«طوفان التقاعد» يضرب وزارة البلديات: خُمس الموظفين حزموا حقائبهم!
2018-11-17 - 3:47 م
مرآة البحرين (خاص): أسست الإصلاحات البريطانية تحت ضغط المطالب الشعبية بلدية المنامة في العام 1919 لتصبح من أوائل البلديات في العالم العربي، كبرت بلديات البحرين وصارت خمس بلديات وتقلّصت إلى أربع لاحقًا، نما هذا العمل البلدي وتطوّر مع الوقت، لكن يبدو أن ما تبقى من هذا الإرث سيجرفه طوفان التقاعد.
بحسب المصادر الرسمية في ديوان الخدمة المدنية، فإن أكثر من 9 آلاف موظف حكومي قدموا للتقاعد الاختياري الذي عرضته الحكومة على موظفيها كإحدى مبادرات برنامج التوازن المالي. لم يعلن عن التفاصيل لكن الأرقام في وزارة البلديات مخيفة أيضا.
بعد أن تحدثنا عن طوفان المتقاعدين في وزارة التربية والتعليم، نلفت في هذا التقرير الانتباه لطوفان يضرب الوزارة والبلديات الأربع في البحرين ويهدد مستقبل العمل البلدي. فبحسب أرقام مؤكدة، فإن عدد موظفي الوزارة والبلديات بالكامل هو 3000 موظف تقريبًا، وقد تقدم من هذا العدد 644 موظفاً بطلبات للتقاعد، أي ما يعني أكثر بقليل من خمس الموظفين في وزارة البلديات.
تقدم أكثر من 350 موظفاً في الادارة العامة والزراعة لبرنامج التقاعد الاختياري، والبقية من البلديات الأربع. وكان لبلدية المنطقة الشمالية لوحدها حصة الأسد، فقد تقدم للتقاعد أكثر من 120 من موظفيها للتقاعد.
يؤكد عدد من الموظفين إن أغلب الذين دخلوا هذا البرنامج يَرَوْن فيه طوق نجاة من الوضع المأزوم. وقال أكثر من 4 موظفين تقدموا بطلبات للالتحاق بالبرنامج إنه «من الصعب الاستمرار في وزارة تعصف بها العواصف بشكل دوري. كل أربع سنوات هناك موجة تغييرات. القصة معروفة ومكررة، مدراء عامون جدد يأتون فينتقمون من الموظفين الذين كانوا محسوبين على المدراء السابقين».
وعلى بُعد شهر واحد من دخول الوزير عصام خلف للوزارة عامه الخامس كوزير جديد للبلديات في ديسمبر 2014، عاد الإحباط على أشدّه بين الموظفين، فالوزير جاء بعصبة جديدة من وزارته الأصلية (الأشغال) إلى البلديات.
ويقول موظفون بسبب التغيير الأخير أصبحت البلديات ملحقة بالأشغال، ويتم إدارتها من قبل أشخاص غير قريبين من العمل البلدي، إلى جانب الفساد الكبير الذي تعاني منه الوزارة والبلديات الأربع على حد سواء.
ويتوقع الموظفون، الذين فضلوا عدم نشر أسمائهم، أن يتأثر العمل البلدي كثيرا بعدد المتقاعدين، خصوصا وأنهم من أصحاب الخبرة.
وكانت مرآة البحرين نشرت أمس تقريراً يوثّق خروج نحو 178 معلّما ومعلّمة من البحرينيين للتقاعد، ضمن موجة يقال قد تصل لنحو 4000 آلاف معلّم ومعلّمة تقدّموا للتقاعد الاختياري.