أوراق 2016: واشنطن تحرم البحرين من طائرات إف 16.. والسفارة قلقة من "تسييس" المبيعات العسكرية

2017-01-03 - 5:12 ص


لإظهار (الخط الزمني) في صفحة كاملة، اضغط هنا

مرآة البحرين: شكل وقف الولايات المتحدة الأمريكية (30 سبتمبر/ أيلول 2016) صفقة أسلحة مع البحرين بسبب التراجعات في ملف حقوق الإنسان أبرز الأحداث الخارجية التي تتماسّ مع الشأن الداخلي البحريني خلال العام 2016. إذ أبلغت إدارة الرئيس أوباما الكونغرس بأنها لن توافق بشكل كامل على أن تشتري البحرين 19 مقاتلة "إف 16" من شركة لوكهيد مارتن بكلفة تقرب من 4 مليارات دولار حتى تحرز تقدمًا في مجال حقوق الإنسان".

وهو الأمر الذي ردّت عليه البحرين بالقول إنها "قلقة للغاية من طريقة تسييس قضية المبيعات العسكرية الخارجية". وجاء في بيان أصدرته السفارة البحرينية في واشنطن "الحكومة البحرينية لن تتسامح مع أولئك الذين يستغلون الانقسامات الطائفية، سواء محليا أو إقليميا" في إشارة إلى المعارضة ورداً على الدعوات الأمريكية المتكرّرة الداعية إلى القيام بإصلاحات.

وأتى ذلك رغم العلاقات المميزة التي تجمع واشنطن بالمنامة التي تستضيف الأسطول الأمريكي الخامس وبعد أن ألغت الإدارة الأمريكية في العام 2015 قراراً مماثلاً بوقف مبيعات الأسلحة إلى البحرين عقب اندلاع موجة احتجاجات العام 2011. غير ذلك فقد واصلت الدبلوماسية الأمريكية في خلال هذا العام بثّ رسائلها الإيجابية المستدركة إزاء البحرين. وحرص السفير الأمريكي الجديد في المنامة وليام روباك في حوار صحافي 7 فبراير/ شباط 2016 على تأكيد "استمرار العلاقة القوية بين البحرين والولايات المتحدة الأمريكية" لكنه أشار في الوقت نفسه إلى "ضرورة عدم سجن المواطنين الذين يعبرون عن آرائهم بشكل سلمي". واعتبر أن "الملك حمد يستحق كل التقدير على قيادة جهود الإصلاح في البحرين" وفق تعبيره.

على الصعيد العسكري، أكد النّاطق باسم البحرية الأمريكية الملازم إيان ماكونهي في 4 فبراير/ شباط 2016 إن "الوجود في البحرين ثابت ونحن هنا لنبقى" مضيفًا أنّه "في السّنوات المقبلة، ستشهدون مجيء المزيد من المنصات إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس. إنّه فقط  مجرد جزء مما سيأتي".

ودعما للتعاون الأمني بين الولايات المتحدة الأميركية ومملكة البحرين أصدر مكتب الشئون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية الأميركية بياناً في مارس / آذار 2016، جاء فيه "البحرين شريك حيوي للولايات المتحدة في عدد من مبادرات الدفاع الرئيسية".

لكن صفقات شراء الأسلحة ظلت تطغى على العلاقة المتوترة بين البحرين وواشنطن عقب اندلاع احتجاجات العام 2011. هيدي جرانت، نائبة وكيل وزارة سلاح الجو، أشارت في 10 يوليو/ تموز 2016  إلى "الإحباط الذي يشعر به حلفاء الولايات المتحدة في الخليج من بينهم البحرين بسبب تأجيل صفقة شراء المقاتلات الأمريكية". وحثت الحكومة الأمريكية "على الإسراع في البت في طلبات معلقة منذ فترة من الكويت وقطر والبحرين لشراء مقاتلات أمريكية".

وكان المستشار الدفاعي لورين تومبسون، قد قال في 28 سبتمبر/ أيلول 2016، إن إدارة الرئيس باراك أوباما "وافقت على بيع مقاتلات من طراز إف 16 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن للبحرين، إذ كانت عملية البيع معلقة منذ أكثر من عامين". لكن ذلك هذه الموافقة لم تجر وفق ما كان متوقعاً لها.

وحسب تقرير نشرته وكالة "رويترز" للأنباء في 1 سبتمبر/ أيلول 2016، فإن "الولايات المتحدة (كانت) في طريقها لبيع ما قيمته سبعة مليارات دولار من الطائرات المقاتلة لكل من قطر والكويت بعد سنوات من التأجيل (لكن) صفقة ثالثة، تشمل مبيع مقاتلات إف 16 من صنع شركة لوكهيد مارتن للبحرين، بقيت قيد  الدّراسة".

ولم يمض الوقت حتى قطع موقع "بلومبيرغ" الشك باليقين. إذ نشر تقريراً في 30 سبتمبر/ أيلول 2016 جاء فيه أن  "إدارة أوباما أبلغت الكونغرس أنها لن توافق بشكل كامل على أن تشتري البحرين 19 مقاتلة إف 16 من شركة لوكهيد مارتن وتطور ما لديها من مقاتلات بكلفة تقرب من 4 مليارات دولار إلى أن تحرز  تقدمًا في مجال حقوق الإنسان".

في سياق ذي صلة، فقد رأى تقرير وضعته وزارة الخارجية الأمريكية بشأن مدى تنفيذ البحرين لتوصيات لجنة تقصي الحقائق بناء على طلب من الكونغرس في 22 يونيو/ حزيران 2016، (رأى) أن "البحرين لم تنفذ عددا مهما من توصيات بسيوني، بما فيها التوصيات المتعلقة بحماية الحرية في التعبير بما فيها المعارضة السلمية".

من جانب آخر، تعمل البحرين على تطوير علاقات مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. وقد استبقت موعد تنصيبه بإقامة حفل العيد الوطني البحريني في أحد فنادقه. وكان لافتاً تغطية الصحافة الدولية لقيام السفارة البحرينية في واشنطن في 16 ديسمبر/ كانون الأول 2016  بـ"استئجار أحد الفنادق المملوكة لترامب الذي يبعد خطوات عن البيت الأبيض، لإقامة حفل خاص بمناسبة العيد الوطني". وهو الحدث الذي استخدم من جانب الصحافة للطرق على موضوع تضارب المصالح بين ثرورة الرئيس المقبل وموقعه السياسيّ رئيساً للولايات المتحدة.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus