آخر شقشقات المشاركين اليائسة... العَلَويّان مجيد وشوقي
2018-11-15 - 12:07 ص
مرآة البحرين: لم تلقَ دعوة وزير العمل السابق السيّد مجيد العلوي إلى المشاركة في الانتخابات أيّ استجابة تُذكر. الوزير الّذي كان يُراهن على ورقة "التكنوقراط الشيعة" قبل أن "تحَتْحتهم" السلطة واحداً واحداً فلم يعودوا يملكون من أمرهم وخمرهم شروى نقير، عاد ليلقي آخر أوراقه في مسلسل المشاركة المكسيكي الذي أصبح بلا لون ولا طعم ولا رائحة.
"مقاطعة الإنتخابات إحتجاج سلبي بلا ربح يرتجى منه أبداً ويمارس يوما واحدا فقط كل 4 سنوات وبعد ذلك المشارك والمقاطع يتابع ويتعامل مع أعضاء مجلس النوّاب والمجالس البلدية". "المشاركة عملٌ إيجابي بلا خسارة بل يبني جسور الثقة ويعود بالخير على الوطن والمواطن". هذا ما أسفرت عنه جُعبة العلوي أخيراً في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" بعد أن اكتملت صورة ما أراد لها أن تكون "سقسقة جميلة" للتكنوقراط ومن لفّ لفّهم في السباق البرلماني قبل أن تقيلهم السلطة جميعاً وتحوّل أصواتهم الحالمة إلى "شقشقة يائسة" هذَرَت ثم قرّت.
وهكذا كان أوّل من يردّ على العلوي المشارك هم دعاة المشاركة أنفسهم. "شوقي العلوي" الشخصية الوطنية المحسوبة على تيّار "وعد" رغم عدم عضويته التنظيمية فيها كان من أبرز الدّاعين للمشاركة على خلاف التيار العام السائد في "وعد". من يتابع تعليقاته قبل أسابيع قليلة فقط كان يمكن له أن يكتشف العديد من نقاط التلاقي بينه وبين العلوي الوزير: المشاركة في الانتخابات إحداها! لكن ماذا الآن بعد أن قالت اللجنة الإشرافية على سلامة الاستفتاء والانتخابات كلمتها الأخيرة؟
لنستمع إليه يعلّق ردّاً على العلوي "كنت يا سيدي من الداعين للمشاركة. وبالرغم من أنني لست عضوا في أية جمعية سياسية، لكن سؤالا أحرجني من ابنتي الشابة تقول لي فيه كيف يا أبي تشارك في انتخابات يمنعني فيها قانون من حقي من الترشح لسبب كوني عضوا في جمعية سياسية تم حلها؟ هي عضو في وعد.. ألقمتني حجرا. المقاطعة حق وفعل سياسي".
ويضيف العلوي "يمكن للمقاطعة في العمل السياسي أن تكون فعلا إيجابيا وتكون المشاركة فعلا سلبيا. وأصارحك القول أن العزل السياسي والأحكام التي تصدر لا تدع وجود سعة للصدر للمشاركة، عليكم أن تصارحوا السلطة". هكذا انتهت إذن مصائر وجهيْن من أبرز أوجه المرونة السياسية والسّياسة بوصفها "فناً للممكن". وجه طامح تبدّد مشروعه شذر مذر. ووجه حالم أجهضت السلطة كلّ تطلعه الإيجابي ونظرته المتفائلة إلى المستقبل. لم يعد لديه ما يجيب به ابنته!