ثمّة عفنٌ في مملكة البحرين

2012-06-14 - 10:49 ص


لماذا يذهب الملك إلى الجيش؟

ليُكمل كذبته الأخيرة، كذبة المملكة الدستورية التي ملأها العفن، يذهب الملك ليقول أنا الجيش ولستُ بحاجةٍ إلى أن أتخفّى وراء أيّةِ مؤسسةٍ في الدولة، أنا الجيش والقانون والداخلية والمحكمة الدستورية والبرلمان والسلطة القضائية، أنا قوّات مُكافحة الشغب (المرتزقة). لستُ بحاجة إلى أن أُخاطبكم عبر أيِّ وجهٍ من وجوه الدولة، كلُّها أنا.

في زيارتِه أمس إلى القيادة العامّة لقوّة دفاع البحرين وقف عارياً دون أن يتخفّى وراء أيِّ جهازٍ في الدولة مختص بمراقبة ومحاسبة القول "فلقد ورد إلى مسامعنا هذه الأيام عن منابر وأصوات مُحرّضة تبثُّ الكراهية وتُسيء لحرّية التعبير حتّى وصل الأمرُ إلى التطاول على قوّة دفاع البحرين ومن دون شك فهو أمرٌ من واجبنا عدم السماح به أن يتكرّر"


يختصر (قوة الدفاع) في المشير، فيُصبح التطاول عليه، تطاولًا على كلِّ شيء يُمثّله الملك(حرّيةِ التعبير، وقوّةِ دفاع البحرين، وعقيدتِنا، وقيمٍ مجتمعِنا، وقوّاتِنا المسلحة).

هكذا تُصبح ذاتُ (قوّة الدفاع، والعقيدة والقيم والمجتمع) هي ذاتُ المشير وهي ذاتُ الملك المصونة، ويصبح المُتطاوِل عليها، قد أساء له "قوّاتُنا المسلّحة هي الحامية لمُكتسبات الوطن وعلى الكل أن يعلم أنَّ من يتطاول بالإساءة إليها أو لقيادتها فقد أساء لنا ولا يُرضينا أبدًا باسم حرّية التعبير الإساءة إلى عقيدتنا أو قيم مجتمعنا أو قواتنا المسلحة "

لقد أفسد الملك كلَّ شيء، حين اعتبر نفسَه كلَّ شيء، حتّى الأشياء الفاشلة اعتبرها هي نفسُها هو، والدليل على ذلك أنّهُ تلبّس شخصية المشير الفاشلة، واعتبر نفسه المشير الذي أساء له الشيخ علي سلمان بقوله "لتعلم يا أيّها المشير أنّ في هذا الشعب قوّة ومصادر قوّة لم نستخدم حتى 50 بالمائة منها..."

لا نملك بعد كلِّ هذا الفساد إلا أن نُردِّد جملةً شهيرة لهاملت بطل شكسبير: «ثمّة شيءٌ عَفِن في مملكة الدنمارك Something is rotten in the State of Denmark»

كان هاملت يريد الانتقام لمقتل أبيه، وينجح في النهاية بعد أن سيطر عليه نداء الشبح والوهم في تصفية العائلة، وهو يبحث عن العفن. كان يظنُّ أنّه يحمي عائلتَه من عفنٍ وهمي، ولم يكتشف أنَّ العفن يكمُن فيه، في نفسِه المريضة بالانتقام.

ثمَّةَ عفنٌ في مملكة البحرين، بالتأكيد ليس العفنُ هو احتجاجاتِ الناس، ولا 14 فبراير، ولا خطاب علي سلمان، ولا شوارع القرى التي تستبيحها قواّت الدفاع عن مَلِك الوطن، ثمّةَ عفنٌ فيكَ أيُّها الملك.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus