وزير الخارجية الفرنسي في طهران لإجراء "حوار صريح" مع إيران

2018-03-05 - 8:42 م

مرآة البحرين (أ ف ب): يحاول وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الإثنين في طهران الحفاظ على الاتفاق النووي مع المطالبة بضمانات إيرانية وذلك في "حوار صريح" مع طهران حول برنامجها البالستي وطموحاتها الإقليمية.

ووصل لودريان إلى طهران في وقت مبكر من يوم الإثنين (20,45 ت غ الأحد).

وهو أول مسؤول في الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) الذي يزور طهران منذ الإنذار الذي وجهه في كانون الثاني/يناير الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن الاتفاق مع إيران الذي يعتبره مؤيدوه أفضل وسيلة لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.

أما ترامب فيرى أن الاتفاق بالغ السوء ومنح الأوروبيين مهلة حتى 12 أيار/مايو لتلافي "الثغرات الرهيبة" التي تضمنها وإلا فإن واشنطن ستخرج منه وتعيد فرض عقوبات على طهران.

في الأثناء أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد اتصالا هاتفيا بنظيره الإيراني حسن روحاني وطلب منه "ممارسة الضغوط الضرورية" على السلطات السورية لوقف الهجمات على الغوطة الشرقية.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان "خلال هذا التشاور الهاتفي، حض رئيس الجمهورية نظيره (الإيراني) بقوة على ممارسة الضغوط الضرورية على النظام السوري لوضع حد للهجمات العشوائية على السكان المحاصرين في الغوطة الشرقية والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء الحالات الطبية الحرجة".

وأكد الرئيسان أيضا "توافقهما على العمل معا في شكل عملاني في الأيام المقبلة بهدف الحصول مع الأمم المتحدة، بالتنسيق مع نظام دمشق والدول الرئيسية المعنية بسوريا، على نتائج على الأرض وإيصال المساعدة الضرورية إلى المدنيين وجعل وقف إطلاق النار فعليا".

وشدد ماكرون "على المسؤولية الخاصة التي تقع على عاتق إيران بالنظر إلى علاقاتها مع النظام، في تنفيذ الهدنة الإنسانية التي نص عليها القرار 2401 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي"، بحسب البيان.

وأوضح الإليزيه أن ماكرون "سيعرض مجددا هذا الأسبوع مع نظيره الإيراني التقدم الملموس لهذه المباحثات".

من جهتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية انييس فون در مول الأحد في بيان "في إطار روحية الاتفاق النووي الموقع في الرابع عشر من تموز/يوليو 2015 تنوي فرنسا المضي قدما في حوار صريح ومتشدد مع إيران".

وأضافت المتحدثة الفرنسية أن لودريان سيذكر بـ"تمسك" فرنسا بالاتفاق النووي الذي "يؤمن ضمانات صلبة بوجه أي احتمال لاستخدام البرنامج النووي الإيراني لأهداف عسكرية".

وتابعت المتحدثة "في موازاة ذلك من المهم بالنسبة إلينا كما لإيران مواصلة الاستثمارات الأوروبية في هذا البلد".

وتتخوف باريس من أن تؤدي إعادة النظر بالاتفاق إلى دخول دول المنطقة في سباق نووي، وإلى دفع كوريا الشمالية إلى المضي قدما في برنامجها.

- صواريخ مداها 2000 كلم-

ويلتقي لودريان خلال زيارته لطهران الرئيس حسن روحاني الذي راهن على الاتفاق النووي لإعادة إيران إلى المجتمع الدولي ولانفتاح اقتصادها.

وبعد نظيره محمد جواد ظريف يلتقي لودريان أيضا الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الأميرال علي شمخاني، المقرب من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وسيطرح لودريان مواضيع حساسة أمام محاوريه مثل الترسانة البالستية الإيرانية والدور الايراني بشكل عام في المنطقة الذي تعتبر باريس أنه "توسعي".

وتريد باريس، بالاتفاق مع لندن وبرلين، إقناع إيران بالحد من برنامجها للصواريخ البالستية لكي لا تكون قادرة لاحقا على حمل رؤوس نووية.

وقال لودريان إن "هذه الطموحات مقلقة جدا ومخالفة للقرار 2231" لمجلس الأمن الذي صادق على الاتفاق النووي عام 2015.

وحذر من أنه في حال لم تتخذ إيران إجراءات واضحة بهذا الصدد "فستكون دائما، وعن حق، متهمة بالسعي لتطوير السلاح النووي".

وقد طورت إيران صواريخ مداها 2000 كلم قادرة على ضرب إسرائيل وكل القواعد الأميركية في المنطقة، إلا أنها تؤكد أنها محض دفاعية وتقليدية.

وتفيد أوساط الوزير لودريان أن باريس "تشعر أيضا بقلق خاص إزاء عمليات نقل الخبرات والقدرات البالستية إلى أفرقاء إقليميين" من حزب الله اللبناني الى الحوثيين في اليمن.

-"مساهمة إيجابية"-

إلا أن لودريان قد يصطدم بتعنت ايراني بعدما قال الرئيس روحاني في تصريح سابق "لن نجري مفاوضات مع أحد حول أسلحتنا".

وفي السياق نفسه قال مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي السبت "إذا كانت زيارة لودريان تهدف إلى تعزيز علاقاتنا، فمن الأفضل عدم اتخاذ مواقف سلبية".

لكن الايرانيين ينتظرون أيضا الكثير من زيارة محتملة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلنها لهذه السنة.

ويمكن للاتفاق حول السلاح البالستي أن يكمل الاتفاق حول السلاح النووي ويهدىء مخاوف ترامب.

وتدعم طهران عسكريا النظام السوري عبر عشرات آلاف عناصر الجماعات المسلحة الموالية لها. وتهدد أيضا إسرائيل بحزب الله اللبناني وتخوض مع الرياض سباقا على النفوذ الإقليمي.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus