مشروع مسجد جديد في فنلندا بتمويل بحريني يثير مخاوف من انتشار "الوهّابيّة" في البلاد

2017-05-05 - 4:15 ص

مرآة البحرين (خاص): نشر موقع ميدل إيست آي تقريرًا يكشف خططا لبناء مسجد كبير في العاصمة الفنلندية "هلسنكي"، بدعم من البحرين، لافتًا إلى أن هذا المخطّط قد أثار مخاوف كثيرة من انتشار المعتقدات الوهابيّة المتشدّدة في المنطقة، وأثار مطالب بمنع تأثير دول الخليج في المجتمع هناك.

وقد أثارت المعلومات الواردة بأنّ المشروع ستدعمه ماليّا البحرين "جدلًا وطنيًا حول التكامل الإسلامى وتأثير ما يسمى بالإسلام الوهابي في البلاد." بحسب ما نقل التقرير الصادر الثلاثاء (2 مايو/ أيّار 2017).

وعلى الرّغم من أنّ البحرين تموّل عددًا من مراكز الدراسات كالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إلّا أنّ مسجد هلسنكي هو أوّل مسجد يحظى بدعم البحرين في أوروبا.

ويضيف التقرير أن مشروع بناء هذا المسجد يأتي في وقت تأخذ فيه السياسة الفنلنديّة طريق حزب الفنلنديين الحقيقيين، المناهض للمهاجرين، والّذي بات يمثّل ثاني أكبر حزب في البلاد. وفي الوقت نفسه، تتصارع البلاد مع تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط، وتخشى السلطات من وقوع هجمات مستوحاة من تنظيم الدولة الإسلامية، كما حدث في دولة السويد المجاورة لها الشهر الماضي.

وفي حين يحظى هذا المشروع بدعم من كبار السياسيين الفنلنديين، إلّا أن بعضهم الآخر سجّلوا احتجاجهم ضدّه، ومن جهته قال عمدة هلسنكي جان فابافوري قبل انتخابه "سأعمل ضد بنائه".

وقالت تارجا مانكينن المسؤولة عن سياسة مكافحة التطرف في وزارة الداخلية في فنلندا، إنّه رغم تصريح وزارتها عن وجود الكثير من "الجوانب الإيجابية" في مشروع المسجد، إلّا أنّ التحدّي يكمن في أنّه "من المخطّط أن يُموَّل من قبل البحرين، وربما من قبل دول خليجيّة أخرى".

ولفتت مانكينين وفقًا للتقرير إلى أنّ "تصاعد نشاطات اليمين المتطرّف العنيفة قد يزيد من (...) العنف المتطرّف بدافع الدين".

وكانت المسؤولة في وزارة الداخليّة، بالإضافة إلى غيرها من المراقبين قد قالوا إنّ "سجل البحرين في مجال حقوق الإنسان مدعاة للقلق".

وقالت الصحافية الفنلندية ليزا ليماتينين إنّ دعم البحرين للمسجد "يعني إحضار سياسة الكراهية إلى فنلندا". ولفتت أنّها ليست ضد المسجد، هي ضدّ "مسجد بنته البحرين والمملكة العربية السعودية".

واعتبرت ليماتينين التّي لديها الكثير من الكتابات حول الشرق الأوسط، أنّ كون البحرين حليفًا وثيقًا بالسعوديّة في "المعركة المهيمنة" مع إيران الشيعيّة، فقد يسبّب بناء المسجد بجذب سياسة الكره السنّي-الشّيعي إلى فنلندا. وأكّدت أنّه انطلاقًا من تجارب المساجد المموّلة سعوديًّا في أوروبا، فمن "الوهم أن يُصرف هذا المال من دون مقابل أو شروط".

ومن جهتها، رجّحت منظّمات حقوقيّة أن تكون شركات أسلحة فنلندية قد ساهمت في هذا المشروع. في هذا السيّاق، أوضح تقرير "ميدل إيست آي" وفقًا لمنظّمة "سايفر غلوب" غير الحكوميّة الفنلنديّة أنّ "حكومة البحرين كانت قد تلقّت من فنلندا شحنة أسلحة صغيرة وذخائر بقيمة 3.5 مليون يورو، وذلك في شهر يناير/ كانون الثاني 2011، أي شهر واحد قبل قمعها لمحتجين خرجوا في تظاهرات الربيع العربي."

وكانت منظّمة العفو الدوليّة حينها قد وصفت انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين بأنها "تقشعر لها الأبدان" ودعت فنلندا إلى وقف مبيعات الأسلحة إلى البحرين في عام 2011.

ومن ناحية أخرى، نقل تقرير "ميدل إيست آي" عن عباس باهمانبور، إمام مسجد الشيعة الرئيسي في هلسنكية، قلقه إزاء إمكانيّة تمويل دول الخليج الّتي تتّبع "إسلامًا متشدّدًا جدًّا" مشروع مركز ومسجد "أوايسس هلسنكي".

وأضاف التقرير أنّ ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بدى مهتمًّا شخصيًّا بمشروع المسجد والتقى "بيا جاردى" التي تقود حملة بناء المسجد في العاصمة الفنلنديّة.

ونفت جاردي أن يكون للبحرين أيّ نفوذ في إدارة المسجد، مصرّة أنّه  سيتم تعيين إمام فنلندي يكون "شخصًا يعرف سياقات البلاد ويمكنه أن يعالج القضايا التي تحدث في فنلندا".

المسجد الذي من المزمع أن يسمى "مركز أوايسس هلسنكي"، سوف يبنى مكان باحة مواقف سيّارات في منطقة صناعيّة في العاصمة، وسيكون مساحة كبيرة لاستقبال 1,200 من المصلّين، ووصف التقرير أن مآذن المركز الأربعة ستتنافس على الأفق مع مداخن المصانع المحيطة به في المنطقة الصناعيّة.

ومن المُخطّط أن يكون مبلغ الـ 140 ألف يورو الذي تعهدت البحرين بتقديمه مخصّصًا لتمويل عمارة المسجد والكتب، في حين يتعيّن على الجماعات والجمعيّات المحليّة المعنيّة بالمسجد تمويل النقص.

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus