"ليلة رعب" في صنعاء: 14 قتيلا بينهم خمسة أطفال من أسرة واحدة في ضربة جوية للتحالف بقيادة السعودية

2017-08-26 - 7:17 م

مرآة البحرين (أ ف ب): عاشت صنعاء "ليلة رعب" قتل فيها 14 شخصا بينهم خمسة أطفال من أسرة واحدة بعدما استهدفت غارة جوية نسبت إلى التحالف بقيادة السعودية حيا سكنيا جنوب العاصمة.

وقعت الغارة قبل ساعات قليلة من اتهام الأمم المتحدة للتحالف العربي بالتسبب بمقتل 42 مدنيا يمنيا خلال أسبوع من الضربات الجوية.

في حي فج عطان الواقع عند الأطراف الجنوبية للمدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، دمرت الغارة منزلين تسكنهما ست عائلات على الأقل، بحسب ما أفاد شهود ومصور وكالة فرانس برس.

وقال محمد أحمد الذي يسكن أحد المبنيين "أخرجناهم من تحت الأنقاض الواحد تلو الآخر، بعضهم أطفال من أسرة واحدة".

وأكد مسعفون يمنيون في الموقع لفرانس برس إن 14 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في الضربة التي وقعت نحو الساعة 03,15 (00,15 ت غ)، بينهم ستة أطفال وامرأتان.

ومساء، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حصيلة القتلى، مشيرة إلى إصابة 16 شخصا آخر. وأوضحت في بيان أن ثمانية من القتلى هم من أسرة واحدة، بينهم خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاث وعشر سنوات.

وأفاد مصور وكالة فرانس برس أن المبنيين المؤلف كل منهما من ثلاثة طوابق، دمرا بالكامل. وأظهرت صور التقطها المصور أنقاضا في موقع الضربة. كما ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الدمار في الموقع "صعب عملية سحب الجثث".

- دماء ودمار -

بعد ساعات على وقوع الغارة، كانت الجرافات لا تزال تعمل على إزالة الأنقاض بينما قام مسعفون وسكان في الأبنية المجاورة بالبحث عن مفقودين. وجلس ناجون من المبنيين فوق أنقاض يتابعون بحسرة عمليات البحث ونقل المصابين في سيارات الإسعاف.

وبين الألبسة المتقطعة والمحترقة، والمفروشات الخشبية المتضررة، سار رجل مرتديا ثوبا أبيض تغطيه الدماء وهو يشرح لسكان الأبنية الأخرى كيف نجا من الضربة.

على بعد أمتار قليلة منه، جلس محمد أحمد بعدما أنهكته عمليات البحث ونقل القتلى والمصابين.

وقال أحمد لفرانس برس "عندما ضرب الصاروخ، دمر أحد المبنيين فورا فأدى ذلك إلى تدمير المبنى المجاور له أيضا. بعض السكان نجوا، وآخرون علقوا تحت الأنقاض، بينهم من استشهد، وبينهم من أصيب".

اتهم الحوثيون عبر قناة "المسيرة" الناطقة باسمهم التحالف العربي بشن الغارة، إلا أن متحدثا باسم التحالف قال لوكالة فرانس برس أن قيادة العمليات العسكرية تقوم حاليا بالتحقيق في المسألة وستعلن عن النتائج في وقت لاحق.

رغم ذلك، أطلقت منظمة العفو الدولية نداء إلى الامم المتحدة للتحرك لمحاسبة السعودية جراء "تجاوزات قواتها في اليمن"، متحدثة عن "ليلة رعب" في صنعاء "أمطر خلالها التحالف بقيادة السعودية المدنيين بالقنابل بينما كانوا نائمين".

وذكرت أن الغارة شملت أكثر من ضربة جوية واحدة، ونقلت عن سكان في المنطقة قولهم إنه لم يكن هناك أي هدف عسكري لحظة وقوع الهجوم الجوي.

- الثمن الأكبر -

يشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين الحوثيين والقوات الحكومية. وقد سقطت العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير.

والمدنيون هم من يدفع الثمن الأكبر للحرب. فمنذ بداية التدخل السعودي، قتل أكثر من ثمانية آلاف شخص بينهم آلاف الأطفال والنساء، وجرح 47 ألف شخص آخرين على الأقل، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية. كما نزح مئات آلاف اليمنيين من منازلهم.

ووقعت غارة الجمعة بعد يومين من مقتل 30 شخصا على الأقل بينهم مدنيون في سلسلة غارات استهدفت صنعاء ومحيطها ونسبت إلى التحالف العربي بينها غارة في مديرية إرحب شمال العاصمة.

وسبق أن اتهم التحالف بالوقوف خلف ضربات جوية تسببت في مقتل مدنيين. والجمعة، ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن ضربات جوية شنها التحالف أدت إلى مقتل 42 مدنيا خلال الأسبوع الماضي، بينهم عدد من الأطفال.

وتناولت المفوضية تفاصيل بعض الضربات التي وقعت خلال الأسبوع الماضي، وقالت إن 33 شخصا قتلوا في ضربة إرحب التي ذكرت أنها أصابت فندقا يقع على مقربة من نقطة تفتيش للحوثيين استهدفت قبل إصابة الفندق بدقائق ولم تؤد إلى وقوع إصابات.

- "عناصر انقلابية" -

لكن العقيد ركن طيار تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف، قال لفرانس برس إن جميع من قتلوا في الضربة التي استهدفت "هدفا عسكريا مشروع" هم "عناصر انقلابية مسلحة".

وعن غارة الجمعة، أفاد بأن التحالف يحقق في المسألة.

وأوضح "ستقوم قيادة التحالف بمراجعة كافة عملياتها في المنطقة المحددة والوقت المحدد وستعلن حالما تنتهي مراجعتها ما تصل إليه من نتائج".

من بين الغارات الأخرى التي نسبتها الأمم المتحدة إلى التحالف، ضربة استهدفت منزلا في العاصمة الأربعاء وقتل فيها ستة مدنيين، وضربة أخرى الثلاثاء أصابت منزلا قرب صعدة شمال العاصمة وقتل فيها امرأة وطفلان.

وكان تقرير للأمم المتحدة نشر في الشهر الحالي أفاد بأن عدد الضربات الجوية في اليمن خلال النصف الأول من عام 2017 تخطى عدد الضربات الجوية التي شهدها العام الماضي بالكامل.

ودعت مفوضية حقوق الإنسان التحالف العربي إلى "ضمان احترام القانون الإنساني"، مطالبة بتحقيقات موضوعية في الغارات التي وقعت خلال الأيام الماضية.

من جهته شدد العقيد المالكي على أن التحالف يتبنى "قواعد الاشتباك طبقاً لقواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني"، وأنه ملتزم "بواجب حماية المدنيين وتجنيبهم آثار الصراع".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus