أمين عام الأمم المتحدة يختار ضحية تعذيب سابقة لمنصب المفوض السامي لحقوق الإنسان

2018-08-09 - 3:03 م

مرآة البحرين (وكالات): عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الرئيسة التشيلية السابقة ميشال باشليه على رأس المفوّضية السامية لحقوق الإنسان، حسب بيان للأمم المتحدة.

وأبلغ غوتيريش خياره هذا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يجب أن تُصوّت للمصادقة على هذا التعيين، حسبما ذكر بيان للمتحدث باسم المنظمة الدولية. وقد تأكّد رحيل المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين من منصبه رسميًا منذ ديسمبر 2017.

وميشال باشليت (مواليد 29 سبتمبر 1951) هي عضو في حزب تشيلي الاشتراكي ورئيسة تشيلي من 11 مارس 2006 إلى 11 مارس 2010. وهي أول من يفوز برئاسة تشيلي لمرتين في انتخابات تنافسية منذ عام 1932. عملت باشليت طبيبة ودرست إستراتيجية عسكرية كما شغلت منصب وزيرة الصحة ووزيرة الدفاع في حكومة سلفها ريكاردو لاغوس. هي أم  لثلاثة أطفال وتُعرّف نفسها على أنها شخص "لاأدري". وتتقن بالإضافة للغتها الأم الإسبانية كلاً من الإنجليزية والألمانية والبرتغالية والفرنسية والإيطالية.

بدأت باشليه «رحلتها السياسية» في السجن العام 1975، إذ اعتقلت ووالدتها بعد سنتين على وفاة والدها، واقتيدتا الى أحد مراكز التعذيب حيث عانت «الاذلال» بحسب تعبيرها. وبعد السجن، سلكت الأم وابنتها طريق المنفى الى استراليا، ثم ألمانيا الشرقية حيث واصلت ميشال تحصيلها الجامعي، قبل أن تعود إلى تشيلي العام 1979 مع طفلها سيباستيان، لتحصل على شهادة في الجراحة العام 1982. لكنها لم تتمكن من نيل وظيفة في القطاع العام لـ «أسباب سياسية». وافادت من منحة دراسية سمحت لها بالتخصص في طب الأطفال والصحة العامة، قبل أن تنجب ابنتها فرانسيسكا العام 1984. ونشطت في منظمة غير حكومية تساعد أطفال ضحايا الديكتاتورية.

بعد انتقال تشيلي إلى الديموقراطية العام 1990، كثفت باشليه عملها طبيبة في قطاع الصحة العامة، كما عملت مستشارة لمنظمة الصحة العالمية. وكانت تعتبر أن الحزب الاشتراكي الذي تنشط في صفوفه، يهمل القطاع العسكري، فبدأت تتلقى دروساً في الإستراتيجيا العسكرية في سانتياغو ثم واشنطن. هاتان الحيوية والخبرة، دفعتا الرئيس الحالي ريكاردو لاغوس الى تسليمها وزارة الصحة العام 2000، ثم الدفاع العام 2002، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في أميركا اللاتينية.

لم تعرف باشليه الحقد على رغم معاناتها، بل دعت في الذكرى الثلاثين للانقلاب في تشيلي الى مصالحة بين المدنيين والعسكريين، واتسعت بذلك شعبيتها لتبلغ النجومية. لكنها تصف نفسها بأنها «تشيلية لا تختلف بشيء عن ملايين التشيليات»، وتقول: «أعمل، أدير اسرتي وأترك ابنتي في المدرسة، لكنني تشيلية تتوق إلى النضال والخدمة العامة». ويقول المقربون منها إنها «مدمنة على العمل قلما تنام»، لكنها في الوقت ذاته، «محبة للحياة تهوى الرقص وعزف الغيتار».