إليوت أبرامز: هل يمكن إنقاذ البحرين؟

إليوت أبرامز - مجلس العلاقات الخارجية - 2018-02-23 - 10:40 م

ترجمة مرآة البحرين

يوم أمس، أدانت الحكومة البحرينية ناشطًا بارزًا من أجل حقوق الإنسان، وحُكِم عليه بخمسة أعوام في السّجن. جريمته: التّغريد على تويتر.

كان رجب يدخل إلى السّجن ويخرج منه على مدى أعوام على خلفية "جرائم" مماثلة، وكّلها تشمل جهد الحكومة لمنع حرية التّعبير ووقف كل الانتقادات ضدّ الحكومة. من المُفتَرَض أن حرية التّعبير حق يضمنه الدستور البحريني، الذي ينص أيضًا على أنّه "يمنع تعرض أي إنسان للتعذيب المادي أو المعنوي، أو للإغراء، أو للمعاملة الحاطة بالكرامة ". وقال رجب إنّه كان هناك تعذيب، الأمر الذي تسبّب بملاحقته؛ لقد انتهك قانونًا ضدّ "إهانة"  مؤسسة حكومية.

لم يكن أي من الأمور التي قام بها رجب يشكل جريمة في أي بلد حر.

لقد كانت إدانته [أمرًا] مأساويًا له ولعائلته، ولكن أيضًا للبحرين.

منذ العام 2011، عندما اندلعت الاحتجاجات في سياق الرّبيع العربي، ردّت الحكومة البحرينية عليها بالقمع. لم يُجدِ الأمر نفعًا.

سيزداد فقط الاستياء لدى المواطنين الشّيعة، من العائلة المالكة، السّنية في حين أن غالبية البحرينيين من الشّيعة، وأيضًا لدى جميع المواطنين الذين يريدون مجتمعًا حرًا. تمّ تأكيد المخاوف الأسوأ  -التي تمّ التّعبير عنها في العام 2011 وبعده -أنّ القمع سيؤدي إلى إثارة السّخط، ما سيقود إلى المزيد من القمع والتّدخل الإيراني. اليوم، هناك تدخل إيراني فعلي بما في ذلك شحن الأسلحة إلى البحرين. البحرين  الآن في دوامة.

مسألة ما إذا كان يمكن إيقافها غير واضحة، ليس بالنّسبة لي على الأقل. سيؤدي المسار الحالي إلى المزيد والمزيد من القمع، المزيد والمزيد من التّدخل الإيراني، المزيد والمزيد من العنف. وسيحتاج الابتعاد عن هذه المسار إلى قيادة وطنية شجاعة، من قبل الطائفة الشّيعية بالطّبع، لكن قبل كل شيء، من قبل العائلة الحاكمة. لقد كانت [القيادة الوطنية الشّجاعة] غائبة. وإن بقيت غائبة في الأشهر والأعوام اللاحقة، سيصبح مستقبل البحرين أكثر قتامة.  

الحل الوحيد الذي يمكنني تصوره هو جهد مشترك من قبل الولايات المتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة. سويًا، تمتلك هذه الحكومات الثلاثة التّأثير للتّوسط من أجل حل -إذا افترضنا أنّ الأوان لم يفت بعد.

لقد بذلت اللّجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق جهدًا في العام 2011، لكنّه كان في جوهره جهدًا خاصًا ويتعلق تنفيذ توصياته الممتازة بشكل كلّي بالنّوايا الجيدة للعائلة الحاكمة.

المطلوب الآن بذل جهد عالي المستوى يأخذ في عين الاعتبار كلًا من مصير الأسطول الأميركي الخامس (ومركزه البحرين) واحتمال زيادة التخريب الإيراني والعنف الذي قد ينتجه ذلك.

قد يفشل جهد مماثل، لكنّنا لن نستطيع أن نعرف ما إذا كان يمكن إنقاذ البحرين فعلًا من ازدياد القمع والتّخريب والعنف ما لم نحاول [بذله].

النّص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus