النيويورك تايمز: الحكم على ناشط بحريني بالسّجن 5 أعوام بسبب تغريدات "مهينة"

ديفيد كيرباتريك - صحيفة النيويورك تايمز - 2018-02-23 - 2:02 ص

ترجمة مرآة البحرين

حكمت محكمة بحرينية على مدافع بارز عن حقوق الإنسان بالسّجن خمسة أعوام بسبب تغريدات حول الانتهاكات في السّجون والحرب التي تقودها السّعودية في اليمن، مواصلة بذلك حملة القمع التي سحقت انتفاضة الربيع العربي منذ سبعة أعوام مضت.

والحكم على النّاشط نبيل رجب هو الخطوة الأحدث في حملة قمع طويلة على المعارضة في البحرين، وهي جزيرة صغيرة تستضيف الأسطول الأميركي الخامس. وبدعم من السعودية والإمارات العربية المتحدة المجاورتين لها، استخدمت العائلة المالكة المسلمة السّنية في البحرين الدّبابات وعناصر مكافحة الشّغب والاعتقالات الواسعة والرقابة الصّارمة لإحباط المطالبة بالديمقراطية لدى الغالبية الشّيعية السّنية ،وقد أجج الصراع النّاتج عن ذلك التّوترات الطّائفية في المنطقة. كما شكّل بالنّسبة لواشنطن واحدًا من أكثر الصّراعات حرجًا بين إعلاناتها عن دعم حقوق الإنسان والتزاماتها العسكرية في الخليج الفارسي.

السيد رجب، ويبلغ من العمر 53 عامًا، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، وهو زعيم في الحركة المطالبة بالديمقراطية التي اندلعت في العام 2011، خلال انتفاضات الربيع العربي في جميع أرجاء المنطقة. وقد حُكِم عليه بثلاثة أعوام في السّجن في العام التالي [للانتفاضة]، على خلفية تهم تتعلق بالتحريض على الاحتجاجات ضد الحكومة، وقد قضى الكثير من الوقت، داخلًا إلى السّجن وخارجًا منه، بسبب سلسلة من الاتهامات المتعلقة بانتقاده للملكية. وهو يقضي أساسًا عقوبة عامين في السّجن، حُكِم عليه بها في يوليو / تموز بسبب تصريحات أدلى بها في مقابلات تلفزيونية، ويواجه المزيد من التّهم المتعلقة بافتتاحية نشرها في صحيفة النيويورك تايمز في العام 2016 بعنوان "رسالة من سجن في البحرين".

 

في الرسالة، روى السيد رجب أحداث اجتماع له مؤخرًا مع جون كيري، وزير الخارجية آنذاك. وتساءل: "هل [البحرين] هي ذلك النّوع من الحلفاء الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية؟ ذلك النّوع الذي يعاقب شعبه على التّفكير، الذي يمنع مواطنيه من ممارسة حقوقهم الأساسية؟".

حُكِم على السيد رجب يوم الأربعاء بسبب تصريحات نشرها على تويتر في العام 2015. اتُّهِم بـ "إهانة المؤسسات الوطنية" بسبب اتهامه السّلطات بممارسة التّعذيب في سجن جو، ومشاركة تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش أوردت فيه تفاصيل الظروف في السّجن. واتُّهِم أيضًا بـ "إهانة بلد شقيق" بسبب انتقاده الحرب التي شنتها السعودية ضد فصيل متحالف مع إيران في اليمن، واتُّهِم أيضًا بإشاعة أخبار كاذبة في زمن الحرب لأنّه لام البحرين لمشاركتها في التّحالف الذي تقوده السّعودية لقصف اليمن.

ومع تعليق هذه التّهم، أعاد السيد رجب تأكيد انتقاداته في شهر مايو / أيار من العام الماضي في افتتاحية أخرى في صحيفة النيويورك تايمز وجّّهها إلى الرّئيس ترامب قال فيها: "أشعر بخجل شديد لكون بلادي، البحرين، تقصف اليمن بدعم من الولايات المتحدة" مضيفًا "ما عانيت منه هو جزء صغير مما عانى منه الشّعب اليمني، وذلك إلى حد كبير بسبب التّدخل العسكري للسّعودية والبحرين وحلفائهما".

وكالات الأمم المتحدة قالت إنّ الحملة الجوية التي تقودها السعودية في اليمن أدّت إلى كارثة إنسانية، بما في ذلك آلاف الضحايا المدنيين العشوائيين، وكذلك إلى انتشار المجاعة والأمراض. وقد خلص تقرير  صدر مؤخرًا عن الأمم المتحدة إلى أنّ الطرفين قد وصلا إلى طريق مسدود بحيث لا يمكن لأي منهما الفوز، وأن الحصار الذي قادته السّعودية على البلاد قد "أدى إلى استخدام خطر المجاعة كأداة للحرب".

ويقول مؤيدو الحملة التي تقودها السعودية إنّه من الضروري منع إيران من الحصول على موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية من خلال حلفائها في اليمن، الحوثيين. ويقول مؤيدو النّظام الملكي السّني في البحرين أيضًا إنّ المعارضة التي يسيطر عليها الشّيعة متحالفة مع إيران التي يقودها الشّيعة أيضًا. وقد استخدمت طهران وسائلها الإعلامية التابعة للدولة للتّشجيع على الاضطرابات في البحرين، وقد شنّ المقاتلون الشّيعة في البحرين هجمات عنيفة على قوات الأمن.

اعتبر السيد ترامب السعودية حليفًا مقربًا، وتعهد بممارسة الضّغوط ضد النفوذ الإيراني في جميع أنحاء المنطقة، وقد خفّف أيضًا لهجة الانتقاد الصامت للبحرين، الذي مارسته إدارة أوباما.

 

وقال السيد ترامب في ظهور له مع ملك البحرين الشّيخ حمد بن عيسى آل خليفة في الربيع الماضي في الرياض إنّه "لبلدينا علاقة رائعة معًا، مضيفًا أنّه "كان هناك بعض القيود، لكن لن يكون هناك قيود في عهد هذه الإدارة".

في سبتمبر / أيلول، وافقت إدارة ترامب على صفقة قيمتها 3.8 مليار دولار من شركة لوكهيد مارتن  لبيع البحرين أكثر من عشرة مقاتلات إف 16، وكذلك تطوير الطائرات الحالية والتّجهيزات العسكرية الأخرى. وألغى السيد ترامب الشروط التي فرضتها إدارة الرّئيس باراك أوباما بتحسين وضع حقوق الإنسان قبل أي مبيعات عسكرية. وبعد لقاء مع ولي عهد البحرين في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، قال السيد ترامب على تويتر إنّ المملكة وافقت على إنفاق حوالي 9 مليارات دولار على "صفقات تجارية" غير محددة، بما في ذلك مقاتلات إف 16.

وقالت هبة مرايف، وهي مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة العفو الدّولية في بيان إنّ الحكم على نبيل رجب يوم الأربعاء "صفعة على وجه العدالة"، مضيفة أنّه "من المثير للغضب أن يتم إجباره على قضاء خمسة سنوات إضافية في السّجن لمجرد جرأته في التعبير عن أفكاره على الإنترنت".

وقالت عزيزة سلمان، وهي ممثلة للحكومة البحرينية، في رسالة إلكترونية، إنّ التّهم الموجهة إلى السّيد رجب "تتعلق بمواد محددة في قانون العقوبات في البحرين، وهي لا تمت بأي صلة إلى أي آراء سياسية قد يبديها".

وأضافت أن "التزام البحرين بحماية أمن البلاد ومواطنيها مُطلَق، ونبيل رجب قد أدين بتقويض هذا الأمن".

وعند سؤالها يوم الثلاثاء حول الحكم الوشيك بحق نبيل رجب، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، إنّ الإدارة "شعرت بخيبة أمل شديدة" بخصوص تثبيت إدانة سابقة، مضيفة أنه "سنواصل محادثاتنا مع حكومة البحرين حول مخاوفنا البالغة جدًا".

 

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus