’مرآة البحرين’ تحاور زعيم ’الأحرار’ سعيد الشهابي: لم نتغير بل تغيّروا.. وعلاقتنا مع ’الجمعيات’ أفضل منها قبل سنة

2012-05-19 - 8:21 ص


مرآة البحرين (جنيف): بين التسعينات والألفينات، تغيرت حركة أحرار البحرين الإسلامية كثيراً. التنظيم الذي قاد حراك التسعينات، وكثيراً ما هيمن اسمه على "التواقيع" التي كانت تُمضى بها الشعارات على الجدران، تعبيراً عن قوته الشعبية الكاسحة، ما عاد نفسه في الألفينات. اختفى تأثيره تقريباً، أو هكذا يبدو الأمر للوهلة. وفي حين، عُدّ آنذاك تجسيداً إلى الطرح الواقعي في المعارضة، أو هكذا نُعت عهدئذ، فهو اليوم يُعتبر تجسيد الطرح فوق الواقعي   غير المعقول والطوبى الحالمة. ومرّة أخرى، هكذا يبدو الأمر للوهلة. فما الذي تغير؟ "مرآة البحرين" حاورت الناطق باسم حركة أحرار البحرين الدكتور سعيد الشهابي في جنيف، وفتحت معه   ملفات ثورة 14 فبراير/ شباط، ودور حركة الأحرار، وهذه مقتطفات:


مرآة البحرين: تبدو شخصا آخر يختلف عن المعارض الذي عرفناه في التسعينات. اختلف الخطاب، المطالب التي تطرحها، ونوعية تحالفاتك. ما الذي تغير؟

سعيد الشهابي: أتفق وأختلف مع افتراضك. المطالب تغيرت صحيح، ولكنها ليست مطالبي، وأنا فعلياً ليست لدي مطالب شخصية، إنما أحاول مسايرة نبض الشارع. إن التجربة لها دورها في تحديد هذه المطالب. بقينا منذ العام 1975 إلى 2000 نصر على إعادة العمل بدستور 1973 باعتباره الحد الأدنى للتوافق بين شعب البحرين والعائلة الحاكمة. كثيرون نظرواً إلى هذا المطلب أنه مطلب هابط. لذلك، فقد حصلنا على ما هو أقل منه. رحنا نسأل أنفسنا: عندما نطالب بعشرة نعطى اثنين بأحسن الأحوال. لماذا لا نطالب بعشرين أربعين وحتى مائة. قلنا هذه المرة، خصوصاً بعد أن قدم الشباب نموذجهم في الثورة، إن ما تطالب به القوى السياسية أصعب   لناحية إمكانية التحقيق مما نطالب به. بعد دخول القوات السعودية، فإن مطالبنا بتغيير النظام أسهل تحققاً من مطالب من "الوفاق". المملكة الدستورية أقرب إلى الاستحالة مقارنة بتغيير النظام. لسبب بسيط، وهو أن الديكتاتور لايقبل أن يحكم من سجانيه أو يحاسب. رأينا نماذج في التاريخ لديكتاتوريين انتحروا في اللحظات الأخيرة لكي لايقعوا بأيدي ضحاياهم. فالموت أهون عليهم. لذا بتنا نعتقد أن إسقاط النظام أهون عليه من التحول إلى مملكة دستورية. إضافة إلى كل ذلك، إن مطلب إسقاط الأنظمة، هو خطاب الشعب العربي اليوم وليس البحريني وحده. هذا ما أتفق فيه مع سؤالك، أما ما أختلف، فهو أن تحالفاتي التي اعتدت عليها لم تتغير. نحن لانتحالف مع أشخاص وإنما أفكار، فحلفاء التسعينات هم حلفاء الألفينات. نحن نقول إننا نتفق ونختلف مع الأفكار التي تطرح، وقد قلنا لإخوتنا في الجمعيات السياسية إذا استطعتم تحقيق المطالب التي طرحتموها، فلن نختلف معكم. نعم، لن نختلف معهم إذا حققوا مطالبهم.


المرآة: لكن الآن أنتم مختلفون. عند أي نقطة يراوح الخلاف الأن؟

الشهابي: نحن الآن أحسن حالاً عن ما كنا عليه قبل سنة.


المرآة: مفارقة أيضاً يستحق التوقف عندها، كنت ورفاقك في"حركة الأحرار" تمثلون الطرح الواقعي في التسعينات، أو ما سمي كذلك وقتئذ، في حين تنعتون اليوم بجناح الصقور.

الشهابي: عندما طرحنا تلك المطالب لم نكن واقعيين، وإنما مثاليون. حين كنا نطالب بالعودة إلى دستور 1973، وكنا نعتقد أننا نستطيع الحصول على ذلك، كنا نمثل آنذاك الطرح
المثالي وليس الواقعي. بل حتى مطالبتنا اليوم بإسقاط النظام، واعتقادنا أن ليس هناك شيء بديل، تمثل طرحاً واقعياً في الحقيقة وليس مثالياً. قد تعد ذلك أمرا غريباًِ، ولكن يجب أن تصدق إننا نتفق فيه مع الجمعيات، حتى لو بدا الأمر غير ذلك. إننا نعتقد أن الملكية الدستورية تعني إسقاط النظام الحالي، واستبداله بنظام آخر. وأول من يفهم ذلك، هو النظام نفسه؛ لذلك هو يقاتل من أن أجل أن يجعل تحقيق هذا الأمر مستحيلاً.


ما عاد ممكنا إصلاح الأنظمة من داخلها


المرآة: أقرانكم في المعارضة، الجبهة الإسلامية، يهمسون وقد غمزوا بذلك غير مرة أنكم أتيتم إليهم. صرتم أنتم من يطرح إسقاط النظام، بعد أن كنتم تمانعون. كما لو أنكم أخطأتم في التسعينات.

الشهابي: ليس هناك خطأ وصواب في المسألة السياسية، ليس هناك صح وخطأ مطلق. هناك تقدير قد يتوافق مع الواقع أو لايتوافق. الإخوة في الجبهة رفاقنا في النضال، ولكن نحن نعتقد أننا أقرب إلى الثبات على المطالب والخط من غيرنا. الجبهة طرحت يوما إسقاط النظام، كما كنا نحن في "الدعوة"، وكذلك من احتسبوا على حزب الله لاحقا، وأيضاً اليسار. جميع فصائل المعارضة في الخمسينات والستينات لغاية حرب الكويت (1991) كانوا يطرحون إسقاط النظام. ثم توافقت معظم أطياف المعارضة في التسعينات على إعادة العمل بدستور 1973 من خلال العريضتين النخبوية (1992) والشعبية (1994). فكان هذا سقف أغلبية القوى، اليسار والإسلاميين على السواء. أما بالنسبة إلى الجبهة الإسلامية فقد ضربت ضربة شبه ماحقة في الثمانينات ولم تسترجع وجودها إلا بعد مجيء الديكتاتور الحالي. في السنوات العشر الماضية، الجبهة هي التي تعايشت مع النظام، ومع دستوره، وسجلت في قانون الجمعيات. أما نحن فكان موقفنا عدم التسجيل وعدم المشاركة في الانتخابات في ظل نظام لادستوري.


المرآة: أيضاً، بين التسعينات والألفينات، تغيرت "الأحرار" كثيراً. يمكن القول إنها تكاد تكون لاشيء في الحراك الأخير، في حين كنتم كل شيء في حراك التسعينات. ويكاد نشاطكم الحالي يقتصر على البيانات. أما القوى الرئيسة التي تمسك بالزمام الآن، فهي على الأرض، الجمعيات السياسية من جهة وائتلاف 14 فبراير/ شباط.

الشهابي: [اختلف الشهابي مع هذا الرأي كثيراً، وقد أدلى بما يدعم عكس ذلك. لكنه تحفظ على نشر الإجابة بسبب أن الظرف غير مؤات].


المرآة: دخلنا في العام الثاني من بدء التدخل السعودي وانعطاف مسار ثورة 14 فبراير/ شباط لتغدو عقدة محكمة الإغلاق. كنوع من المراجعة، هل تسرعتم ورفاقكم في حق والوفاء، في رفع مطلب "الجمهورية الدستورية"؟

الشهابي: العمل الجماهيري يختلف عن العمل الحزبي، فهنا أنت تراعي دائما نبض الشارع وتسعى لمسايرته. إن طرحنا للجمهورية الدستورية هو تعبير آخر عن مطلب إسقاط النظام، لكن إن شئت، رأيي هو أن يكون القرار للشعب بغض النظر عن مايؤول إليه تسمية المنظومة الجديدة. فقد يطرح اسفتاء، ويفوز شيء آخر. لقد طرحنا ما اعتقدنا أنه يمثل نبض الشارع ويتجاوب مع مستجدات الساحة. ولانعتقد أنه كان طرحاً خاطئا لأنه مطلب ينسجم تماماً مع أطروحات الشارع في "الربيع العربي". لم يكن من المناسب أن نطرح سقفا أقل من الآخرين. شخصياً، استمعت لمفكري الثورات في الصيف الماضي، وبينهم (زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد) الغنوشي، وكان يرى أن الوضع العربي لم يعد يحتمل التعايش مع السلطات الحاكمة الحالية، وأن إسقاط الأنظمة واستبدالها، بات هو الخيار الوحيد. لم يعد ممكناً إصلاح الأنظمة من داخلها.


المرآة: رغم ذلك، يهمس البعض، أو هكذا يُفهم من صمته في الأقل، بتحفظات الغنوشي إزاء ثورة البحرين.

الشهابي: أملنا أن يكون الإسلاميون في الحكم هم أنفسهم الإسلاميون خارج الحكم، فإن حدث اختلاف فسوف يكون ذلك كارثة على الحركة الإسلامية. أعتقد أن من الأمور الجوهرية في حكم الإسلاميين، هو التأكيد على قضايا ثلاث: أولاً، الحريات، أي حرية الشعوب وحقها في إقامة الأنظمة التي تراها مناسبة لها، ويجب ألا تكون هناك مواربة في شأن ذلك. ثانياً، فلسطين باعتبارها جوهر الصراع في الشرق الأوسط، وثالثاً، ألا تدفع الحاجات الآنية السياسية والاقتصادية الحركات الإسلامية للارتماء في أحضان قوى الثورة المضادة، فتصدق أطروحات تلك القوى، كالطائفية والمذهبية والتحالف مع القوى المعادية للأمة.


لن نختلف إذا حققت الجمعيات مطالبها


المرآة: ألا تشعر أنكم أدخلتم كل الحركة السياسية في ورطة. صار النظام، وكل آلته الدعائية، تأخذ إعلانكم عن "الجمهورية الدستورية" كذريعة لضرب الحركة. يكاد مطلبكم أن يكون الوحيد الذي لا أحد يدافع عنه.

الشهابي: حسناً، دع عنك هذا المطلب، لنأت إلى السقف الذي طرحته الجمعيات. أتمنى ألا يتنازلوا عن ما طرحوه. مشكلتنا هي حين يتنازلون. الأمر الجوهري بالنسبة لي، هو أن تكتب دستورك، وكيف تحكم البحرين. هل تحكم بإرادة طرف واحد، وهي العائلة الحاكمة، أم بإرادة الشعب. ومن الذي يقرر. إذا حصلنا على ذلك، فإن الباقي تفاصيل.


المرآة: على عكس التحالفات الواسعة التي استطاعت "الأحرار" الدخول فيها في التسعينات، تبدو الآن أكثر من أي وقت آخر: شيعية! إعلانكم عن "الجمهورية" لم تشاوروا فيه أحداً، كما لم تسعوا إلى تحقيق أية توافقات بشأنه. وفي "حق" أدى لاستقالة المرحوم الشيخ عيسى الجودر وعلي ربيعة وسعيد العسبول.

  &&qut2&&
سعيد الشهابي محاوراً إيان هندرسون

الشهابي: لقد تظاهر الناس في مسيرة 9 مارس/ آذار، جنباً إلى جنب، ولم يكن هناك توافق. ما أود قوله، في حالة الثورة، عادة ماتكون القرارات عاجلة، ولايمكن أن تنتظر التوافقات السياسية. إن هذا هو الفرق بين السياسي والثوري، السياسي يحسب، بينما الثوري ليس كذلك، يعتقد بمعادلات تقترب من الطوباوية والغيبية. ما هو المنطقي في أن يقف شاب عاري الصدر أمام دبابة؟ هذا لايخضع للحساسابات الواقعية. كذلك هو الحال حين يطالب شعب أعزل بإسقاط نظام مدجج بترسانة من السلاح والعتاد. لقد أكدت مسيرة 9 مارس/ آذار أمرين: أولاً، أن الطابع العام للمشاركة فيها ذو هوية مذهبية، وهذا ليس أمرا معيبا في ظروف الواقع المفروض على البلاد من قبل الثورة المضادة. ثانياً، أن حركتنا منسجمة مع جماهيرها ومع القوى التي تطالب بالتغيير الحقيقي، بغض النظر عن السقوف. نحن شاركنا فيها، وتقييمنا من جهة إيجابي، ومن جهة أخرى سلبي. مسيرة 9 مارس/ آذار كانت توافقية بين الفرقاء الذين يكادون يختلفون في كل شيء. النظام سعى للاستفادة منها بادعائه أنه يسمح بحرية التعبير فسخرها لصالحه. الوفاق قالت لدينا جماهير واسعة، وهذا هو مدى حجمنا الشعبي. والثوار اعتبروها مناسبة لتأكيد مطالبهم لإسقاط النظام. نحن نتجاوب مع الوفاق، لانريد أن نكون سلبيين ما أمكن. ولكن أيضاً، لا نريد لحراكنا أن ينطلق من داخل منظومة السلطة.


