صحيفة لاكروا الفرنسية: البحرين تشهد "مهزلة للعدالة" وفقًا للمدافعين عن حقوق الإنسان

ماريان مونييه - صحيفة لاكروا الفرنسية - 2018-02-15 - 9:34 ص

ترجمة مرآة البحرين

حكم على ستين شخصًا تقريبًا من قبل المحكمة الجنائية في البحرين يوم الأربعاء 31 يناير / كانون الثاني، بأحكام تتراوح بين السّجن خمس سنوات والإعدام. وفي إطار محاكمة "خلية إرهابية" كانت قد شنّت هجمات أدّت إلى مقتل شرطيين على الأقل، أدين هؤلاء الأشخاص، بتهمة إنشاء هذه الخلية وتهريب الأسلحة إلى داخل البلاد.

سحب الجنسية

تمّ الحكم على متهمين بالإعدام، في حين تراوحت الأحكام على 19 آخرين بين السّجن 15 عامًا  والسّجن مدى الحياة. وإجمالًا، فقد حُرِم 47 شخصًا من جنسيتهم. جميعهم من الطّائفة الشّيعية، كما غالبية السّكان في هذه المملكة التي يبلغ عدد سكانها 1.7 مليون نسمة، والتي تحكمها عائلة سنية. وقال سيد أحمد الوداعي، وهو مدير مركز البحرين للحقوق والديمقراطية، ومركزه لندن، إنّ "الحكم هو الحلقة الأخيرة في سلسلة  مهزلة العدالة، التي تحصل في البحرين، وبالتأكيد أكثرها وحشية".

لم تُطَبّق حكومة الإعدام خلال ستة أعوام حتى يناير / كانون الثاني 2017، حين أُعدِم ثلاثة أشخاص، كانوا قد أدينوا بقتل ثلاثة رجال شرطة في تفجير قنبلة في العام 2014،  على يد فرقة قنص. وبالإجمال، فقد تمّ إصدار 14 حكمًا بالإعدام في العام 2017 في حين ينتظر 21 شخصًا في هذه الأثناء [تنفيذ] عقوبة الإعدام بحقهم، وفقًا لمعهد البحرين للحقوق والديمقراطية.

وفي الوقت نفسه، فإن عملية سحب الجنسية أو إسقاطها أمر شائع في البحرين. ووفقًا لمعهد البحرين للحقوق والديمقراطية، فقد تم تجريد 533 شخصًا من جنسياتهم منذ العام 2012. وأوضح مارك لافيرن، وهو باحث في مجموعة الدراسات والبحوث حول الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط، وملم جيدًا بشؤون البحرين، إنّ "[سحب الجنسية] رمزي في الغالب لأنّه لا يستطيع تغيير النسبة الديموغرافية، والشيعة بوضوح أكثر عددًا".

الانقسام الاجتماعي

منذ عملية القمع التي شهدتها في العام 2011 ولادة الربيع العربي في البحرين، اهتزت المملكة بسبب تظاهرات متفرقة طالب فيها المحتجون بإنشاء مملكة دستورية. غالبيتهم [كانوا] من الشّيعة، وهذا لا يعني أن المعارضة تستند إلى أساس ديني. وعن ذلك، قال مارك لافيرن إنّ "الانقسام ليس مواجهة بين السّنة والشيعة. إنّه اجتماعي، يوجد نظام قبلي في البحرين يشكل الشيعة فيه [طبقة] المحرومين".

وتتميز البحرين عن جاراتها من الدول الخليجية بمجتمع مدني ناشط بشكل خاص. وقد لفت مارك لافيرن إلى أنّ "البحرين كانت محمية من المملكة المتحدة، التي جعلت منها جوهرتها". وأضاف أنّ "هذا الوجود البريطاني عزز سواء في مصافي البترول أو في هذا المصنع الكبير للألمنيوم، والموجود في البحرين، وجود ثقافة نقابية، بالإضافة إلى وعي طبقي، الأمر الذي أدى إلى وجود صحف، وجمعيات مهنية، وبعبارة أخرى، [إلى وجود] حراك سياسي، واجتماعي ونقابي".

 

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus