افتتاحية الواشنطن بوست: على السعودية أن تفعل شيئًا حيال ممارساتها البربرية في مجال حقوق الإنسان

ولي العهد محمد بن سلمان خلال حضوره فعالية في الرياض يناير الماضي    (رويترز)
ولي العهد محمد بن سلمان خلال حضوره فعالية في الرياض يناير الماضي (رويترز)

هيئة التحرير - صحيفة الواشنطن بوست - 2017-08-09 - 4:14 ص

ترجمة مرآة البحرين

قد يحل التّغيير الكبير يومًا ما في السّعودية. عرض ولي العهد الجديد، محمد بن سلمان، العام الماضي خطة كبيرة لتطوير المملكة، "رؤية المملكة العربية السعودية 2030" التي وعدت ببناء "بلد مزدهر يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم، وآمالهم وطموحاتهم". وتعهدت الخطة أيضًا ببناء بلد "متسامح" مع "الاعتدال كطريقة" هي "قوة استثمار عالمية" و"مركز للتجارة وبوابة إلى العالم".

إنّه مطلب صعب جدًا، خصوصًا في مملكة كان التغيير فيها بطيئًا للغاية. يريد ولي العهد بوضوح أن ينقل السعودية باتجاه مستقبل لا يعتمد على النّفط. لكن السعودية تبقى  غارقة في العصور المظلمة في مجال مهم جدًا: إذ تُداس حقوق الإنسان في البلاد، وتُسحَق حرية التعبير. الأمر لا يتناغم أبدًا مع الطموحات لإنشاء دولة مزدهرة وحديثة.

آخر دليل على هذا التّخلف هو مصير 14 رجلًا سعوديًا، كلهم من الأقلية الشيعية في البلاد، ويواجهون الإعدام على خلفية مزاعم بمشاركتهم في احتجاجات في المملكة. ووفقًا لما نقله سودارسان راغافان [في صحيفة الواشنطن بوست]، فإنهم متهمون بارتكاب جرائم متعلقة بالإرهاب، لكن جماعات حقوق الإنسان تقول إنّ الاعترافات انتُزِعت تحت التّعذيب. ومن بين المحكوم عليهم بالإعدام مجتبى السويكات، الذي، بعد أن شارك في احتجاجات مطالبة بالديمقراطية خلال الربيع العربي في العامين 2011 و2012، اعتُقِل في المطار في ديسمبر/كانون الأول 2012 أثناء مغادرته البلاد لزيارة حرم جامعة ميشيغان الغربية، التي كان يخطط للدراسة فيها.

الفتى، الذي كان يبلغ من العمر 17 عامًا آنذاك، لم يعرف السبب وراء اعتقاله، وهو في السجن منذ ذلك الحين، إذ أُدينَ من دون أن يحظى بمحام يمثله، وفقًا لما ذكره نشطاء حقوق الإنسان.

وفي بيان أصدروه في 22 يوليو/تموز، قال مدراء وموظفو جامعة ميشيغان إن السويكات تعرض "للحرمان من النوم والضرب والحرق بالسجائر والسجن الانفرادي وغيرها من أصناف التّعذيب". وأضافوا أنّه حُكِم عليه بالإعدام "استنادًا إلى اعتراف أدلى به تحت التّعذيب"، ذاكرين نتائج توصل إليها مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

وليست هذه هي القضية الوحيدة من نوعها. هناك وضع مماثل يحيط بمصير المدون رائف بدوي، الذي سُجِن منذ العام 2012 في أعقاب نداء وجهه على الإنترنت من أجل مجتمع أكثر ليبرالية وعلمانية. وقد حُكِم عليه بعشرة أعوام في السّجن و1000 جلدة، تم تنفيذ 50 جلدة منها بحقه. السيد بدوي كان يطمح أيضًا إلى دولة [السعودية] أكثر تسامحًا واعتدالًا، لكن ذلك شكّل تهديدًا بالنّسبة إلى المؤسسة الإسلامية المحافظة في المملكة. وتقدم معاملته سببًا للتّشكيك بالتزام محمد بن سلمان بأهداف "رؤية 2030". تجنّب الرّئيس ترامب موضوع حقوق الإنسان أثناء زيارته للسّعودية في مايو/أيار، غير أنّ أهوال المملكة لم تتلاشَ.

في حال كان القادة السعوديون يريدون فعلًا تبني الحداثة، يمكنهم البدء بإلغاء أحكام الإعدام البربرية الصادرة بحق 14 رجلًا شيعيًا بسبب مشاركتهم في تظاهرات.

 

النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus