"سيدني مورنينغ هيرالد": البحريني حكيم العريبي يقع في أزمة دولية أثناء سعيه فقط لإجازة

مايكل رافلز - صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد الأسترالية - 2018-12-11 - 12:13 ص

ترجمة مرآة البحرين

كل ما أراده كان عطلة. حكيم العريبي، اللاجئ البالغ من العمر 25 عامًا، الذي صنع شهرته كمدافع قوي في دوري فيكتوريا لكرة القدم، نزل مع زوجته في بانكوك في أواخر شهر نوفمبر / تشرين الثاني فقط ليجد فقط أنّه لم يفلت من قبضة الحكومة البحرينية.

احتجزته السلطات التايلاندية بسبب إخطار أحمر من الإنتربول. وحتى بعد إلغاء الإخطار، أرادته البحرين في السّجن على ما يبدو بسبب تخريب مركز للشرطة.

قيل إن التخريب حصل أثناء لعب العريبي لصالح الفريق الوطني [في البحرين]. هناك شكوك بأنه كان مطلوبًا بالفعل لأن أخاه الأكبر كان نشطًا خلال الربيع العربي.  

العريبي، كما يصفه أولئك في نادي باسكو فالي وأصدقاؤه في ملبورن وسيدني، كان هادئًا، مخلصًا و"أخًا لنا جميعًا"، انتقد أيضًا أفراد العائلة المالكة النافذين في العام 2016، وادعى أنّه تعرض للتعذيب قبل مغادرته [البحرين] في العام 2014.

لم تمنحه أستراليا عبثًا وضع لاجئ، والإقامة الدائمة، ووثائق السفر التي احتاجها لإجازته الأولى مع زوجته.

وقال غسان خميس، الذي ساعد العريبي في طلب اللجوء إنّ "[الإجازة] كانت بمثابة شهر عسل لهما".

وعلى الرغم من معرفتها بوضعه، ومن امتلاكه بطاقة Jetstar للعودة إلى أستراليا في 1 ديسمبر / كانون الأول، فضلت تايلاند احتجازه لفترة إضافية.

وحكمت محكمة يوم الاثنين ببقائه في مركز شوان فلو للاحتجاز لاثني عشر يوم إضافي بينما يتم جمع الأدلة. وعندما تم ترحيله من المار، خشيت زوجته من أن يأخذوه منها للأبد.

يوم الجمعة، قالت جماعات حقوقية إنّه في خطر وشيك بأن يتم ترحيله إلى البحرين.

ومع تنظيم احتجاجات خارج القنصلية التايلاندية في ملبورن، سيدني ولندن، أعلن رئيس شرطة الهجرة أن العريبي قد تم اعتقاله رسميًا.

وقد بدأت إجراءات ترحيل المطلوبين رسميًا إلى البحرين، لكن من المتوقع حدوث المزيد من جلسات الاستماع هذا الأسبوع، مع طلب أستراليا إعادته إلى ملبورن.

وقال خميس، الذي كانت منظمته، معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان، من بين الجماعات المنتقدة، "نؤمن بأن إعادته إلى البحرين انتهاك مطلق للقوانين والأعراف الدولية".

أثناء احتجازه، ومع بقاء زوجته قريبة كل الوقت، تمكن العريبي من نقل الرسائل إلى العالم الخارجي. وفي الرسالة الأخيرة، قال لمناصريه إنه بدأ إضرابًا عن الطعام.

وقال حسن عبد النبي، وهو صديق للعريبي منذ 4 أعوام، يقيم احتجاجًا أمام القنصلية التايلاندية في ملبورن، بواسطة مترجم، "إنه [العريبي] يشعر بالخوف الشديد" مضيفًا "لقد فرّ للتّو، وحاول أن يبدأ حياته من جديد".

إن فكرة تعرضه للتعذيب، وإمضاء ما تبقى من العشرينات في السجن، وتدمير مهنته، تركته يائسًا.

لديه الحق في أن يقلق، لقد رحّلت تايلاند على الأقل مطلوبًا واحدًا إلى البحرين، وهو الآن يمضي حكمًا بالسجن مدى الحياة، وتدعي عائلته أنه تعرض للانتهاكات. غير أن هذا الرجل لم يكن لديه إقامة، ولا وضع لاجئ، بينما يستند العريبي إلى وضع قانوني أكثر قوة، ولديه وثائق سفر صادرة عن أستراليا.

هو يحظى أيضًا بدعم الحكومة الأسترالية، وفي حين كانت وزيرة الخارجية الأسترالية حذرة في تعليقاتها العلنية، وكان التواصل على مستوى السفراء، تقول مصادر إن وزارة الخارجية والتجارة تعمل في دوائر دبلوماسية لممارسة الضغوط.

وقال حسن عبد النبي إننا "لا نعرف ما الذي تقوم به الحكومة الأسترالية إذ تم إبقاء غالبيته سريًا، لكننا نحث كل الأطراف على ممارسة الضغوط على تايلاند".

من جانبه، قال سيد أحمد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية إنّ "التصريحات التايلاندية المتضاربة "لا تشير إلى شيء".

وأضاف الوداعي أنه "بعد جريمة قتل [جمال] خاشقجي الرهيبة، على العالم ألا يقلل من المدى الذي تصل إليه الدول الخليجية في سحق المعارضة وإسكات المعارضين. يجب أن تدرك الحكومة التايلاندية أنّها تتجاوز خطًا أحمر في حال رحّلت حكيم".

واتهم فيل روبرتسون، نائب مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في آسيا، تايلاند بالانخراط في "لعبة مريبة تنتهك الحقوق" إذ يواجه العريبي حكمًا بالسجن عشرة أعوام وبعض التّعذيب.

وأضاف روبرتسون أنّه "كمدافع في الفريق الوطني لكرة القدم في البحرين، أغضب حكيم العريبي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الرئيس الحالي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من خلال الكشف عن دور الشيخ في انتهاكات حقوق الإنسان في فترة الربيع العربي، ما أضر بفرصته في أن يكون رئيسًا للفيفا. وبالتالي، هناك سبب للانتقام منه، ومن الواضح أن البحرين تبذل كل جهودها للحصول عليه بكل الوسائل الممكنة".

ولفت روبرتسون إلى أنّ "إجراء الإخطار الأحمر من قبل الإنتربول يفشل في حماية حقوق الإنسان عندما يسمح للدول المنتهكة لحقوق الإنسان كالبحرين بفبركة التهم ضد مواطنيها الذين غادروها وحصلوا على وضع اللجوء. وعلى الرغم من أن الإنتربول ألغى رسميًا الإخطار ضد حكيم العريبي، فقد وقع الضرر إذ كانت فترة احتجازه طويلة بما يكفي لتتابع البحرين أوراق الترحيل مع تايلاند. وفي حال أعيد العريبي بشكل قسري لى البحرين، ستتلطخ أيدي كل من الإنتربول وتايلاند بالدماء".

بالنسبة للو تونا، رئيس نادي باسكو فالي، كل ما يريده هو أن يركض أحد أفضل لاعبيه في الملعب عند بدء الموسم. البديل، وفقًا لما قاله لراديو Football Nation Radio الأسترالي الأسبوع الماضي، لا يستحق التفكير به.

وأَضاف "ندعو الله بألّا يحصل هذا، ليس فقط لحكيم، إذ لا أعتقد أن أي شخص يستحق ذلك الأمر".

النص الأصلي 

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus