علي عبدالإمام: ذكرى سنة أولى في "العتمة الباهرة"

2012-04-12 - 3:58 م




مرآة البحرين (خاص):
ما زال لغز اختفاء المدون البحريني علي عبد الإمام محيراً بعد اعتقتاله مرتين بين عامي 2005 و2010 وإطلاق سراحه ثم اعتقاله للمرة الأخيرة بعد فترة "السلامة الوطنية"، والحكم عليه بالسجن 15 عاماً غيابياً في محاكم عسكرية، بتهمة "الانضمام إلى شبكة إرهابية تهدف لقلب نظام الحكم".

وعبد الإمام، الأب لثلاث أطفال، هو مدون رائد في البحرين ومؤسس "ملتقى البحرين الوطني" منذ 1998، الذي يُعتبر أبرز منتدى حواري على الإنترنت في المملكة، وهو أيضاً عضوٌ في فريق عمل دفاع الأصوات العالمية ويعد من أوائل من اقتحموا على التدوين في البحرين. وقد نجح عبد الإمام بتوظيف أدوات الإعلام الإلكتروني لطرح قضايا ذات صلة بالتحول الديمقراطي والإصلاح السياسي وأوضاع حقوق الإنسان في المملكة.

وقامت الأجهزة الأمنية بالقبض عليه يوم 4 سبتمبر/أيلول 2010 في خضم حملة موسعة ضد نشطاء المجتمع المدنيّ في البحرين بتهم "بث أخبار كاذبة حول الأوضاع الجارية على موقع "ملتقى البحرين الوطني" و "الانضمام إلى شبكة إرهابية تهدف لقلب نظام الحكم". وهي المرة الثانية التي يتم اعتقاله فيها بعد الأولى يوم 27 فبراير 2005 إذ أفرج عنه في 23 فبراير عام 2011 بعد بدء "انتفاضة اللؤلؤة" مع زملائه المحكومين بالتهم نفسها، لكن الأجهزة اعتقلته مجدداً بعد تطبيق قانون السلامة الوطنية في 18 مارس  2011 خلال مهاجمة بيته وحكم عليه بالسجن 15 عاماً غيابياً في محاكم عسكرية، وما زال مصيره مجهولا حتى الآن.

وتقول منظمات حقوقية دولية إن الحكم "بعيد عن المعايير الدولية للمحاكمة العادية باعتباره صادر من محكمة عسكرية ويدل على تصميم حكومة البحرين على إصداره بأي ثمن، بغض النظر عما حصل فعلاً".

من جهتها، تذكر زوجته جنان العريبي في مقابلة مع "مرآة البحرين" إن آخر لقاء مع زوجها كان "بعد يوم واحد من فرض قانون السلامة المدنية "واختفى ولا أعلم مكانه".

وتشير إلى أن زوجها "يعمل في شركة "طيران الخليج" والتي تعهدت بإعادته بعد العفو الملكي لأنه لا يعمل في السياسية بقدر ما هو صحافي مدون ويتواصل مع العالم  من خلال "بحرين أون لاين"، وحيث أن الموقع يعبر عن جميع الآراء وأن زوجي غير حزبي وشعاره "الحرية مكفولة شريطة الاحترام". وتؤكد ان عبد الإمام "ترك البيت ومعه جواز سفره فقط ولم يتصل بنا البتة وآمل ان يكون حيا يرزق".

وتلفت إلى أن زوجها "حسب تقرير بسيوني بريء لأن التهم الموجهة إليه تعتبر ضمن "حرية الرأي والتعبير" لا سيما أنه الصحافي الوحيد من بين المتهمين في قلب النظام، مطالبة "بالافراج عنه فورا اذا كان محبوسا او الاعلان الرسمي عن براءته".

بدوره، يعتبر العضو في "مركز البحرين لحقوق الانسان" يوسف المحافظة، أن عبد الإمام ثاني اكبر مدون في البحرين بعد محمود اليوسف، وله صيت عالمي بالاضافة الى شهرته المحلية"، مشيرا إلى أن "اختفاءه لغز محير حيث تم اعتقال معظم المطلوبين اثناء السلامة المدنية والبعض خرج من البحرين فيما اختفى الاخرون لفترة او اعلنوا وجودهم ولكنه لم يعلن ذلك"، متخوفا من أن يكون "أصيب بسوء".

من جانبه، يشير عضو في "مؤسسة حقوق الانسان الوطنية" إلى ان مؤسسته "زارت جميع المعتقلين السياسيين في السجون البحرينية ولم تجد عبد الإمام بينهم"، لافتا إلى أن "السلطة تعتبره هارب من العدالة"، فـ"اذا لم يتصل عبد الامام بأهله فعليهم التبليغ عنيابه ولكن هذا لم يحدث لانه مطلوب وهارب".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus