افتتاحية مرآة البحرين: ستموت أيها الملك

2012-04-06 - 8:05 ص


لم يرفع الخواجة شعار(الموت لآل خليفة)لكن العائلة اليوم بملكها ترفع شعار (الموت لعبد الهادي الخواجة). فهل يجوز لعائلة حاكمة أن تحكم بالموت على مواطن أمام مرأى العالم؟

لقد حرك الخواجة الدبلوماسية الدولية بشكل غير مسبوق، لتجيب على هذا السؤال. وضع نظامها الأخلاقي على محك حياته وحريته أو موته وحريته. في خيارات المعادلة كلها، الحرية ستكون للخواجة.

في الحدث الكبير يتحول السؤال من فقه الفرد إلى فقه الدولة، من الفرد في حالته المعزولة إلى الاجتماع الإنساني في حالته المركبة. السؤال ليس عن شرعية إضراب الخواجة حتى الموت، بل عن شرعية النظام الذي يحكم على المجتمع بالموت، ليس الخواجة فرداً، ففيه كل هؤلاء الذين لن يتركوا الساحات، هولاء أبطال الميادين، هؤلاء الذين لم يخونوا لؤلؤة الحرية منذ 14 فبراير.

(الحرية أو الموت) هي المعادلة نفسها الذي وضعها الفيلسوف وعالم النفس الفرنسي مصطفى صفوان في كتابه (الكلام أو الموت) وهي المعادلة نفسها التي وضعها نيكوس كازانتزاكيس في روايته عن كفاح الشعب اليوناني (الحرية أو الموت). لم يفعل الخواجة شيئا سوى الكلام، وسّع دائرة حريته، فقال رأيه في النظام وشرعيته وحق الشعب في اختيار شكل السلطة التي تحكمه. قال الكلام الذي يعادل الموت في مملكة لا تحمي سلطتها من يملكون شجاعة الكلام.

ذهب الخواجة إلى ساحة تحديه وهو يحمل كل هذه الأصوات التي تهتف باسمه اليوم، ذهب بتفويض شعبي ليضع حياته في كف الحرية التي تعادل حياتنا كلنا.اختار قلبه ليفاوض به سلطة لا قلب لها، سيتوقف قلبه في أي لحظة من الآن، لكن لن تتوقف مطالبنا بالحرية، سيكون مطلبها أعسر على السلطة، سنطالب باستعادة قلب الخواجة ليكون مع لؤلؤة الدوار في جسد الدولة، في ذاكرتها، سنطالب أن يكون أرشيف الخواجة النضالي معترفاً به وبشرعيته، وسيكون الاعتراف به صك شرعية من يحكمنا.

لقد أشعل موت سقراط في السجن سؤال الحرية والعدالة والفضيلة ونظام الحكم السياسي الصالح، وسيشعل موت الخواجة في السجن، سؤال الحرية المستلبة في نظام عائلة آل خليفة، وعدالتها المنقوصة وفضيلتها الغائبة وأمنها المستلب، وشرعية نظام حكمها الذي  يتخطّف الناس بالموت والقتل والسلب.

لا يموت من يضع الحرية في معادلة الموت، بل يموت من يقاوم الحرية ويستخف بموت طلابها. ستموت حكومة خليفة بن سلمان، وسينتهي تحكم الخوالد في حرية الناس، وستخضع العائلة الحاكمة لقبول مساواتها بالناس، وسيسقط حمد. لا شيء خارج تاريخ الحرية.

الحرية لم يردها الخواجة لنفسه بل أرادها لنا جميعا لكنه أراد الموت له وحده.لن ينجو هذا النظام الاستبدادي من موت الخواجة، لقد حكم الخواجة على استبداد هذا النظام بالموت. ستموت أيها الملك فلست أكثر من قطعة شطرنج في لعبة الموت أو الحرية.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus