"دكتوراه" سفير البحرين في موسكو هي الاختبار الحقيقي لمزاعم "التربية" في محاربة المؤّهلات الوهمية

 مندوبة جامعة وهمية في
مندوبة جامعة وهمية في "كراتشي" أثناء تسليمها شهادة دكتوراه وهمية لسفير البحرين في موسكو

2018-08-21 - 2:55 م

مرآة البحرين (خاص): لا شك أنّ سفيرنا في موسكو، أحمد الساعاتي، قلق هذه الأيّام. منذ يومين لم يغرّد. هو الّذي اعتاد شحن حسابه يوميّاً بلقاءاته الاستعراضيّة لافّاً عاصمة القياصرة طولاً وعرضاً. خبر: لقاء مع رئيس جمعية المفتين في روسيا. خبر: لقاء مع السفراء العرب في موسكو. وهكذا يمضي سفيرنا أيامه الملاح في المدينة الروسية الجميلة. بيد أن هناك أمراً جللاً يتفاعل في بلاده البعيدة التي يمثلها هناك. أمر شخصيّ تماماً يتعلق به لكنّه أيضاً عام بمستوى عموميّة منصبه الذي يمثل فيه بلاده. في البحرين تنتشر قصة تزويره شهادتيّ الماجستير فالدكتوراه عبر جامعتين مضروبتيْن انتشار النار في الهشيم.

قبل ثلاث سنين (2015) مرّر خبراً إلى الصحافة عن نيله درجة الدكتوراه من جامعة أمريكية ليس لها وجود إلا في"كراتشي" بباكستان. وقبل ذلك بأربعة أعوام (2011) كان قد مرّر خبراً يشبهه إلى الصحافة عن نيله درجة الماجستير من جامعة هولنديّة "عالميّة" ليس لها وجود فعليّ إلا في العراق؛ حيث الفساد والفوضى وحيث لا تعترف بها ـــ الجامعة ـــ أي دولة بما في ذلك هولندا نفسها التي تحمل اسمها. في كل ذلك، كان يبدو سفيرنا في موسكو سعيداً جداً. يفترّ وجهه عن ابتسامة خضراء في وجه مندوبين ومندوبات يأتون له إلى البحرين خصيصاً ليسلّموه شهادات التأهيل العلمي وهم ممتنون له جدّاً. شكراً سعادة السفير لتشريفنا بأخذ شهادتنا المزيفة!

لكنها لم تكن سوى ابتسامة مؤقتة. ها هو يشهد حصادها الآن. سخر الأستاذ بجامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى سابقا، موافق فواز الرويلي، صاحب وسم #هلكوني الشهير المختص بفضح أسماء الحاصلين على شهادات وهمية، من سفيرنا قائلاً "لعل سعادته يشتري موقع الجامعة الذي قد يكون معروضا للبيع". يشير الرويليّ إلى موقع جامعة "بريسلي" الأمريكية المزعومة الذي كان الساعاتي قد ادّعى نيله درجة الدكتوراه منها. لم تكن الجامعة غير "دكيكين" لتزوير الشهادات الوهميّة في كراتشي كانت السلطات الباكستانية قد أغلقته إثر فضيحة بعد حصوله على "المؤهل" الرائد بثلاثة أشهر.

أصبح الآن "دومين" حرّاً. إنّ بوسع الساعاتي أن يشتريه الآن كذكرى وفاء لجامعة جعلته "دكتوراً" في الصّحافة لثلاث سنين. وإذا كانت هذه الفضيحة قد عطّلته عن التغريد يوماً أو يومين فإن الآتي أدهى.

في البحرين بلاده التي يغيب عنها منذ 3 سنين سفيراً لها في موسكو تمثّل قصّته اختباراً حقيقيّاً لكلّ مزاعم وزارة التربية والتعليم بملاحقة حملة الشهادات المزيّفة. كلّ الوعود التي تقال عن إحالة المتورّطين بشراء المؤهلات التعليميّة سترتطم بصخرة مقعده الدبلوماسيّ. ففي مقعده الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ. هذه قضيّة تزوير في محرّر رسميّ وادّعاء رتبة علمية وهمية من شخص مسئول واضحة وضوح الشمس. لقد ارتكب ذلك أثناء شغله مناصب حكوميّة  نائباً في البرلمان فعضواً بمجلس المفوضين في المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان التي يعينها الملك. إذا تمّ غسل هذا العار عبر لفلفته بأيّ شكل فلن يحاسب أحد إذن من مرتكبي مثل هذا العار بأيّ شكل. وكما تعوّدنا دائماً، ستسري النار في تحت صغار الرؤوس وتبقى الكبيرة تسرح وتمرح. لاغرابة، أنت في البحرين!