افتتاحية يوم الصحافة العالمي: عام على مرآة البحرين، ماذا يقرأ الناس في مرآة البحرين؟

2012-05-03 - 5:55 م




"لا يفيد لوم المرآة إذا كان وجهك معيبًا"
نيقولاي غوغول


لن يفيد السلطة وصحفييها شيئًا أن يعيبوا مرآة البحرين، لن يتحسن شيء من قبح السلطة ولا قبح وجوه تابعيها، عليهم أن يصلحوا وجههم. مهمتنا كشف وجه الدكتاتورية المعيب: أخباره الكاذبة، فساده، استبداده، قمعه، بشاعة قتله، انتهاكه لحقوق الإنسان، انتقاصه من هيبة الدولة، تهالك خطابه، هذيانه، مرضه العصي على الإصلاح، إفساده للناس وذممها وبراءتها.

لماذا يقرأ الناس مرآة البحرين؟

لا يقرأنا الناس في ساحات الحرية ليتفرجوا على قبح الدكتاتورية، بل ليسهموا معنا في إظهار وجهها القبيح. وجدوا في مرآتنا حقيقة الدكتاتور معرّاة من مساحيق إعلامه الكاذب. يستطيع أن يلوم صحافته وتلفزيونه وإعلامه حين يُظهر هذا الإعلام شيئًا من قبحه، على حين غفلة، لأنه ليس فيها شيء من صدق المرآة. لكنه لا يستطيع أن يلوم مرآة البحرين، لأنها تُريه حقيقته كما هي، ولأنها لم تمارس مهمتها وفق مقاس إذنه، فلها أن تُسمِعَه من كأسها المر.


حينما قال فولتير "إنه لا يستطيع التفكير من دون إذن الملك" وحين قال عن الملك فريدريك الثاني "لم أستطع العيش بدونك، ولا معك" قال ذلك لأنه يعبر عن تململه لأنه كان يتسلم راتبه من بلاط صديقه الملك.

ستتكلم مرآة البحرين دون إذن الملك، وسترى دون حجابه، وستكشف للناس عيوبه، وستعيش دون مساعداته وخارج قوانينه المستبدة، ستخرج على خلاف الصحافة عن ضيف بلاطه للأبد، وستعيش في ساحات الحرية التي يشكّلها الناس في ميادينهم ويوسّعها المثقفون بأفكارهم.

 يذهب الناس للمرايا ليروا حقيقة وجوههم، لأول مرة في تاريخ الصحافة البحرينية، تتأسّس صحافة خارج اعتبارات الدكتاتور، لا تُقيم اعتبارًا لسلطته، ولا تُوارِب في قول عيوبه. هذه ليست فضيلتنا، لكنها حقيقة طالما شكّكنا الدكتاتور في إمكانية حصولها، وكأنَّ كل الأشياء لابد أن تسبح في فلكه لتعيش، وكأنَّ الصحافة لا يمكن أن تعيش بدونه، في حين أنَّها لا يمكن أن تعيش معه.

يمكن أن تكون هناك صحافة حرّة ومُعارِضة بالمعنى الحقيقي المسؤول، صحافة لا تتذرّع بجلالة الدكتاتور لتقول الحقيقة، صحافة مسؤولة عن كلمتها ورسالتها في حفظ وحدة المجتمع من الانقسام. لسنا بحاجة إلى أن نكذب ونقول إنَّ العيب في مرآتنا. لا، العيب في وجه جلالته.

لدينا ثقة في أن مرآتنا تقول الحقيقة، وستكون يومًا حقيقة في وطنها الذي تحمله معها، وستكون  هناك حيث وطنها، ومهمتها أن تُظهر عيب الدكتاتور.

إنّه يوم الصحافة العالمي 3 مايو، ويوم انطلاقة (المرآة) السنوي 13 مايو، نحتفل به، بكشف العيوب التي أحدثها الدكتاتور في صحافتنا البحرينية. لأول مرة ستلمسون مرآة البحرين (عدد خاص) في نسختها المطبوعة خارج الوطن، وإلى لقاءٍ قريب بكم في الوطن، لقاء مطبوع في الورق والقلب.

*13 مايو، هو يوم انطلاقة مرآة البحرين، وأخترنا أن نجعل احتفالنا بالانطلاقة ممتداً بيوم الصحافة العالمي3مايو.وتصدر بهذه المناسبة نسخة مطبوعة من مراة البحرين، وستوزع في احتفالية مصغرة قريبا.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus