آباء وأمهات الشهداء: نحرّض على مقاطعة الانتخابات (بيان)

صورة تجمع عددا من آباء الشهداء (أرشيفية)
صورة تجمع عددا من آباء الشهداء (أرشيفية)

2018-11-23 - 2:50 ص

مرآة البحرين (خاص): دعا آباء وأمهات الشهداء في بيان إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة، مشيرين إلى أنها مجرد انتخابات صورية لاعطاء النظام والقوانين الصادرة عنه صفة شرعية.

وقال البيان «إن دماء شهدائنا، وإعتقال الآلاف وإسقاط الجنسيات وإجبار الآلاف على الهجرة والعيش في أوطان الغربة» يدعو من يفكرون في المشاركة إلى  «أن يقفوا مع النفس والضمير وقفة صدق وأمانة»... وفيما يلي نص البيان:

منذًُ بزوغِ فجر ثورة فبراير المجيدة ، توالى إرتقاء الشهداء العظام كنهرٍ من عطاء الشعب البحراني في تقديم كل غالي ونفيس مما يملكُ من مالٍ وبنونٍ وتضحياتٍ في سبيل الإنتصار لقضاياه الوطنية ولإنتزاع حقوقهِ المطلوبة عبر عقودٍ من الزمن داسَ فيها هذا النظام على كراماتِ ومقدساتِ هذا الشعب الأبي . وفي هذا السبيل سقط مايربُو على 200  من أبنائنا الشهداء ليرووا بدمائهم الطاهرة شجرة الجهاد ضد طغاة هذا الوطن .

ونحنُ كآباء وأمهات وأولياء دم الشهداء الذين مضوا في سبيل تحقيق العدالة وانتصار الحق وعودة الحقوق للشعب ، إننا هنا لا لنعبّرُ عما يخلجُ في نفوسنا من ألم فقدهم بعد أن أطفأ النظامُ نور شموعهم أو نبكي ضحايا صادَر حقّهم في الحياة ، بل من خلال هذا البيان إننا اليوم هنا لنستعيد الأسباب التي من أجلها خرج هؤلاء حاملين أرواحهم على أكفهم في لحظةِ وعيٍ ولنستذكر الأهداف التي سعوا للوصول اليها لينعم هذا الشعب بشيء من سيادته على ذاته بهم أو من دونهم في حالةٍ من التسامي عن الذات أو مطامع دنيويةٍ عابرة.

ومن هنا يهمنا جدا أن نؤكد بأن هؤلاء الشهداء لا يمثلون حالة عاطفية تُروىٰ عن ضحايا قتلهم النظام ظلما فقط بل إنهم يمثلون حالة وطنية تعبر عن قناعاتٍ وطنيةٍ عند هذا الشعب بضرورة التغيير الحقيقي والذي من أجله إرتقت أجسادهم الطاهرة في ميادين الوطن أو في طوامير السجون أو على مشانق الإعدام أو فيما وراء بحار الوطن وتعالت أرواحهم مطمئنة إلى عدالة بارئها ، فيما بقت ذكراهم ماثلة كما النجوم تتلألئ في سماء هذا الوطن .

وفي هذا المنعطف الزمني الحالك من تاريخ الوطن وعلى مقربة أيامٍ من حدث الإنتخابات البرلمانية الصورية في نسختها الرابعة (نوڤمبر ٢٠١٨)، نرى أنه من المسئوليةِ الوطنيةِ بمكان ان نُذكّر شعبنا بأن تضحيات الشهداء في مضمونها ومكنونها لم تكن ولا يمكن أن تكون نسياً منسيّا ، أو أنها حينما تُحْيا أن تكون إحتفاليةً فقط للترحم عليهم، بل هي حالةُ من الإصرار والثبات وتجديد العهد على النهوض المجتمعي وتآلف قوى الخير والتقدم فيه لإستمرار المسير حتى نيل المطالب الشعبية ، وبلوغ الغايات الوطنية ، مسيرة تتلافي أفخاخ النظام، او التّيه في مؤسساته التي يصطنعها للخداع والمراء والمراوغة التي لم تقنع حتى أصدقائه فيما يسمّى بالمجتمع الدولي الذي أدان وطعن في شرعيّة الإنتخابات المزمع إقامتها في هذا الشهر الحالي .

ومن هذا المنطلق فإننا نربأ بشعبنا العزيز أفرادا وجماعات ومؤسسات وجمعيات وتشكيلات عن الانخراط في إجراءات النظام الشكلية ومنها إنتخابات البرلمان الصوري المزمعة بعد ايّام ، لتثبيت كيانه أو إسباغ الشرعية على تشريعاته وقوانينه أو إعانته على حيازة المبررات التي بها يمارس أساليبه في الحكم القمعي لهذا الشعب طوال العقود السابقة ، وعليه فإننا نرى أن مقاطعة هذه الانتخابات والتحريض على مقاطعتها هي من صنف التضحيات التي قدمها الشهداء عندما إسترخصوا دماءهم في سبيل التغيير الحقيقي. وندعوا جميع أبناء الشعب الأبي للتوقيع على العريضة المطالبة بتقرير مصيره من خلال تشكيل مجلس تأسيسي لصياغة دستور يخطه الشعب بيده .

إن دماء شهدائنا، وإعتقال الآلاف من أبناء الشعب البحراني وعلى رأسهم رموزه المجاهدة والواعية وزعماؤه الوطنيين ونساءه العفيفات وتغييبهم في سجونه يقضون فيها ربيع أيامهم خلف قضبانها ، والملاحقات الأمنية للمطاردين من شبابه، وإسقاط الجنسيات عن المئات من المواطنين الشرفاء، وإجبار الآلاف على الهجرة والعيش في أوطان الغربة، وتضييق مصادر الرزق والعيش على أبناء الوطن وشبابه في الداخل، وتعطيل التوظيف للخريجين وجميع الإجراءات التعسفية التي إتخذها النظام منذ ثورة فبراير ٢٠١١ المجيدة تستدعي ممن زلّت أقدامهم، أو من تراودهم وساوس شياطين المشاركة في هذه الإنتخابات أن يقفوا مع النفس والضمير وقفة صدق وأمانة وإخلاص وليسجلوا مَعْلَما جديدا في مسار النضال الوطني عبر إتخاذ القرار الصحيح المنسجم مع قناعاتهم المستقرة في عقولهم تجاه هذا النظام الظالم لهم .

الرحمة لشهداء الوطن الأبرار ... والعزّة والكرامة لشعبنا الأبي .