البحرين جعلت من اعتقال حكيم العريبي «مباراة نهائية»

حكيم العريبي يلعب بقميص المنتخب البحريني (أرشيفية)
حكيم العريبي يلعب بقميص المنتخب البحريني (أرشيفية)

2018-12-08 - 11:04 ص

مرآة البحرين (خاص): مثل مباريات كرة القدم المصيرية، ألقت البحرين بثقلها خلف اعتقال اللاعب حكيم العريبي، ما يكشف حجم النوايا السيئة التي تخبّأها للاعب المحتجز حاليا في أحد مراكز الاحتجاز في العاصمة التايلندية بانكوك.

واستنفدت البحرين جميع أوراقها الهجومية لتحقيق هدف في مرمى منظمات حقوق الإنسان حول العالم، بينما تنتظر قرارا قضائيا من السلطات التايلندية في الرابع عشر من الشهر الجاري.

وكشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن البحرين كانت على علم بسفر اللاعب من أستراليا إلى بانكوك، واستبقت وصوله بالتنسيق مع السلطات التايلندية من أجل اعتقاله.

وصرح "سوراشيت هاكبران"، رئيس مكتب الهجرة في تايلاند، في مقابلة مع بي بي سي التايلندية "BBC Thai"  إن "البحرين طلبت توقيفه قبل وصوله إلى تايلند". وأكد بأن "السبب الرئيسي وراء اعتقال العريبي هو أن وزارة الخارجية (البحرينية) طلبت من إدارة الهجرة (التايلندية) القيام بذلك قبل وصوله".

وفي الوقت الذي يشير فيه اهتمام البحرين باعتقال العريبي إلى نيّتها المستمرة في تعقّب معارضيها في أي مكان، تضع معرفتها بتحركات العريبي المسبقة، علامة استفهام كبيرة حول آليات المراقبة والتجسس التي مكّنتها من العلم بسفر العريبي إلى تايلند.

وسافر العريبي من أستراليا إلى تايلند لقضاء شهر العسل المتأخر بعد حصوله على حق الإقامة الدائمة في ملبورن. لجأ العريبي إلى أستراليا بعد تعرضه للاعتقال والتعذيب في سجون البحرين العام 2012.

وتستند السلطات البحرينية في مذكرة الاعتقال الدولية التي أصدرتها بحق العريبي إلى حكم قضائي بالسجن 10 سنوات. وأدانت البحرين اللاعب بتهمة الهجوم على شرطة. ويقول العريبي إنه كان يلعب مباراة كرة قدم وقت الهجوم المزعوم. ويقول نشطاء إن التلفزيون الرسمي يمتلك تسجيلات تثبت ذلك.

ولم تكتف البحرين بالطلب الذي تقدمت به قبل اعتقاله، حيث رفعت مذكرات جديدة للسلطات التايلندية تطلب فيها تسليم العريبي «دون تردد». وكذّبت البحرين في تلك المذكرات بيانات دولية أكدت أن العريبي قد يتعرض للتعذيب فور وصوله البحرين.

وكان معتقل رحّلته هولندا إلى البحرين أكتوبر الماضي قد تعرّض إلى التعذيب في مبنى التحقيقات الجنائية، وهو مبنى وصفته منظمات حقوقية بأنه «سيء الصيت» حيث تعرّض فيه العشرات لمعاملة سيئة بعضهم توفى نتيجة لها.

وتعتبر البحرين مسألة اعتقال العريبي نزالا جديدا بينها وبين منظمات حقوق الإنسان التي دائما ما تنتقد سجلّها السيء في مجال حقوق الإنسان.

وقالت منظمة العفو في بيان على موقعها إنّ إعادة العريبي قسريا إلى البحرين انتهاك للقانون الدولي. وطلبت المنظمة من متابعيها توجيه رسائل إلى السلطات التايلاندية، لمناشدتها بالإفراج الفوري عن حكيم العريبي والسماح له بالعودة إلى أستراليا في حال كان يرغب بذلك، وعدم ترحيله في أي ظروف إلى البحرين أو أي بلد آخر يواجه فيه خطرًا وشيكًا بالتعرض لانتهاكات جدية لحقوق الإنسان.

ولا تعبأ البحرين، الحليف القوي لأمريكا وبريطانيا، بسمعتها في مجال حقوق الإنسان. وزادت من ضغوطها في الأيام الأخيرة على تايلند من أجل تسليم اللاعب للاحتفال بما تعتبره «انتصارا جديدا على تلك المنظمات».