افتتاحية النيويورك تايمز: السعودية سوف تُعدِم الناقدين. هل سيلتزم السيد ترامب الصمت؟

هيئة التحرير - صحيفة النيويورك تايمز - 2017-08-08 - 3:02 م

ترجمة مرآة البحرين

كان مجتبى السويكات، وعمره 17 عامًا، طالبًا لامعًا في طريقه لزيارة جامعة ميشيغان الغربية عندما تم اعتقاله في مطار الملك فهد في الرّياض، في السّعودية، في العام 2012. منذ ذلك الوقت، كان السيد السويكات في قبضة رجال الأمن السعوديين، وتعرض للتّعذيب، بما في ذلك الضرب الشّديد، حتى كُسِر كتفه، بهدف انتزاع الاعترافات التي أبرمت مصيره: الحكم عليه بالإعدام، وبقطع الرّأس على الأرجح. وقد أيدت المحكمة العليا في السعودية حكم الإعدام الصادر ضد السويكات في يونيو/حزيران 2016، وكذلك بحق 13 مواطنًا سعوديًا آخر حوكموا معه -بمن في ذلك رجل معوق وطفلين كانا قاصرين عند الحكم عليهما- بعد محاكمة جماعية استهزأت بالمعايير الدولية فيما يخص الإجراءات القانونية الواجبة.

الآن، الشّخص الوحيد الذي يستطيع منع تنفيذ هذه الإعدامات الوحشية هو الملك سلمان، الذي يتوجب عليه التّصديق على أحكام الإعدام.

وكما كان الحال مع كثيرين من الأفراد التابعين للأقلية الشيعية في السعودية، والمحكوم عليهم بالإعدام في السنوات الأخيرة، فإن جريمة السويكات كانت المشاركة في احتجاجات سياسية في الأشهر الحامية التي أعقبت الربيع العربي في العام 2011. وتدعو منظمة ريبريف لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى 116 عضوًا في هيئة التدريس في جامعة ميشيغان العربية والفدرالية الأمريكية للمدرسين الرّئيس ترامب للتّوسط مع الملك سلمان من أجل السويكات والمحكومين الآخرين.

غير أن الأمل ضئيل. خلال رحلته في مايو/أيار إلى السعودية، صرح الرّئيس ترامب أساسًا للنظام السعودي بأن الولايات المتحدة ستغض النظر فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، قائلًا "لسنا هنا لنقدم المحاضرات". ومنذ ذلك الحين، وقف ترامب إلى جانب السعودية والدول الخليجية الأخرى في نزاعهم مع قطر، وذلك أساسًا بسبب علاقة قطر الجيدة نسبيًا مع إيران الشيعية، ما أدى إلى تفاقم الانقسامات الطائفية في المنطقة. في الوقت نفسه، أعدمت السعودية المزيد من أفراد الأقلية الشّيعية لتشويه صورتها، ولتوجيه رسالة قاسية بشأن المعارضة للمواطنين السعوديين.

يمكن للسيد ترامب أن يستفيد من صداقته الجديدة مع السعوديين، وأن يوجه نداء عاجلًا للملك سلمان لوقف عمليات الإعدام المروعة هذه.

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus