الخلاف بشأن الحج يعمق أزمة قطر

2017-08-23 - 7:42 م

مرآة البحرين (رويترز): يزيد خلاف بشأن مشاركة القطريين في مناسك الحج هذا العام من توتر العلاقات بين قطر والسعودية ويعمق أزمة دبلوماسية أوسع نطاقا مع قوى عربية أخرى.

وتتهم قطر السعودية بتعمد وضع العراقيل أمام مواطنيها الراغبين في الحج للحصول على التصاريح اللازمة للسفر. وتقول السعودية إن قطر تسعى إلى تسييس الحج لتحقيق مكاسب دبلوماسية.

وكان الاتفاق الأسبوع الماضي على السماح لبعض القطريين بعبور الحدود البرية الصحراوية إلى السعودية قد بدا وكأنه إشارة على تخفيف التوترات لكنه سرعان ما قاد إلى تبادل أكثر عنفا للاتهامات.

ويقول الكثير من القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج هذا العام إنهم لن يسافروا لاعتبارات أمنية أو خوفا من أن يرتهن مصيرهم هناك بصراع سياسي.

وقال أحمد الرميحي (31 عاما) وهو طالب دراسات إسلامية بجامعة قطر "سئمنا هذا الأمر. بالطبع نريد الذهاب لمكة لكن لمن نسمع؟ السياسة انهارت".

وبالنسبة للسعودية فإنها تغامر بسمعتها في تنظيم الحج.

ويقول المسؤولون القطريون إن عددا محدودا فقط من القطريين من المتوقع أن يؤدي الفريضة هذا العام.

ويوسع الخلاف بشأن الحج من نطاق المواجهة الدبلوماسية في منطقة الخليج. ففي يونيو حزيران فرضت السعودية والبحرين ومصر والإمارات عقوبات على قطر حليفة الولايات المتحدة وقطعت جميع وسائل المواصلات معها واتهمتها بدعم إيران ومساندة الإرهاب الإسلامي. وتنفي الدوحة الاتهامات.

ولم تنجح محاولات الوساطة التي قامت بها الولايات المتحدة والكويت في حل الخلاف.

* "كراهية من الجانبين"

وبعد اتفاق عبور الحدود البرية الأسبوع الماضي، الذي قالت الرياض إن احد أفراد الأسرة الحاكمة القطرية توسط فيه، عرض التلفزيون السعودي لقطات لعشرات القطريين وهم يقودون سيارات دفع رباعي عبر الحدود.

واتضح بعد ذلك أن الذي توسط في الاتفاق هو عبد الله بن علي آل ثاني أحد أحفاد مؤسس دولة قطر والذي استقبله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض ثم استقبله الملك سلمان عاهل السعودية الذي يقضي عطلته في المغرب.

وأبدى المسؤولون القطريون ارتيابهم من الدور الذي يلعبه ومن الإشادات التي أغدقها عليه الإعلام السعودي وقالوا إن الشيخ عبد الله وهو رجل أعمال مقيم بالخارج يقوم بزيارة شخصية ولا يتولى منصبا في الحكومة.

وقال دبلوماسي قطري "السعوديون وضعوه في مكانة مميزة ونحن نرى ذلك باعتباره محاولة لتقويض الأسرة الحاكمة (في قطر)".

وتنفي الدول التي على خلاف مع الدوحة السعي لتغيير النظام في قطر ونفي الشيخ عبد الله أن يكون قام بذلك لتحقيق مصلحة شخصية.

ويقول المسؤولون السعوديون إن أكثر من 400 حاج قطري وصلوا عن طريق البر لكن وسائل الإعلام القطرية قالت إن أغلب الذين عبروا الحدود قطريون عائدون لمزارع يملكونها في السعودية. ويمكن لقطر إرسال ما يصل إلى 1200 حاج بموجب نظام الحصص.

وانتقدت قطر كذلك عرضا سعوديا بنقل الحجاج القطريين على طائرات الخطوط الجوية السعودية بدلا من السماح للخطوط الجوية القطرية أو شركات أخرى بنقلهم إلى مكة.

وأضر الخلاف الدبلوماسي بالأعمال وفرق أفراد الأسر في منطقة الخليج ويشعر بعض القطريين بالغضب من أن الخلاف قد حرمهم من أداء مناسك الحج.

ويخشى بعض القطريين على سلامتهم إذا ما ذهبوا إلى المملكة لكن السلطات السعودية تقول إنه لا يوجد ما يبرر هذا الخوف. وقال محمد وهو مهندس مدني رفض ذكر اسم عائلته "هناك كراهية على الجانبين ونعم لن أشعر بالارتياح وأنا أقدم جواز سفري في فنادق أو أماكن أخرى في السعودية".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus