شريط الشهيد محمد سهوان: شظايا 80 وتعذيب وحشي… ولا زلت أفكّر كيف أكسر طغيانهم!
2017-03-18 - 2:52 ص
لإظهار (الخط الزمني) في صفحة كاملة، اضغط هنا
مرآة البحرين: 80 شظية أصابته في منطقة الرأس، ورحل بها بعد أن أطلق نداءه "إنني أموت". تعمّدت إدارة السجن حرمانه من العلاج، فكان شاهدا آخرا على أن "الوفاة الطبيعية" كما تسميها وزارة الداخلية تقف وراءها قصص التعذيب والموت البطيء.
محمد سهوان (45 عاما) ابن العائلة التي اشتهرت في البحرين بأن بابها ظل مفتوحا على الاعتقال والتعذيب منذ ثمانينيات القرن الماضي. رحل شهيدا أمس الخميس ليكتب آخر فصول معاناته، ويفتح أولى صفحات الخلد.
انخرط سهوان في ثورة 14 فبراير 2011، وبعد سحق احتجاجات دوار اللؤلؤة الذي كان من بين أول الواصلين إليه، أصيب سهوان بالرصاص الانشطاري (الشوزن) خلال تظاهرة في السنابس 17 أبريل/ نيسان 2011.
استقرت 80 شظية أغلبها في منطقة الرأس والرقبة، أسعف حينها من قبل أطباء من منظمة أطباء بلا حدود في داخل شقة صغيرة، لم تكن مهيأة للعلاج، بشكل سري. تم استخراج شظايا الشوزن من ساقه وبقيت الشظايا في رأسه نظراً للحاجة إلى إجراء أشعة قبل استخراجها لحساسية منطقة الإصابة.
لم يكن باستطاعة سهوان الذهاب للمستشفى خوفاً من الاعتقال، حيث كانت المستشفيات تحت سيطرة الجيش حينذاك، بعد معاناة استمرت شهوراً سافر سهوان عبر جسر الملك فهد إلى المملكة العربية السعودية بحثاً عن العلاج قبل أن يقرر الذهاب إلى قطر.
في أكتوبر/ تشرين الأول 2011 اعتقلت السلطات القطرية سهوان، شارك محققون بحرينيون وسعوديون في التحقيق معه، لدى اعتقاله في الدوحة، وذلك قبل أن تقوم السلطات القطرية بتسليمه ومن يرافقه إلى البحرين.
تعرض للتعذيب الشديد في مبنى المخابرات "التحقيقات الجنائية": تعصيب العين، الوقوف المتواصل دون جلوس، دون نوم وأكل، الضرب على الرأس بلا توقف، لم تتأخر السلطات البحرينية في الإعلان عن القبض على "خلية جديدة كانت تنوي تفجير جسر الملك فهد ومنشآت حيوية".
من بين الإعلان الرسمي أن الخلية التي تحمل أموالا بالتومان الإيراني، كانت تنوي السفر لسوريا، غير أنها نست أن سهوان كان يتنقل بين الدول الخليجية ببطاقته الشخصية فقط ولم يكن يحمل جواز سفر ليسافر لسوريا.
كعادتها، كتبت الداخلية السيناريو مستندة إلى اعترافات انتزعت من سهوان ومن معه تحت وطأة التعذيب، وأطلقت محكمة بحرينية أحكامها بالسجن عليهم 10 أعوام.
أطلق سهوان نداء إنسانيا من داخل سجنه في جو "أخبروا الوفاق إنني أموت"، دعا فيه إلى التحرك العاجل لإنقاذ حياته، ورغم تحركات منظمات سياسية وحقوقية وإنسانية إلا أن الحكومة امتنعت عن تقديم العلاج اللازم له.
بين صفحات رواية جو التي تروي عذابات 10 مارس في السجون البحرينية، ظهر الشهيد سهوان ليقول "السجن وسيلة يستخدمها النظام لقتلنا، ويجب استغلاله لتنميتنا داخلياً لننتصر على الظلام والجدران والسجَّان، فكر كيف تكسر طغيانهم".