موقع إن بي آر الأمريكي: نشطاء حقوق الإنسان يحذرون من تدهور الوضع في البحرين

أليسون مويس - موقع إن بي آر الأمريكي (NPR) - 2017-06-10 - 5:47 م

ترجمة مرآة البحرين

في زيارته الشهر الماضي إلى السّعودية، أولى الرّئيس ترامب اهتمامًا خاصًا بتحالف الولايات المتحدة مع البحرين، وهي حليف أساسي خارج الناتو ومركز للأسطول الخامس الأمريكي.

وخلال اجتماع ثنائي مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، قال ترامب للملك إن البحرين لن تشهد "القيود" ذاتها التي كانت موجودة في عهد سلف ترامب، الرّئيس أوباما -الذي فرضت إدارته شروطًا في مجال حقوق الإنسان على مبيعات الأسلحة.

وفي الأيام التي أعقبت اجتماع ترامب مع الملك، قمعت السّلطات البحرينية معارضيها المحليين. واستخدمت القوات الأمنية في البلاد القوة المميتة لإجلاء اعتصام طويل المدى حول بيت الزعيم الديني الشّيعي الأبرز في البلاد، آية الله الشّيخ عيسى قاسم، الذي أُسقِطت جنسيته في يونيو/حزيران 2016 على خلفية تهم بـ "خلق محيط طائفي متطرف".

الشهر الماضي، اتهمت محكمة بحرينية أيضًا الشّيخ قاسم بتبيض الأموال، وحكمت عليه بالسّجن لمدة عام مع وقف التّنفيذ.

الهجوم في 23 مايو/أيار على الاعتصام أسفرت عن مقتل خمسة محتجين واعتقال مئات الآخرين. وقال وزير الداخلية البحرينية إن 19 عنصر في الشّرطة أصيبوا أيضًا.

وتحدثت امرأة أيضًا عن تعرضها للتعذيب على يد قوات أمن الدولة، وقالت إن التّعذيب تضمن اعتداء جنسيًا وتهديدات باغتصاب ابنتها. وتم الأمر كذلك بحل جمعية علمانية معارضة وإغلاق الصحيفة المستقلة الوحيدة في البلاد. وحذّرت منظمة العفو الدّولية من أن "البحرين تتجه الآن نحو قمع كامل لحقوق الإنسان".

ويحكم الجزيرة الخليجية الصّغيرة نظام ملكي سني، متحالف بشكل وثيق مع السّعودية. معظم السّكان من الشّيعة، كما هو الحال في غالبية المعارضة. ولذلك اتخذ قمع المعارضة منحى طائفيًا، وتردد صداه في محيط إقليمي منقسم أساسًا بحدة بسبب الحروب في اليمن وسوريا والعراق.

وقال نشطاء بحرينيون في مجال حقوق الإنسان إن الدعم غير المشروط للولايات المتحدة للنظام الملكي، معزز بمناخ من عدم المحاسبة. ويرون نقطة تحول في الضمانات العلنية التي قدّمها ترامب لملك البحرين بشأن إنهاء "القيود".

وقال الشّيخ ميثم السلمان لموقع إن بي آر من بيروت إن "هذا كان ضوءًا أخضر للقمع المكثف لحقوق الإنسان ضد كل أشكال المعارضة في البحرين". وكناشط بارز من أجل حقوق الإنسان، وكشيعي، يقيم السّلمان في الخارج في بيروت حاليًا، بسبب مخاوف من اعتقاله في وطنه الأم. قريبه، المدافع عن حقوق الإنسان نبيل رجب، يقبع الآن في السّجن بسبب نشاطه من أجل حقوق الإنسان العام الماضي.

ويقول السّلمان إنّه "من المؤسف جدًا أنّ الرّئيس ترامب لم يتخذ موقفًا سواء في تذكير الحكومة البحرينية أو غيرها من الحكومات بشأن التزاماتها في حقوق الإنسان، وهذا يشير بشكل جلي إلى أن حقوق الإنسان ليست أولوية".  

في عهد أوباما، تم وقف صفقة بيع مقاتلات إف 16 إلى البحرين. واشترطت وزارة الخارجية من أجل إعطاء موافقتها النهائية حصول تحسينات ملموسة في مجال حقوق الإنسان -وتحديدًا حماية حرية التّعبير والمساءلة عن الانتهاكات.

ويقول السلمان "إن ما قام به ترامب، أو إدارته، هو رفع هذا الشرط. وفي حين لم يتم إنهاء الاتفاق حتى الآن، من غير المُرَجح أن يوقفه الكونجرس".

وأضاف السّلمان أنّه "ما يحدث في البحرين ليس فقط قضية لحقوق الإنسان. ما يحدث في البحرين هو قضية جيوسياسية"، مشيرًا إلى التّنافس الإقليمي بين السّعودية السّنية وإيران الشّيعية.

ولفت أن "البحرين في وسط منطقة متوترة جدًا، تشهد تحالفات طائفية، وحروبًا مستندة إلى الهويات. ولذلك، حين تستهدف البحرين وتمارس تمييزًا منهجيًا ضد 65 بالمائة من الدّيموغرافية الدّينية [الشّيعة] وتسحب جنسية السّلطة الدّينية الأعلى بالنّسبة لـ 65 بالمائة من الديموغرافية الدينية، فمن الواضح أن ذلك سيؤدي إلى المزيد من التّوترات- ليس فقط في البحرين، ولكن في منطقة متوترة جدًا".

ويقول السّلمان إنّ الغالبية الشّيعية مُهَمشة من المشاركة في المؤسسات الوطنية، بما في ذلك القضاء وقوات الأمن.

ويضيف أنهم "عُزِلوا وهُمّشوا من هذه المناصب لعقود، ولذلك، عندما يكون لديك شرطة تتعامل مع غالبية المواطنين في البلاد، وعلى الأرجح هناك أقل من 5 بالمائة من الشّيعة في الشّرطة، سيكون من الطبيعي جدًا ازدياد وتصاعد هذه التوترات".

ويقول السّلمان إنّ المتطرفين من كلا الجانبين أجّجوا التّوترات في البحرين: القنوات التلفزيونية والصّحف المتشددة وجهت نداءات لـ "تطهير" البحرين من سكانها الشّيعة. وفي وقت سابق من العام الحالي، دعا رجل دين بحريني شيعي في المنفى الطّائفة الشّيعية إلى اختيار مسار "المقاومة"، مشيرًا إلى صراع مسلح ضد النظام الملكي البحريني.

مع ذلك، لا يعتقد سلمان إن البحرين ستشهد تصعيدًا عنيفًا "في هذه المرحلة"، ويعود جزء من ذلك إلى الموقف الحازم والمناهض للعنف لآية الله قاسم -الذي ما يزال في الدراز- وزعماء بارزين آخرين في المعارضة.

ويقول السلمان إن تجربته الشّخصية في التّعذيب على يد السّلطات البحرينية خلال الاحتجاجات المستوحاة من الرّبيع العربي في العام 2011 -والتي قوبلت أيضًا باستخدام القوة والقمع ضد النشطاء- عززت فقط التزامه بوقف انتهاكات حقوق الإنسان.

لكنه يحذر من أن المملكة تغلق كل القنوات في وجه المعارضة السّلمية.

ويضيف أنه "حين يتم استهداف آية الله عيسى قاسم، الذي لا يندد بالعنف فقط، بل يمنع، استنادًا إلى أسس دينية، كل أشكال العنف أو استخدام الأسلحة، فمن الواضح أن ذلك يمهد الطريق لاستخدام العنف"، مشيرًا إلى إمكانية وجود تصعيد محتمل في تكتيكات المعارضة.

ويأمل السلمان أن تغير الولايات المتحدة سياستها وتعيد ملف حقوق الإنسان إلى أجندتها. ويقول إنه إذا كان هناك أمر واحد تهتم الممالك الخليجية بشأنه، فهو صورتها أمام المجتمع الدّولي.

النّص الأصلي 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus