هل تفعلها قطر وتحاكم حمد بن عيسى آل خليفة غيابياً؟
2018-11-07 - 11:17 ص
مرآة البحرين (خاص): يوم الاثنين الماضي 5 نوفمبر 2018 حكمت محكمة الاستئناف العليا الجنائية بالسجن المؤبد على زعيم المعارضة البحرينية الشيخ علي سلمان، والنائبين السابقين في كتلة الوفاق النيابية الشيخ حسن سلطان، وعلي الأسود، بتهمة التخابر مع دولة قطر، وهذا الحكم واجه انتقادات دولية واسعة، كما أصدرت إثره دولة قطر بيان نفي رسمي بتورطها في أي نوع من أنواع التجسس والتآمر، وانتقدت المحكمة التي أصدرت هذا الحكم.
في حديث لـ «مرآة البحرين» يقول مرجع على متابعة لصيقة بمحاكمة الشيخ علي سلمان «كنا نرى بوضوح أن القضية مرتبطة بالتصعيد البحريني مع قطر، لقد أحب الملك أن يرمي ورقته في هذه القضية المُلفّقة، لكن كنا نظن أن القضية لن تسير نحو أحكام قاسية لسبب واحد: الإدانة تعني إدانة رسمية لقطر في محكمة بحرينية رسمية».
هذا ما حدث بالفعل، فلقد أمرت المحكمة التي أصدرت الحكم ضد الشيخ علي سلمان ورفيقيه، بإحالة نسخة من الأوراق إلى النائب العام لاتخاذ اللازم قانونا بشأن ما أثير من جرائم يعاقب عليها القانون إلى كل من رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم، وحمد بن خليفة العطية مستشار أمير قطر السابق، وحمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الفضائية، فضلاً عن سعيد الشهابي رئيس تحرير مجلة (العالم) بلندن.
هذا يعني أن البحرين، ربما، تحضّر لقضية ثانية تحاكم فيها غيابياً كل من وردت أسماؤهم في ملف الادعاء... فهل سيستدعي الأمر ردا قطرياً؟.
الرد القطري
الرد القطري جاهز، ولديها الأركان المتكاملة، إذ يستطيع الإدعاء العام القطري تحريك دعوى قضائية ضد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة استنادا لوقائع تثبت تورطه في دعم عملية الانقلاب الفاشلة التي شهدتها قطر العام 1996. فقد كشف الجزء الثاني من وثائقي بثته قناة الجزيرة تحت عنوان «ما خفي أعظم» مارس/ آذار الماضي عن تورط ملك البحرين في دعم وتمويل عمليات تخريبية داخل قطر بعد فشل محاولة الانقلاب على نظام الحكم عام 1996، حيث كان حينها ولي عهد البحرين.
وقد قدم فهد المالكي وهو أحد أبرز قيادات المحاولة الانقلابية على نظام الحكم في قطر عام 1996 -و الذي هرب إلى الإمارات بعد فشل المحاولة- شهادة تفيد إن حمد بن عيسى موّله شخصيا لتنفيذ سلسلة عمليات تخريبية والقيام بتفجير داخل الدوحة تحت غطاء جبهة معارضة لنظام حكم الأمير حمد بن خليفة آل ثاني.
وقال المالكي إنه حصل حينها على مبلغ 100 ألف دينار بحريني من حمد بن عيسى مقابل استهداف مقرات سيادية في الدوحة، كان بينها مقر دائرة الجوازات الذي وضعت فيه عبوة ناسفة لم تنفجر وعثرت عليها السلطات القطرية في أكتوبر/تشرين الأول 1996.
وأكد المالكي أنه قد اتصل شخصيا حينها بوكالة رويترز للأنباء وتبنى محاولة التفجير تحت مسمى «منظمة عودة الشرعية».
كَاد ملك البحرين لقطر، ولا زال يكيد لها، فقد كان رأس الحربة التي طعنت بها السعودية، الإمارات ومصر قطر عندما تم إعلان مقاطعتها وحصارها براً وجوًّا فقد أعلنت هذه الدول الثلاث أنها تقاطع قطر كونها تآمرت على البحرين التي كانت أول دولة تعلن قطع علاقاتها مع الدوحة، بل إدّعى أحقية عائلته آل خليفة بحكم قطر بدلاً من آل ثاني.
إن الأضرار التي عانت منها قطر في أكبر أزمة سياسية تعيشها منذ استقلالها، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً جرّاء الحصار صارت موثقة، فهل ترد قطر على حمد بن عيسى بمحاكمته غيابياً إذا ما فعلها وقرر إجراء محاكمة غيابية لحمد بن جاسم، وحمد بن خليفة العطية، وحمد بن ثامر آل ثاني، توددا للسعودية؟!.