كيف تساعد إسرائيل الأنظمة الدكتاتورية على تعقب المعارضين؟

موقع مسلم بوست - 2018-10-23 - 10:55 م

ترجمة مرآة البحرين

إنّه تحقيق مليء بالاعترافات. تشرح هآرتس كيف أصبحت إسرائيل واحدًا من أهم مُصَدّري برامج التّجسسس المُصَمّمة لملاحقة المجتمع المدني في العالم كلّه. ويستخدم الدكتاتوريون، حتى في البلاد التي لا تربطها أي علاقة دبلوماسية بالدولة العبرية، تقنيات إسرائيلية للّتجسس على مواطنيهم. مؤخرًا، تمّ الكشف عن العلاقة بين الإمارات العربية المتحدة ومجموعة تقنيات التّجسس NSO. وكانت الدولة الخليجية تأمل آنذاك استخدام التّقنيات الإسرائيلية للتّجسس على جارتها قطر.

من بين الزبائن: الإمارات والبحرين وأندونيسيا ودول أفريقية

يثبت التّحقيق الذي أجرته صحيفة هآرتس، كما ورد، أنّ قطاع التّجسس الإسرائيلي أصبح في بضع سنوات رأس الحربة في التّجارة العالمية الخاصة ببرامج المراقبة واعتراض الاتصالات. وقالت الصحيفة، التي تشير أيضًا إلى NSO، إنّه "اليوم، وكالة حكومية تحترم نفسها، ولا تحترم خصوصية مواطنيها، تتمتع بقدرات تجسسية من صناعة هرزيليا بيتواه"، المركز التقني في تل أبيب. وقد توجهت عضوة في البرلمان، مع محامي حقوق الإنسان إيتاي ماك، إلى المحاكم في العام 2016 للمطالبة بتعليق ترخيص المجموعة الإسرائيلية.

لكن NSO مجموعة ليست سوى قمة جبل الجليد. لأنّه، وفقًا لهآرتس، التي تمكنت من الاتصال بمئة مصدر موزعين على 15 دولة، لم تتردد هذه الصناعة الإسرائيلية ببيع تقنياتها إلى دول غير ديمقراطية. وبالتّالي، تم استخدام البرامج الإسرائيلية لتحديد مكان المناضلين من أجل حقوق الإنسان، واعتقالهم، وملاحقة واضطهاد أعضاء من المجتمع، وإسكات معارضي مختلف الأنظمة. حتى في بعض الدّول العربية التي لا تربطها أي علاقة دبلوماسية بالكيان العبري: البحرين، أندونيسيا، أنغولا، الموزمبيق، الإمارات العربية المتحدة. وتطول قائمة الزبائن.

قمع الغالبية الشيعية في البحرين

من جهتهم، فإنّ رؤساء التّجسس الإلكتروني لديهم ذات الخطاب: إسرائيل تساعد الدّول على التّغلب على الإرهاب ومكافحة الجريمة. وبمساعدة الكيان العبري: تمّ السماح من قبل وزارة الدّفاع بتصدير تقنيات هذه الشركات، وهي بالتالي قانونية. وبمجرد بيع البرامج، لم يعد هناك أيّ طريقة لمنع أي سوء استخدام، وفقًا لما أقر به المسؤولون. وقال أحدهم ساخرًا إنه "لا يمكنك أن تبيع سيارة مرسيدس لشخص ما وأن تطلب منه ألا يقود أكثر من 100 كم في الساعة".

بالإضافة إلى الإمارات، ستستخدم المملكة العربية السعودية أيضًا التقنيات الإسرائيلية. في أوائل شهر أكتوبر / تشرين الأول، أعلنت سيتيزن لاب أنّه من شبه المؤكد أن برنامج التجسس Pegasus استُخدِم لتعقب عمر عبد العزيز، وهو معارض سعودي يقيم في كندا، حيث حاز على اللّجوء السياسي. وورد أن الرّياض لجأت إلى مجموعة NSO، كما فعلت جارتها الإمارات. في البحرين، يسمح التّجسس الإلكتروني بقمع الغالبية الشيعية. ويشير تحقيق صحيفة هآرتس إلى أنّه في العام 2011، في وقت الربيع العربي، سمحت تعزيزات قادمة من الرياض بإجراء حملة قمع قوية. كل ذلك، بمساعدة التّقنيات الإسرائيلية.

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus