» رأي
ما معنى أن تكون شيعياً في البحرين
يوسف مكي - 2012-05-05 - 2:38 م
يوسف مكي*
لا تعنيني الطوائف ولا المذاهب، ولا الملل ولا النحل، فكلها تاريخ، ومن صنع التاريخ، ولا أتحمس لها كثيرا، ولا أستطيع تجاهلها في الوقت عينه، أو القفز عليها، لكنني أحاول أن أشخص واقعا مريرا، لابد من قول كلمة حق تجاهه، أقصد الواقع الذي يعيشه الشيعة في البحرين منذ 14 فبراير 2011 حتى الآن، لا كطائفة، إنما كمكون أساسي وأصيل في ماضي وحاضر ومستقبل هذا البلد، وهو مكون يمثل أكثر من 70% من السكان. بكلام آخر، ماذا يعني أن تكون شيعيا في البحرين هذه الأيام.
النظام الحاكم في البحرين هو نظام سني طائفي، وقبلي. مشكلة مركبة ومعقدة. ومشكلة الثورة الشعبية المستمرة منذ 14 فبراير 2011 حتى الآن مع هذا النظام ليس في كونه سنياً، أبدا، إنما وبصريح العبارة في قبليته، وطائفيته، وفي استبداديته، ولا يهم دين أو مذهب من يحكم هذا البلد إذا كان ديمقراطيا وحسب المعايير الديمقراطية، وجاء بإرادة الناس، لا بإرادة الغزو والسيف.
ولأن النظام مركب قبلي طائفي مذهبي، قام بتحريف الانتفاضة متهما إياها بأنها طائفية شيعية مدعومة من إيران وتابعة لولاية الفقيه، مع العلم أن النظام وجهابذته لا يفقهون من ولاية الفقيه إلا اسمها فقط، وإن كل من ينتمي لهذه الطائفة هو متهم في وطنيته وفي ولائه وبكل ما يخطر على البال من صفات ونعوت قدحية، هذا فضلا عن أصوله. وعليه فأنْ تكون شيعيا فأنت متهم بأشياء كثيرة، ما أنزل الله بها من سلطان.
فأنْ تكون شيعيا في البحرين، فأنت رافضي. معاد للخلفاء والصحابة. وبالتالي لجماعة السنة، وتلقائيا لقبيلة آل خليفة وللنظام.
وأن تكون شيعيا، فأنت من أتباع ولاية الفقيه، وما أدراك ما ولاية الفقيه.
وأن تكون شيعيا معنى ذلك فأنت من أتباع حزب الله اللبناني، أو العراقي، لا فرق.
وأن تكون شيعيا في البحرين، فأنت من دعاة التقيّة. مع أن النظام وجهابذته لا يفهمون ولا يفقهون معنى التقية.
وأن تكون شيعيا، فأنت مشكوك في أصولك العربية.
وأن تكون شيعيا فأنت طائفي، ومن عبدة الأحجار والمقابر.
وأن تكون شيعيا لا يحق لك أن تطالب بحقوقك، وإلا أصبحت خارجا على القانون ورافضيا، وطائفيا وتهدف إلى الفتنة وشق عصى الطاعة على ولاة الأمر من آل خليفة، يعني الانقلاب على الحكم، فآل خليفة هم ظل الله في البحرين ولا يجوز المساس بهم.
أن تكون شيعيا حقيقيا حسب مقاييس النظام هو أن لا تطالب بأية حقوق حتى لو ضربك النظام بسياطه فاحنِ له ظهرك، وقل الله يديم علينا نعمة الشيوخ، والله لا يغير علينا.
أن تكون شيعيا في هذه البلاد، يعني أن تُعتقل في أية لحظة، ويتم ترويعك وأسرتك، وتفصل من عملك، أو يتم إيقافك، إلى أجل غير معلوم.
أن تكون شيعيا يعني أن يتعاون عليك أعضاء دول مجلس التعاون، ويسحقونك بجحافلهم ومطاوعتهم دون رحمة أو ضمير.
أن تكون شيعيا في هذه البلاد وتطالب بالعدالة والكرامة، معنى ذلك أن يخرج الشيخ القرضاوي بفتاواه السلطانية ودون وازع من ضمير، ليعلن أن ما يحدث في البحرين هي حركة طائفية وفتنة وليست ثورة.
أن تكون شيعيا في البحرين، يعني أن تتغاضى الجامعة العربية عما تتعرض له من جبروت وقمع وثأر النظام وأشقائه في الإقليم. فأنت وحدك في هذه البلاد، ولا معين.
أن تكون شيعيا في هذه البلد، فأنت وحدك، أنت وحدك، نعم أنت وحدك.
النظام الحاكم في البحرين هو نظام سني طائفي، وقبلي. مشكلة مركبة ومعقدة. ومشكلة الثورة الشعبية المستمرة منذ 14 فبراير 2011 حتى الآن مع هذا النظام ليس في كونه سنياً، أبدا، إنما وبصريح العبارة في قبليته، وطائفيته، وفي استبداديته، ولا يهم دين أو مذهب من يحكم هذا البلد إذا كان ديمقراطيا وحسب المعايير الديمقراطية، وجاء بإرادة الناس، لا بإرادة الغزو والسيف.
ولأن النظام مركب قبلي طائفي مذهبي، قام بتحريف الانتفاضة متهما إياها بأنها طائفية شيعية مدعومة من إيران وتابعة لولاية الفقيه، مع العلم أن النظام وجهابذته لا يفقهون من ولاية الفقيه إلا اسمها فقط، وإن كل من ينتمي لهذه الطائفة هو متهم في وطنيته وفي ولائه وبكل ما يخطر على البال من صفات ونعوت قدحية، هذا فضلا عن أصوله. وعليه فأنْ تكون شيعيا فأنت متهم بأشياء كثيرة، ما أنزل الله بها من سلطان.
فأنْ تكون شيعيا في البحرين، فأنت رافضي. معاد للخلفاء والصحابة. وبالتالي لجماعة السنة، وتلقائيا لقبيلة آل خليفة وللنظام.
وأن تكون شيعيا، فأنت من أتباع ولاية الفقيه، وما أدراك ما ولاية الفقيه.
وأن تكون شيعيا معنى ذلك فأنت من أتباع حزب الله اللبناني، أو العراقي، لا فرق.
وأن تكون شيعيا في البحرين، فأنت من دعاة التقيّة. مع أن النظام وجهابذته لا يفهمون ولا يفقهون معنى التقية.
وأن تكون شيعيا، فأنت مشكوك في أصولك العربية.
وأن تكون شيعيا فأنت طائفي، ومن عبدة الأحجار والمقابر.
وأن تكون شيعيا لا يحق لك أن تطالب بحقوقك، وإلا أصبحت خارجا على القانون ورافضيا، وطائفيا وتهدف إلى الفتنة وشق عصى الطاعة على ولاة الأمر من آل خليفة، يعني الانقلاب على الحكم، فآل خليفة هم ظل الله في البحرين ولا يجوز المساس بهم.
أن تكون شيعيا حقيقيا حسب مقاييس النظام هو أن لا تطالب بأية حقوق حتى لو ضربك النظام بسياطه فاحنِ له ظهرك، وقل الله يديم علينا نعمة الشيوخ، والله لا يغير علينا.
أن تكون شيعيا في هذه البلاد، يعني أن تُعتقل في أية لحظة، ويتم ترويعك وأسرتك، وتفصل من عملك، أو يتم إيقافك، إلى أجل غير معلوم.
أن تكون شيعيا يعني أن يتعاون عليك أعضاء دول مجلس التعاون، ويسحقونك بجحافلهم ومطاوعتهم دون رحمة أو ضمير.
أن تكون شيعيا في هذه البلاد وتطالب بالعدالة والكرامة، معنى ذلك أن يخرج الشيخ القرضاوي بفتاواه السلطانية ودون وازع من ضمير، ليعلن أن ما يحدث في البحرين هي حركة طائفية وفتنة وليست ثورة.
أن تكون شيعيا في البحرين، يعني أن تتغاضى الجامعة العربية عما تتعرض له من جبروت وقمع وثأر النظام وأشقائه في الإقليم. فأنت وحدك في هذه البلاد، ولا معين.
أن تكون شيعيا في هذه البلد، فأنت وحدك، أنت وحدك، نعم أنت وحدك.
يقول محمود درويش:
آه من وحدي، ووحدك
"ثم وحدي...
آه يا وحدي ؟ وأحمدْ"
"أنا احمد البحرانيّ قال
أنا احمد البحرانيّ فليأت الحصار
جسدي هو الأسوار فليأت الحصار
وأنا حدود النار فليأت الحصار
وأنا أحاصركم
أحاصركم
يا عبيد النار
"وصدري باب كل الناس، فليأت النهار".
أن تكون شيعيا في بلاد النفط، يعني أن تذبح ولا من يسأل: لماذا هذا الذبح المنظم
أحمد البحرانيّ أنت وحدك
في بلاد النفط
في بلاد الغاز والدخان
أنت وحدك
فخذ حقك وحدك
نعم خذ حقك وحدك
ولا تعوّل عليهم
على من يسلب حقك
•ما بين الاقواس الصغيرة مأخود حرفيا من قصيدة محمود درويش (احمد الزعتر) وبقية الأسطر مستلهمة من القصيدة نفسها
*باحث بحريني متخصص في علم الاجتماع.