العراقيون يشاركون اليوم في أول انتخابات منذ هزيمة الدولة الإسلامية

2018-05-12 - 8:21 م

مرآة البحرين: يدلي العراقيون اليوم السبت بأصواتهم في أول انتخابات منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لكن لا يتوقع الكثيرون أن يفي الزعماء الجدد بوعود الاستقرار في بلد يعاني الصراع والمصاعب الاقتصادية والفساد منذ سقوط صدام حسين عام 2003، بحسب تقرير لوكالة أنباء رويترز.

وقالت رويترز إن نتيجة الانتخابات قد تعزّز الدور الذي تلعبه إيران في العراق والشرق الأوسط.

وبعيدا عن حسابات السياسة التي أججت الانقسامات الطائفية، يواجه العراق تحديات عدة بعد حرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية دامت ثلاث سنوات وكلفت البلاد نحو مئة مليار دولار.

وتحول معظم مدينة الموصل الواقعة بشمال العراق إلى أنقاض. وما زال الأمن مهددا بسبب التوتر الطائفي الذي تحول إلى حرب أهلية عامي 2006 و2007 في أوج الاحتلال الأمريكي الذي بدأ بالغزو عام 2003.

وسيتعين على الفائز في انتخابات يوم السبت التعامل مع تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في خطوة أثارت مخاوف بين العراقيين من أن يتحول بلدهم إلى ساحة للصراع بين واشنطن وطهران.

والخلاف بين الجماعات العرقية والدينية الثلاث الرئيسية، وهي الشيعة العرب الذين يمثلون أغلبية والسنة العرب والأكراد، قائم منذ عشرات السنين والانقسامات الطائفية غائرة على الرغم من توحيد قوى الأطراف الثلاثة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال جمال موسوي الذي يعمل قصابا ويبلغ من العمر 61 عاما إنه سيشارك ولكنه سيبطل صوته. وأضاف أنه لا يوجد أمن ولا وظائف ولا خدمات كما أن المرشحين لا يتطلعون إلا لملء جيوبهم وليس مساعدة الناس.

ورأت رويترز أن المرشحين الثلاثة الرئيسيين لرئاسة الوزراء يحتاجون إلى دعم إيران وهم حيدر العبادي رئيس الوزراء الحالي وسلفه نوري المالكي والقيادي الشيعي هادي العامري.

ويرى محللون أن العبادي متقدم بشكل طفيف ولكن فوزه ليس مضمونا.

وعلى الرغم من تقربه إلى الأقلية السنية خلال توليه رئاسة الوزراء فإن العبادي نأى عن الأكراد بعد أن أحبط مساعيهم للاستقلال.

ونجح العبادي بتحسين موقفه بالانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يسيطر على ثلث العراق.

لكنه يفتقر إلى الجاذبية الشعبية كما أنه أخفق في تحسين الاقتصاد والقضاء على الفساد. ولا يمكن أيضا للعبادي الاعتماد فقط على أصوات طائفته لأن قاعدة الناخبين الشيعة تعاني الانقسام بشكل غير معتاد هذا العام. وبدلا من ذلك فإنه يتطلع للحصول على دعم من الجماعات الأخرى.

وحتى إذا فازت "قائمة النصر" التي تضم مرشحي العبادي بمعظم المقاعد فسيتعين عليه خوض مفاوضات معقدة من أجل تشكيل حكومة ائتلافية وهو الأمر الذي يجب الانتهاء منه خلال 90 يوما من إجراء الانتخابات.

أما العامري (63 عاما) فقضى أكثر من 20 عاما يحارب صدام من منفاه في إيران. ويقود العامري منظمة بدر التي تمثل العمود الفقري لقوات المتطوعين التي حاربت تنظيم الدولة الإسلامية.

وسيمثل فوز العامري انتصارا لإيران، على حد تعبير رويترز.

وقال التقرير إن الكثير من العراقيين يشعرون بأن أبطال الحرب والساسة خذلوهم عندما تقاعسوا عن إصلاح مؤسسات الدولة وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية اللازمة.

وقال حسين فاضل (42 عاما) ويعمل في متجر إن الثقة انعدمت بين الشعب والطبقة الحاكمة مضيفا أن جميع الأطراف سيئة وإنه لن يدلي بصوته.

وأبدى البعض استياءهم بسبب مشاكل فنية حالت دون إدلائهم بأصواتهم في مدينة الفلوجة التي دمرتها المعارك بين القوات الأمريكية والمسلحين خلال الاحتلال ولم تتعاف بعد من الحرب ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال عامل يدعى خالد عبد (65 عاما) "لازم أنتخب ضروري يعني صوتي يروح. هسه (الآن) ماكو انتخابات؟ أروح البيت يعني؟"

ويقول منتقدون إن سياسات المالكي كانت "طائفية" وإنها خلقت مناخا مكن تنظيم الدولة الإسلامية من كسب تعاطف بين بعض السنة مع اجتياحه العراق في 2014، على حد ما نقلت رويترز.

وتم تهميش المالكي بعد فترة وجيزة من ذلك وبعد أن ظل في السلطة ثماني سنوات ولكنه الآن يحاول العودة إلى السياسة.

ويعتبر المالكي، الذي ضغط من أجل انسحاب القوات الأمريكية، والعامري، الذي يتحدث الفارسية بطلاقة وقضى سنوات في المنفى في إيران خلال عهد صدام، مقربين من طهران أكثر بكثير من العبادي، بحسب ما تقول رويترز.

وتُقسم المناصب الحكومية العليا بشكل غير رسمي بين الجماعات الرئيسية في البلاد منذ سقوط صدام وخُصص منصب رئيس الوزراء وفقا لهذا التقسيم للشيعة فيما خُصص منصب رئيس البرلمان للسنة أما الرئاسة، وهي منصب شرفي في نظام الحكم العراقي، فقد خُصصت للأكراد فيما يختار البرلمان الشخصيات التي تشغل تلك المناصب.

ويخوض أكثر من سبعة آلاف مرشح في 18 محافظة الانتخابات هذا العام من أجل الفوز بمقاعد في البرلمان الذي يضم 329 مقعدا.

ويحق لأكثر من 24 مليون عراقي التصويت في الانتخابات وهي الرابعة منذ سقوط صدام.

وفي كركوك، المدينة النفطية الرئيسية المتنازع عليها بين الأكراد وحكومة بغداد، شهد نجم العزاوي (90 عاما) اضطرابات العراق لسنوات من حملات صدام حسين العسكرية وما تلاها من عقوبات دولية قاسية إلى الاحتلال الأمريكي وسفك الدماء على أساس طائفي وترويع تنظيم الدولة الإسلامية للبلاد.

إلا أنه لم يفقد الأمل..

وقال "ليحفظ الله العراقيين من الظلام الذي كانوا فيه... الإدلاء بصوتك أجمل شيء".