صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية: رجال أعمال إسرائيليون سيزورون البحرين في المرحلة الثانية من التطبيع

عدد من أعضاء الوفد البحريني مع طاقم من الخارجية الإسرائيلية في القدس
عدد من أعضاء الوفد البحريني مع طاقم من الخارجية الإسرائيلية في القدس

2017-12-14 - 3:14 م

مرآة البحرين (خاص): نقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن الحاخام أبراهام كوبر، المدير المساعد في مركز شيمون فيزنتال قوله إنّ وفدًا من كبار رجال الأعمال الإسرائيليين سيزور البحرين الشهر المقبل استكمالًا للزيارة التي قام بها وفد بحريني للقاء بين الأديان إلى القدس.

وقال كوبر في حديثه إلى الصحيفة أثناء عشاء أقيم لوفد اللقاء بين الأديان إن "البحرينيين وافقوا على ذلك. سيكون وفدًا من مركز شيمون فيزنتال. والهدف هو إقامة بعض العلاقات المباشرة، التي ليست سياسية، لكن الهدف هو البدء بعلاقات طبيعية".

ووصف كوبر زيارة الوفد البحريني للقاء بين الأديان،  المؤلف من 24 عضوًا، والتي بدأت يوم السبت واختُتِمت يوم الأربعاء، بأنها "اختراق".

وتضمن الوفد سنة ومسيحيين، وشيعيًا واحدًا، وزعيمًا هنديًا، وبوذيًا، وفردًا من طائفة السيخ، وآخرين، بتنظيم من منظمة "هذه هي البحرين". وكانت الغالبية الكبرى من الوفد من الأجانب الذين يقيمون في البحرين، لكنه تضمن أيضًا عددًا من البحرينيين الأصليين. وشكل المسلمون أقلية في الوفد.

وقال كوبر إنّ "هذا الأمر لم يتم في الخفاء. لقد قامت به منظمتان غير حكوميتين علنًا وهما تعلمان تمام العلم بأنه سيثير جدلًا عارمًا". وأضاف أنّه يجب أن يُنظَر إلى زيارة الوفد على أنّها استكمال لتعهد قام به الملك حمد بن عيسى آل خليفة له ولعميد مركز سيمون ويزنتال مارفن هيير، الذي زار المنامة في فبراير / شباط الماضي، بالسماح لرعاياه بالسفر بشكل حر إلى إسرائيل.

وكان الوفد قد قام بزيارته إلى القدس في فترة عصيبة جدًا على الرّغم من الغضب العارم لدى الفلسطينيين والعالم العربي في أعقاب اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وكان الوفد قد أعلن أن زيارته غير سياسية، لكن الناقدين يرون أنّها تمهد الطريق للتطبيع بين إسرائيل والدول الخليجية، على حساب القضية الفلسطينية. وقالت بيتسي ماتيسون، وهي رئيسة الوفد، إنّه "قد خططنا لهذا الأمر منذ أشهر عدة. ان ندع أي تصريح سياسي يوقفنا أبدًا. السياسات تتغير غير أن مهمتنا بنشر التعايش لا تتغير". وتقول إنّ الوفد هو انعكاس لكيفية تعايش الأديان في البحرين وأن "هذه هي البحرين" تسعى إلى نشر رسالة السلام في أرجاء العالم.

غير أن مراقبي وضع حقوق الإنسان يقولون إنّ البحرين، التي تحكمها أقلية سنية، بعيدة كل البعد عن أن تكون بلدًا نموذجيًا، وإنّ الحكومة تلاحق أعضاء الغالبية الشيعية فيها.

وقالت ماتيسون إن الأفراد الذين ينتقدون المجموعة "أساؤوا الفهم. لم نلتقِ بأي مسؤولين حكوميين. ونعتقد أنّه من واجبنا أن نشارك هذا المثال عن كيفية عيشنا في البحرين. ونرى الأمر ذاته في القدس -أفراد ينتمون إلى كل الأديان يعيشون في وئام وسلام. لقد رأينا ذلك بأعيننا".

ودان قيس عبد الكريم، وهو عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني، الزيارة، وقال إنهم "اختاروا وقتًا غير مناسب أبدًا لنشر رسالتهم حول التسامح. إنّه وقت يركز فيه العالم كله على مستقبل القدس بعد الخطوة الأمريكية بالاعتراف بها عاصمة لإسرائيل". وأضاف أنّه "في الواقع، هذه الزيارة قائمة على هدف سياسي، هو تعبيد الطريق أمام تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية، وخصوصّا دول الخليج، وإسرائيل، في حين لم يتم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومع مواصلة الإسرائيليين احتلالهم واستعمارهم للأراضي الفلسطينية. لقد كان الأمر خطأً سياسيًا منذ البداية، وقد تسبب المزيد من الغضب، لأنّه أتى في وقت غير مناسب على الإطلاق".

من جانبها، قالت حنان عشراوي، وهي عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فتح، إنّه "إما أنهم جاهلون تمامًا أو كانوا يمارسون الاستفزاز عمدًا. أعتقد أنّ أقل الشر هو أنهم جاهلون".   وأضافت أنها "لا تقبل هذا النّهج المحب جدًا "نحن هنا لإظهار التسامح". فليعودوا إلى بلادهم وليُظهِروا التسامح هناك. لا أعتقد أنّه بإمكان البحرين التباهي بالكثير من التسامح محليًا".

وفي البحرين، تمت إدانة الزيارة على مستوى واسع في  وسائل الإعلام الاجتماعي باستخدام هاشتاغ "البحرين تقاوم التطبيع". كما اقتبست الجزيرة ما نشرته باسمة القصاب، وهي مدونة بحرينية: "أعتبر الكيان الصهيوني غاصباً ومحتلاً، والزيارة التي قام بها وفد جمعية "هذه هي البحرين" للقدس المحتلة عار أخلاقي وإنساني، وادعاء الوفد تمثيل الشعب البحريني إساءة للبحرينيين".

وتأتي زيارة الوفد في أعقاب زيارة قام بها ابن الملك، ناصر بن حمد آل خليفة إلى مركز شيمون فيزنتال في لوس أنجلوس في سبتمبر / أيلول للكشف عن "إعلان التسامح الديني في أرجاء العالم"، وهي مبادرة من ملك البحرين. ويدعم الإعلان الحرية الكاملة في اختيار الدين، ويشدد على أنه يتوجب على الحكومات حماية الأقليات، كما يدعو إلى ضمان أن الدين "هو رحمة لكل البشر وأساس للسلام في العالم".

وقال ناطق باسم مركز البحرين للحقوق والديمقراطية، ومركزه لندن، إنه في وقت يُظهِر فيه الملك التّعاطف تجاه اليهود، ويُبرِز نفسه كرجل دولة يهتم بالتسامح الديني، إلا أنّه يهدف إلى التغطية على انتهاكات حقوق الإنسان، وملاحقة واضطهاد الشيعة في البحرين.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus