19 عاما على حكم الملك حمد بن عيسى: لم يعد للبحرين سوى انتظار 6 مارس أخرى
2018-03-08 - 1:18 م
مرآة البحرين (خاص): بعد سنة من اليوم، سيكمل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة 20 عاما على سدّة العرش. توفي أبوه الأمير السابق، عيسى بن سلمان آل خليفة في 6 مارس/آذار 1999، وخلفه في الحكم، في مراسم شكلية.
وفاة أبيه كانت فارقا تاريخيا، حين لاح منها ضوء للتصالح بين الشعب والنظام، بعد سنين من أزمة سياسية طاحنة، دخل بسببها المئات إلى المعتقلات، وهجّر آخرون، وراح ضحيتها عشرات الشهداء. يمكن أن يعتبر اليوم الذي توفي فيه عيسى بن سلمان تاريخ نهاية انتفاضة التسعينات، ودخول البلاد مرحلة جديدة، كان الأمل معقودا عليها في إنهاء المظالم التاريخية للأغلبية الشيعية.
عاد من الخارج المعارضون، الذين ربّما لم يدر في خلدهم يوما أن تكون نهاية اغترابهم بهذا الشكل. أفرغت المعتقلات السياسية، وتم العفو حتى عن المحكومين بالإعدام، في حين أفرج عن زعيم الحركة المطلبية الراحل الشيخ عبد الأمير الجمري، واستقبله الأمير في قصره، ثم أوفد الديوان له وللقيادات المحيطة به مبعوثين ليصلوا إلى توافق على صيغة تخرج بالبلاد من عنق الزجاجة، فكان "الميثاق".
ووسط سيل من "المكرمات" التي أنعشت العباد والبلاد، كإسقاط قروض الإسكان، وزيادة الرواتب، انتشى الناس بهذا التغيّر الدرامي، الذي لم يكن وراءه سوى وفاة الأمير السابق وصعود الأمير الجديد، الذي لقّب بأمير البحارنة، احتفاء به، وبعهده. استقبلته سترة استقبال المنقذين، ووثق به حتى أكثر القيادات السياسية المعارضة تحفّظا.
في كتاب «مرافعة وطن»، يقول أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، الذي يرزح في السجن الآن، عن لقائه الأول بالملك، في 21 مارس/آذار 2001، إنه قد قال للأخير "يجب المحافظة على العلاقة الجيّدة القوية التي نشأت بينه وبين الشعب، ولا ينبغي التفريط فيها لأيّ سبب كان". رد عليه الملك (الذي كان لا يزال أميرا وقتها) إنّه يرغب في مشاركة الشعب له في تحمل المسؤولية، وأن يكون هذا الشعب هو صاحب الدور الأكبر في إدارة الدولة من أجل ألا يكون وضع البلاد منحصرًا في رجل واحد، وبتعبيره باللغة الإنجليزية One man show.
لم يحتج الناس الكثير من الوقت ليعرفوا أن الأمير ليس جادا أبدا، ولم يكن ذلك حلمه يوما من الأيام. وهكذا دار الزمن، وعاد جميع من التقوه ذلك اليوم إما إلى السجن، أو إلى المنفى.
في 28 يناير/كانون الثاني 2018، بلغ عمر الملك 68 عاما. توفي أبوه عن 66 عاما، وكانت وفاته «فرجا». وكما حدث مع حاكم البحرين القديم عيسى بن علي في 1921، يبدو الموت أو «العزل» وحده ما يمكن أن يصنع فارقا تاريخيا في سياسة العائلة الحاكمة مع الشعب. بعد 19 عاما عجاف، وحتى يعود الأمل في أن يرى الناس الأيام الجميلة التي وعد بها الملك، لم يعد لديهم سوى أن ينتظروا 6 مارس أخرى، وأن يدعو على الملك بالدعاء الذي اعتقل بسببه عبد الهادي الخواجة يوما ما، «اللهم من كان في وفاته فرج لنا فأرحنا منه».