المرآة: لكن اللغة التي تستخدمونها في بياناتكم، تبدو صدامية مع الجمعيات السياسية. حديثكم المستمر عن صفقات، وضغوط غربية على المعارضة، والإيحاء بتقديمها تنازلات. أزمة ثقة، أم ضغط استباقي بغرض الحصول على تسوية مرضية؟

الشهابي: من يسعى للتغيير يخشى دائما من الصفقات السرية. حدث هذا في اليمن وفي مصر بشكل خاص. لغة الثورة تعني القطيعة المطلقة مع الأنظمة. ولغة السياسة تتضمن إقرار بقاء النظام مع السعي لتحقيق إنجازات أكبر، وهي لغتان مختلفتان. أنا أعتقد أنها مشكلة طرفين، من يؤمن بالثورة، ومن يؤمن بالسياسة. من جهة، الثوريون يأخذون على السياسيين أحياناً، سعيهم إلى التعايش مع الواقع، الأمر الذي يضعف التوجه الثوري. ومن جهة أخرى، السياسيون يأخذون على الثوريين محاولاتهم المتكررة من أجل الوصول إلى صفقة سياسية يرون فيها مصلحة الشعب. هو اتهام متبادل، ولكن في ظل التواصل تتقلص هذه الإشكالات.


الغرب تخلى عن وعوده


المرآة: بصراحة، هل لديكم الخشية من أن تتنازل "الوفاق"؟

الشهابي: ما يؤخذ على السياسيين عموما في كل العالم، أنهم لايصدقون، أو على أقل تقدير، لايقدمون الحقيقة كاملة. وبالتالي فالخشية هي، في ظل غياب التواصل والتنسيق، من التنازل عن الثوابت، والخضوع لضغوط قوى الخارج، خصوصا أميركا. إن ذلك يشكل وهما لدى الثوريين بأن السياسييين مستعدون للتواطؤ في تسوية سياسية تؤدي إلى قمع الثورة، وهذا شعور طبيعي، ولكن بالإمكان احتواؤه بالتواصل بين جناحي الثورة والسياسة.


المرآة: كانت "الأحرار" في التسعينات، تجيد اللقاء مع الغرب ومخاطبته، على عكس الحاصل الآن. وبياناتكم تزخر بمؤامرات أميركية وغربية. ما الذي تغير؟

  &&qut3&&

الشهابي: كان هناك شعور لدى الشعوب العربية بعد تحرير الكويت (1991) أن الغرب بات مقتنعاً بضرورات الديمقراطية في الشرق الأوسط. بدا الأميركيون وكأنهم يدعمون التوجه نحو الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، وذلك ناتج عن الضغط الشعبي في بلدهم: كيف تذهبون إلى الكويت لتحرير بلد قبلي! لكن بعد انفجار الربيع العربي، اتضح أن الغرب أصبح يقود الثورة المضادة. فبعد سقوط تونس وقف بقوة لاحتواء ثورة مصر وإجهاض ثورتي اليمن والبحرين، فيما حوّل قضيتي ليبيا وسوريا إلى صراع عسكري، فئوي داخلي. والخطاب الغربي اليوم لايتحدث بوضوح عن الرغبة في التحول السلمي نحو الديمقراطية، بل يدعو للإبقاء على الأنظمة القديمة مع إصلاحات شكلية لن تسمتر طويلا حتى لو حدثت. برأيي، إن الديكتاتور لايتحول إلى ديمقراطي، ولايمكن لنظام ديكتاتوري أن يمتنع عن ممارسة التعذيب. هذان الأمران يستحيل تحقيقهما ضمن النظم القائمة حالياً. نحن لم نتغير، بل الغرب هو الذي غير موقفه. لقد دعم الغرب ثورات أوروبا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي (1990)، لكن هذا الدعم اختلف تماما حين وصل الأمر إلى الشرق الأوسط. فالغرب ما يزال يمد بالأسلحة الدول التي تقمع شعوبها، بل أنه يبعث بخبرائه الأمنيين لدعمها في محاصرة شعوبها. إن ذلك ما هو حاصل في البحرين الآن.


المرآة: لو حاولنا وضع ثورة 14 فبراير/ شباط ضمن اللحظة التسعينية، فأنت خبرت اللحظتين. أين تتقاطع التجربتان؟

الشهابي: أظن أن ظروف الحراكين مختلفة، ثورة التسعينات كانت وحيدة، يتيمة في محيطها، وكان السقف العربي عموما هابطا. أما بعد تجارب   30 سنة الماضية، فقد نضجت الشعوب، وأصبحت أكثر قناعة أن سياسة ترميم البيوت الايلة للسقوط لاتؤدي إلى إقامة بيت صلب، وبالتالي فلايمكن بناء المستقبل إلا في منزل جديد. إضافة إلى ذلك، فإن انتفاضة التسعينات كان فيا قدر كبير من النخبوية. أما الآن، فأنا أكثر تفاؤلا وأكثر شعورا بإمكان التغييير بعد إحباطات انقلاب 2002.


المرآة: حتى مع وجود السعودية؟

الشهابي: السعودية قوة آيلة للسقوط، ليست قوة للمستقبل، هي قوة للماضي.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus