رسالة إلى الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة: لننحّ الخلاف السياسي جانباً ولنتحدّث بروح رياضية

لسان حال الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة: fake it till you make it
لسان حال الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة: fake it till you make it

2018-10-16 - 11:58 م

مرآة البحرين (خاص): لننحّ الخلاف السياسي جانباً ولنتحدّث بروح رياضية. ألا تستحي؟ بصدق، ألا يعتريك الخجل من مجيء ترتيبك في بطولة الرجل الحديدي "IRONMAN Triathlon" في الدّرجة 251. لقد قطع الفائز الألماني "باتريك لانج"، السباق في 07:52:39 ساعات؛ بينما قطعته أنت في 09:19:09 ساعات. هل تعرف ماذا يعني ذلك؟ يعني أنك كنتَ فاشلاً جداً ومتأخراً عنه بحوالي ساعة ونصف. وهذا، كما تعلم، فارق كبير يعادل رحلة مريحة علي مقاعد الدرجة الأولى بواسطة الطائرة من البحرين إلى سلطنة عمان.

ما الذي كنتَ تفعله طيلة الأيام والأسابيع السابقة للبطولة؟ فارق ساعة ونصف يعني أنّك إما لم تتمرّن بشكل ملائم لظروف المسابقة التي تستلزم تدريباً وجهداً عضلياً فائقاً أو أنك لم تتبع حمية غذائية مناسبة كالتوقّف عن أكل "المكبوس" والضّرب بالخمس. إنّ هذا أمرٌ مخجلٌ حقّاً بل عار؛ خصوصاً أنك تستخدم اسم البحرين ورمزها وعلمها خلفيّة لمشاركاتك.

على موقع المسابقة عكفنا طويلاً على البحث عن اسمك وترتيبك ضمن القائمة النهائية لترتيب المتنافسين التي أُعلنت عقب انتهاء السباق. لم تكن في الصفحة الأولى التي حوت المتسابقين العشرة الأوائل، ولا الصفحة الثانية ولا الثالثة ولا الرّابعة ولا الخامسة ولا السادسة. أحد المعلّقين كان يخشى ـــ محقّاً ـــ من أن تكون قد "فطست". لم يظهر اسمك إلا في الصفحة 13 في المرتبة 251 ضمن قائمة طويلة من الأسماء مع نتائج مخيّبة جداً.

في جميع مراحل المسابقة كنت متأخراً، السباحة والدرّاجات والجري. في الحقيقة من الظلم وضع نتائج مشاركتك في موضع المقارنة، مع المتسابق الأوّل. مثلاً، يمكن عقد مقارنات بين المتسابقين العشرة الأوائل؛ حيث الفوارق بينهم لا تتعدى ثوانٍ معدودات أو أجزاء من الدقيقة. لكن بين موقعك كمتسابق أتى في المرتبة الحادية والخمسين بعد المائتين وموقع متسابق أسطوري كباتريك لانج فإنّ هذا يمثّل نوعاً من العبث.

ماذا نقول للناس؟ على سبيل المثال فأنت قطعت سباق الجري في 03:29:04 ساعات بينما قطعه المتسابق الأول في 02:41:31 ساعة. أي أنك كنت متأخراً عنه بنحو 41 دقيقة. هذا يعني ــــ كي نقرّب الصورة ـــ أنك كنت تجري عند شارع الهملة في المحافظة الشمالية في الوقت الذي وصل هو إلى مشارف الحوض الجاف في محافظة المحرق.

بينك وبين نفسك، ألا تخجل من هذه النتيجة المضحكة؟ لقد عدت إلى البحرين وكتبت في حسابك، كاذباً، بأنك عدت بالذهب. فأيّ ذهب عدتَ به؟ يا وحش أنت يا حديد!

لحسن الحظ أننا نحيا في زمن أصبحت فيه أدوات التحقق في متناول اليد. لدى البطولة موقع رسمي وحسابات رسمية ويمكن بضغطة زر مشاهدة فيها جميع النتائج. طبعاً، صحفنا المحلية التي تقوم برشوتها لن تزور هذا الموقع وهذه الحسابات لأنها ببساطة لا تستطيع نشر ما ستجده. إنها تخاف منك ببساطة!

لا توجد أي صحيفة في العالم تحدثت عن فوزك سوى الوكالة الحكومية والصحف التي تملكها عائلتك. ولا أحد هنأك في العالم سوى أبيك وأعمامك ووزارات الدولة التي تعرف أنها إذا لم تفعل فستقوم بمعاقبتها. تماماً كما فعلت ذات مرّة حين عاقبت أحد المتسابقين في سباق محلي عبر ضربه و"تبكيسه" لأنه  فقط تفوّق عليك. ومنذ هذه الحادثة لم يتفوق عليك أحد!

العام الماضي 2017 تم إدخال أحد الحقول إلى فرع الصحافة تحت مسمى الأخبار الزائفة «Fake News» بسبب سرعة انتشار المحتوى الزائف عبر وسائل السوشيال ميديا. منذ ذلك الحين تعكف جامعات ومراكز أبحاث الإعلام ووكالات صحافية عالمية على ابتكار أدوات وإعداد أدلة تحقّق تستهدف اكتشاف الأخبار الزائفة. فايسبوك، نيويورك تايمز، سناب شات، رويترز، غوغل جميع هذه الشركات العملاقة وغيرها كثْر أطلقت مبادرات تستهدف السيطرة على الأخبار الزائفة. من سوء حظّك أنك أطلقت هذه الكذبة في هذه الفترة تحديداً وجعلت من نفسك موضوعاً مناسباً للتحقق.

اليوم حين تشاهد إعلانات وزارة شئون الشباب والرياضة وشركة بتلكو وبابكو وهي تهنئك بفوز لم يحصل توقف قليلاً أمام المرآة واهمس بينك وبين نفسك: كم أنا تافه! تعمل عائلتك ليل نهار على إعدادك كقائد مستقبلي لقوة دفاع البحرين بينما كل ما تفعله أنت بحركاتك و"همبكاتك" الطائشة هو أنك تجعل من نفسك أضحوكة.