الشيخ عبد الجليل المقداد يروي للمحكمة كيف جرى تعذيبه ويحذرها من مغبة الظلم

2012-06-09 - 3:50 م



مرآة البحرين: أكد رجل الدين المعتقل الشيخ عبد الجليل المقداد، في كلمته أمام محكمة الاستئناف العليا، أن تهمة التحريض على كراهية نظام الحكم والازدراء به كلامٌ فضفاض وذو عرضٍ عريض يمكن إلصاقه بكل أحد، مؤكدا أن في هذا البلد الكثير من السياسات الفاسدة التي تحتاج إلى علاج جذري، واستغرب المقداد حديث السلطة عن العنف وتساءل: هل العنف الذي أزهق أرواح أبناءنا وشبابنا في السجون؟

وروى المقداد كيفية اعتقاله فجر 27 مارس/آذار 2011 بعد مداهمة قوات الأمن لمنزله (في منطقة بلاد القديم) من دون إظهار مذكرة قبض وتفتيش حيث اقتادوه حافي القدمين رغم أنه يعاني من آلام في قدمهاليسرى بسبب إصابة.

وأشار إلى أن العناصر حققوا معه في وقت متأخر من الليل وعند الصباح قادوه إلى سجن القرين، لافتا إلى أنه تعرض هناك للضرب والشتم والتعذيب والمعاملة المهينة. ولفت إلى أن المحطة الثانية كانت في النيابة العسكرية حينما كان يقاد للتحقيق حيث أوقفوه في المرة الأولى خارج غرفة التحقيق وكان يضربُ على رأسه بجسم صلب عدة مرات حتى شعر بإختلال في رأسه.

وتابع "المحطة الثالثة وهي الأشد على نفسي حين إقادوني ليلاً إلى مبنى أظن أنه لجهاز الأمن الوطني، وما أن وطأت قدمي السيارة التي أركبوني فيها حتى بدأوا بالنيل مني سباً وشتماً واستهزاءً، وتحرشاً وإساءةً، ونالني منهم الكثير، مردفا قاموا بسبي وسب أمي وزوجتي وبناتي ومذهبي وعلماء مذهبي"

وأكد المقداد أن شعار تغيير النظام لم يكن مطروحاً في الوسط الشعبي، إلا أن السلطة وبعد أن أصابها الصمم عن الاستماع للنداءات الوطنية المخلصة بإصلاح السياسات الفاسدة، هي التي دفعت الناس واضطرتهم إلى رفع شعار تغيير النظام، فلا تلوموا الناس ولوموا أنفسكم، مشددا على أن الحكومة لو استجابت لمطالب الإصلاح لجنبت البلاد والعباد الأزمات التي مر بها هذا البلد ومنها الأزمة الأخيرة.

واعتبر أن من أخطأ في حق إنسان حسن منه تقديم الاعتذار وجبر الكسر، فـكيف بمن أساء إلى الإنسان وانتهك كرامته أو تسبب بإهماله وتقصيره في ذلك؟ مطالبا السلطة بأن تعتذر لأبناء هذا الشعب الذين أساءت وقصرت في حقهم. وأضاف أن مثل هذه السلطة تفقد اللياقة والأهلية للاستمرار في موقعها لو كانت لها القابلية من الأساس، قائلاً: إنه لمن المؤسف حقاً أن يتم الحديث عن التعويض المادي للضحايا والإعراض عن الاعتذار والاعتراف بالتقصير، متسائلا "هل الدماء التي أريقت ظلماً وعدواناً تقبل التعويض؟"

وتساءل المقداد "لا أدري عن أي عنف تتكلم السلطة؟ هل تتكلم عن العنف الذي أزهق أرواح أبناءنا وشبابنا في السجون؟ أو عن العنف الذي مزق أجساد أبنائنا وإخواننا؟ أو عن العنف الذي روع النساء والأطفال وهتك الحرمات؟"

ولفت المقداد إلى معاناة الشرفاء من أحكام السلطة القضائية ومواقفها المتناغمة مع السلطة والتي تدور في فلك رغباتها وميولها، مردفا" فقدت سلطة القضاء في كثير من المواقع الاستقلالية والحيادية مما تسبب في ضياع الحقوق وتفشي الظلم وفقدان الأمل عند أبناء الوطن في عدالة هذه السلطة، وتجردها عن النظر في القضايا المرفوعة إليها"

وتطرق المقداد إلى تهمة التحريض على كراهية نظام الحكم والازدراء به فشدد على أنها" كلامٌ فضفاض وذو عرضٍ عريض يمكن إلصاقه بكل أحد، موضحا إنما كنتُ أنتقد سياسات فاسدة جرت الويلات والمشاكل إلى هذا الوطن" وأردف"كنتُ أنتقد سياسية التفرد بالقرار والاستئثار بالثروة وكنتُ أنتقد سياسة التمييز والتجنيس والفساد المالي، وهذا حديث يتحدث به الكثير أو الأكثر من أبناء الوطن"

وأكد أن إبداء الرأي وتوجيه الانتقاد أمرٌ تقره المواثيق والأعراف الدولية وهو أمر ضروري لمواجهة الفساد والأخطار التي تستتبعها السياسات الفاسدة وما أكثرها، معتبرا أن في هذا البلد الكثير من السياسات الفاسدة التي تحتاج إلى علاج جذري، فـليس من العقل والصواب أن يُمنع الإنسان من توجيه النقد ومواجهة فساد السلطة على ما هي عليه من الشطط والتقصير.

وتابع المقداد: أما محكمتكم هذه فهي على المحك تتنازعها قيم العدالة و الضمير من جهة، والسلطة وضغوطها ومصالحها من جهة آخرى، مضيفا سوف يصدر الحكم بشأنها في محكمة لا استئناف فيها ولا تمييز وملف دعواها ((اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا))، والقاضي فيها هو العالم بما تخفي الصدور، وشهود النفي فيها كما قال سبحانه وتعالى ((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ)).


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus