمبر كانون الأول.

وقال مندوبون في المحادثات إن مبادلة الأسرى ستجرى عبر مطار صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون في شمال اليمن ومطار سيئون في جنوب البلاد الذي تسيطر عليه الحكومة في عملية تشرف عليها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقال غالب مطلق مندوب الحوثيين المدعومين من إيران إنه جرى بالفعل مبادلة أسماء أكثر من سبعة آلاف أسير من كل جانب منهم نحو 200 ضابط من ذوي الرتب الكبيرة.

وقال وزير الخارجية في حكومة هادي "قمنا اليوم بتقديم قائمة من 8576 اسما لفئات عمالية وناشطين سياسيين وشباب ومعلمين وطلاب وإعلاميين وأطفال وشخصيات قبلية ورجال أعمال وحقوقيين ونساء وأطباء، معتقلين تعسفيا ومخفيين قسرا في معتقلات وسجون الحوثي. هذه القائمة مفتوحة بحسب الاتفاق لتشمل أي قوائم لاحقة".

وقال يوهانس براور رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن في إفادة صحفية في جنيف إن عملية تبادل الأسرى في اليمن ستستغرق عدة أسابيع وربما تشمل ترحيل مواطني دولة ثالثة تم أسرهم خلال الحرب.

ولم يتفق الطرفان بعد على دعم البنك المركزي. ولا يمكن لملايين اليمنيين الحصول على معظم السلع الأساسية.

وتريد السعودية والإمارات الخروج من صراع مكلف أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص في حين تواجهان جمودا عسكريا منذ سنوات. وتريد الدول الغربية، وبعضها يمد التحالف بالسلاح ومعلومات المخابرات، وضع نهاية للحرب.

ويُنظر إلى الصراع على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية السنية وإيران الشيعية.