صفاء الخواجة: سيد كاظم عباس بين روائح المرض والموت في سجون البحرين

صفاء الخواجة - 2018-07-18 - 6:08 ص

للسجن وقع مخيف على الأذن والقلب، كلمة تثير بداخل المرء هواجس "التعذيب، المرض، الموت" السجن يعني أن لا حقوق للمسجون عند سجانه إلا على الورق فقط وفي الزيارات المعتادة لحاملي لواء حقوق الإنسان الدوليين..

سيد كاظم علي عباس شاب نجار يبلغ من العمر 23 عاماً، تعرض للاحتجاز التعسفي والتعذيب والحرمان من الرعاية الصحية الملائمة والضرورية في سجن جو في البحرين. بعد اعتقاله، سأله ضابط عن هاتفه. فأخبره أنه كان في منزله القديم، وعندما وصل، سأل الضابط السيد مرة أخرى عن الهاتف، أجاب أنه لا يعرف، فقام الضابط بدفع سيد على الأرض وركله.إحدى الركلات أصابت أذن سيد كاظم ، مما تسبب في إصابة خطيرة.

بعدها، ادّعى الضابط أن سيد كاظم اعتدى عليه وهاجمه، ليتعرض السيد للضرب المبرح على جسده ووجهه على يد ضابط شرطة في مركز شرطة القضيبية. تم إرسال سيد كاظم إلى طبيب في مستشفى السلمانية، فكتب الطبيب تقريرًا عن إصابة أذنه. ورغم ذلك، لم تقدم السلطات هذا التقرير للأطراف المعنية كعائلته.

مضى سيد كاظم عقوبته في سجن جو، حيث استمرت حالته الصحية في التدهور بسبب الظروف المعيشية السيئة في السجن.عزل سيد كاظم وسجناء آخرون في المبنى 4 عن العالم الخارجي لمدة 23 ساعة في اليوم، حيث يُسمح لهم بالخروج لمدة ساعة واحدة فقط.

بالإضافة إلى المعاملة السيئة، مُنع سيد كاظم أيضاً من الاتصال بمحاميه. وفي مكتب النيابة العامة منع المحامي من مقابلته، بل أن مسئولي النيابة أنكروا وجود معتقل يحمل اسم سيد في السجن على الرغم من معرفتهم بوجوده في المبنى.

استمرت معاناة سيد كاظم في السجن فأصيب بانتفاخ غير طبيعي في أنفه ووجهه صاحبه صداع شديد وعدم القدرة على الوقوف أو تحمل أي نوع من الروائح، أصبحت  تصيبه بالغثيان والدوخة.

نُقل المعتقل بعدها إلى عيادة شرطة القلعة، وهي مجهزة بشكل أفضل من عيادة سجن جو وتُستخدم لمعالجة موظفي وزارة الداخلية. وفيها خضع للكشف بالأشعة السينية لأنفه، ولكن الأشعة السينية لم تظهر أي علامات على وجود عظم مكسور. أُعيد سيد كاظم إلى السجن دون تلقي أي علاج، مؤكداً أنه لا يستطيع أن يأكل وأنه يتقيأ باستمرار ويعاني من ألم في معدته وظهره وأنفه، فكانت المحصلة خسارته حوالي ربع وزنه في شهر مايو 2018.

عرض سيد كاظم للمرة الثانية على عيادة شرطة القلعة في 27 مايو 2018 ، وتم نقله في النهاية إلى قسم أمراض الأمعاء. تم تشخيص حالة  القيء المستمر وتم تجاهل بقية إصاباته.

في زيارته العيادة، تعرض سيد كاظم للسخرية من الطبيب الذي تركه في العيادة من الساعة الخامسة إلى الساعة الحادية عشرة مساءً دون علاج، علما بأن الأطباء استخدموا المسكنات وقطرات الحقن الوريدي لعلاج أعراضه، وكانت المفاجأة التي حملتها إفادة سيد كاظم بأن هذه الأدوية بدأت تصيبه بالهلوسة ونقص في التركيز كما أنه لم يعد قادراً على قراءة أي شيء يبعد عنه أكثر من متر واحد.

نقل سيد كاظم إلى المستشفى العسكري وتم إجراء عملية جراحية سريعة سحبت من خلالها السوائل من الورم في الرأس والجبهة (الانتفاخ) وتم إبقاؤه في المستشفى لعمل فحوصات طبية واشعة مقطعية حيث إن الخطر مازال مستمرا لشكوك الطبيب بوجود ورم خلف الانتفاخ الذي اتضح أنه عبارة عن خراج في الرأس، فيما تؤكد عائلة المعتقل سيدكاظم عباس إصابته بورم في الرأس يتطلب عملية جراحية لاستئصاله.


*ناشطة بحرينية في مجال حقوق الإنسان.