مذكرات 2017: أزمة قطر هي الأخطر بعد حرب الخليج الثانية وأمير الكويت نجح في إبعاد "شبح العمل العسكري"

2017-12-31 - 3:00 م

مرآة البحرين (خاص): في هذا العام شهدت دول مجلس التعاون الخليجي أكبر أزمة سياسية في تاريخها منذ غزو العراق للكويت العام 1990. كانت السعودية، الإمارات، البحرين ومصر على مشارف عمل عسكري ضد قطر لكن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح نجح في تحييده.

وقطعت الدول الأربع علاقاتها مع قطر وأغلقت حدودها البرية ومياهها وأجواءها أمام الدوحة، بعد أن اتهمتها بدعم "التنظيمات الإرهابية"، وطلبت من القطريين مغادرة أراضيها. وزادت الأوضاع تعقيدا مع دخول تركيا على خط الأزمة.

الأزمة الخليجية بدأت 23 مايو/أيار 2017 مع بث وكالة الأنباء القطرية تصريحات لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يشير فيها إلى علاقات بلاده مع إيران، ويندد فيها بمؤامرة خليجية تحاك ضد بلاده، والتي تحدث فيها أيضا عن أن القاعدة الأمريكية في بلاده لحماية قطر من أطماع دول الجوار.

سارعت قطر إلى نفي تلك التصريحات، وقالت إن وكالة الأنباء الرسمية كانت مخترقة. وأعلنت بدء تحقيق بمعاونة الاستخبارات الأمريكية في الجهة التي تقف وراء عملية الاختراق.

بدأت السعودية والإمارات حملة إعلامية كبيرة على قطر، التي تم اتهامها بتمويل جماعات إرهابية في مناطق النزاع في العراق وسوريا وليبيا ومصر، والترويج لتغيير الأنظمة السياسية في الخليج.

وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال إن نشر 13 مقال رأي تستهدف دولة قطر في الصحافة الأميركية، يؤكد وجود حملة منظمة عليها، وأكد أن الدوحة ستتصدى لهذه الحملة.

دخلت الكويت على الخط الأزمة المشتعلة مبكرا، إلا أنها لم تفلح في وضع حد للتراشق الإعلامي بين الطرفين. فقادت قنوات إعلامية مدعومة من الجانبين حربا إعلامية، وكانت الأجواء تنذر بتصاعد الخلاف إلى الحد الأبعد.

فجر 5 يونيو/ حزيران أعلنت البحرين في بيان رسمي قطع علاقاتها مع قطر ووقف الملاحة البحرية والجوية، وطلبت من القطريين مغادرة البلاد، واتهمت قطر بالوقوف وراء محاولات مستمرة لتغيير نظام الحكم في البلاد.

بعدها بدقائق أعلنت وكالات الأنباء الرسمية السعودية، الإماراتية والمصرية اتخاذ مواقف مماثلة. من جانبها عبّرت قطر عن أسفها لقرارات دول المجلس وقالت إن هذه الإجراءات "غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة".

دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خط الأزمة بشكل واضح لأول مرة عندما قال في تغريدة له إن عزل قطر يمكن أن يكون "بداية النهاية لرعب الإرهاب".

في 8 يونيو دخلت تركيا على خط الأزمة الخليجية. صادق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على اتفاقية بشأن تعزيز التعاون العسكري بين بلاده وقطر، عقب تصديق البرلمان التركي عليها.

في غضون 10 أيام وصلت أولى طلائع القوات التركية إلى قطر. اعتبرت الدول الخليجية على لسان البحرين ذلك تصعيدا عسكريا تتحمله قطر. واعتبرت أن التحالف مع قوى خارج النظام الإقليمي ضربا لأساسات مجلس التعاون الخليجي.

دعمت أمريكا والاتحاد الأوروبي الحوار للوصول إلى مخرج للأزمة التي قالت إنه قد تؤثر على الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، ووقفت خلف مبادرة أمير الكويت لتسوية الخلاف.

سارع أمير الكويت إلى القيام بجولة بين الدول الأطراف، وتسلّمت الكويت 13 مطلبا كان من بينها وقف التدخّل في الشؤون الداخلية للدول ومصالحها الخارجية ومنع تجنيس أي مواطن يحمل جنسية الدول الأربع، وقطع العلاقات مع التنظيمات الإسلامية حماس وحزب الله والتنظيمات الإرهابية "النصرة، داعش والقاعدة".

كما شملت المطالب تضمّنت خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، والإغلاق الفوري للقاعدة العسكرية التركية، وإغلاق قناة الجزيرة والقنوات التابعة لها، وكل وسائل الإعلام التي تدعمها قطر.

وصفت قطر قائمة المطالب الـ 13 بأنها "غير واقعية"، ورأت أنها "تهدف للحد من سيادة قطر". لكنها أضافت أنها سترد بشكل رسمي عليها.

منذ ذلك الحين ظلت الأزمة تراوح في محلها. وفشلت المبادرة الكويتية والوساطات الأمريكية والأوربية في تسوية الخلافات.

فجّر أمير الكويت مفاجئة كبيرة عندما كشف خلال مؤتمر صحافي في واشنطن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 7 سبتمبر أن بلاده نجحت في وقف العمل العسكري. وقال "الحمد لله يعني المهم أننا.. عسكريا.. أوقفنا إنه يكون شيء عسكري".

أوقفت الكويت آنذاك عملا عسكريا ضد قطر. لكن الأزمة المستمرة منذ 6 أشهر تبقى مفتوحة على جميع الاحتمالات.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus