عودة صاحب نظرية «اُقتل عشرة»... تعرّف على المستشار العائد لديوان ولي العهد
2018-11-03 - 12:45 ص
مرآة البحرين (خاص): في العام 2011 وبينما كان البحرينيون يعتصمون عند دوار اللؤلؤة للمطالبة بإصلاحات جذرية في الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد، جرت اجتماعات على هامش الثورة السلمية واسعة النطاق، أحدها اجتماع لمجموعة تابعة لديوان ولي العهد البحريني من بينهم مستشار إعلامي أردني، مع مجموعة من الفاعلين السياسيين والإعلاميين.
تم التطرق خلال الاجتماع للشعارات التي يرفعها المحتجون في الدوار ضد الملك، وتعمق النقاش فيها. كان رأي المستشار الأردني أنه «في الأردن لا أحد يتجرأ على ذلك»، مضيفاً «اقتل عشرة، وبعدها دققوا هل سيدوس أحد على صورة الملك؟». كان رأيا صادماً خصوصاً وأنه يصدر عن مستشار إعلامي - كما يفترض- وليس مستشاراً عسكريًا أو أمنيًا.
هذا المستشار هو أحمد سلامة، وهو كاتب وإعلامي سياسي أردني. ولد في قرية بديا في محافظة نابلس في فلسطين عام 1954. تخرج من كلية الآداب في الجامعة الأردنية. عمل في صحيفة الرأي الأردنية، ومنذ 1993 حتى 1997 كان سلامة كاتباً لخطابات الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، ومستشاراً إعلامياً في الديوان الملكي لولي العهد الأردني السابق الأمير الحسن بن طلال.
حصل سلامة على تمويل من رؤسائه ليصبح في العام 2000 ناشراً لصحيفة "الهلال" الأسبوعية لمدة ثماني سنين، لكنه فشل فشلاً ذريعًا، وتراكمت عليه الديون ورفعت ضده قضايا في المحاكم الأردنية عن طريق جريدة الرأي الأردنية التي كان يطبع صحيفته الأسبوعية في مطبعتها، إلا ان أحمد سلامة وعن طريق علاقاته بالكبار والمتنفذين تمكّن في العام 2008 من مغادرة البلاد، بوساطة رئيس الوزراء السابق عبدالرؤوف الروابدة. جاء إلى البحرين، إلى الديوان الملكي البحريني وبالتحديد إلى ديوان ولي العهد.
مرت عشر سنوات على تمتعه بوظيفة وامتيازات خرافية لا يحلم بها أي إعلامي بحريني من ديوان ولي العهد، حين غادر المستشار البحرين بعد اقتراب حلمه الكبير من التحقق، أن يصبح رئيساً لتحرير صحيفة الرأي الأردنية، أو يتسلم منصب وزير هناك، غادر بعد وعد تلقّاه من رئيس الوزراء الأردني السابق هاني الملقّي في العام 2016.
قبل رحيله نجح أحمد سلامة في توظيف ابنه فراس في ديوان ولي العهد أيضاً في وظيفة رفيعة، حينها فقط هان عليه الرحيل من هذا النعيم.
لكن أحمد سلامة، لم تجر رياحه بما يشتهي في الأردن، إذ لم يحصد سوى الريح، فقد ظلّ عاطلاً هناك، أصبح بلا عمل والأكثر إيلامًا بالنسبة له أنه بلا منصب، ركبه الهمّ والحزن، وشاع بعده أنه سافر إلى الأزهر الشريف في مصر ليعتكف هناك كما ينقل بل تم إلباسه الزيّ الرسمي الأزهري تكريماً له.
المستشار أحمد سلامة بزي الأزهر
ربمّا أفادته هذه الشائعات، وحننّت عليه قلوبا لا تحنّ على أبناء موطنها، فقد تلقى أحمد سلامة الخبر السعيد عبر اتصال هاتفي، لينتشر بعدها هذا الخبر السعيد في الصحافة الأردنية الشقيقة «غادر الْيَوْمَ الى البحرين الكاتب العربي الأردني أحمد سلامة بدعوة خاصة من سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين».
وهكذا استعاد ولي عهد البحرين مستشاره الإعلامي السابق في أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2018، لتفرح عائلة سلامة بعمل الأب أحمد والابن فراس في واحدة من أرقى الوظائف في بلادنا. ألف مبروك.
كم هم محظوظون آل سلامة، ففي الوقت الذي دعت في الحكومة البحرينية آلاف الموظفين الحكوميين للتقاعد الاختياري، وفي وقت يُقال فيه البحرينيون من وظائفهم في شركات طيران الخليج، وألبا، وغيرها، في زمن التقشف المالي، وضغط الحكومة على كل الوزارات لتقليل الإنفاق، في عصر ما أطلق عليه "التوازن المالي" الذي فيه يُغاث الناس وفيه يعصرون، تحنّ قلوب قادة البلاد على من يرى أن قتل عشرة مواطنين أمرٌ ممكن لكي يتأدب من يتجرأ على رفع شعار ضد الملك أو الدوس على صورة ورقية له!