الافتتاحية: حصاد 2016 وإن طال السُرى

2017-01-01 - 10:24 م

مرآة البحرين (خاص): ماذا في حصاد 2016؟ الإمعان في تخريب تراكم المجتمع المدني، ومحاولة إعادة الاحتجاج إلى مربع 1923، حيث لا قيادات كبيرة بحجم عبد الرحمن الباكر، ولا عبدالرحمن النعيمي ولا شيخ علي سلمان ولا مرجعيات دينية بحجم الشيخ عيسي قاسم، وما كانت هناك مطالب بحجم مطالب 14 فبراير، وما كانت هناك منظمات حقوقية ولا جمعيات سياسية.

كان هناك شيء واحد، مكون اجتماعي منتهكة حقوقه، مسلوب من كل شيء، مهمش يُستخدم كسخرة. قرر هذا المكون أن يطالب بحقوقه، فأخذ يكتب العرائض والرسائل ويتظاهر في الساحات ويضغط على الامبراطورية الحامية للعائلة الحاكمة، لتقوم بإصلاحات جدية ذات مغزى. أصر هؤلاء الناس أن يطالبوا بكرامتهم، وتحدوا التنكيل والتخويف.

تحدثنا الوثائق البريطانية عن 1500 متظاهر في المنامة في 1923، ما كانوا يقبلون التراجع عن مطالبهم، حتى نجحوا في فرض مطالبهم، فكانت الإصلاحات التاريخية التي غيرت شكل الحكم، فوضعت أسس الدولة  بإداراتها وأجهزتها الحديث، وعزلت الحاكم.

وضع البحرين في 2016 يشبه العودة إلى مربع ما قبل 1923، شارع بلا قيادات ولا جمعيات سياسية ولا مرجعيات روحية، وعائلة حاكمة عنيدة، تعتبر أي إصلاح نيلاً من كرامتها واحتكارها. وتستخدم التخويف والإرهاب لإرعاب الناس للتراجع عن مطالبها ودعمها للإصلاح.

شبيه بتلك اللحظة، مشهد اعتصام الدراز المفتوح على المجهول الذي لا ترعاه جمعيات سياسية ولا قيادات ميدانية ولا ترخيصات رسمية، هم أحفاد أولئك الذين فرضوا في العشرينيات شكلاً جديدا للدولة، أولئك الذين كانت جمال العائلة الحاكمة تدوس كرامتهم قبل زراعتهم، وتخرّب بساتينهم وتعيث فساداً في قراهم.

كانوا عُزلا من المعرفة السياسية  والعلمية، وعُزلا من السلاح وعُزلا من القوة القبلية، كما هم جمهور حراك اليوم، عُزلا من جمعياتهم وقيادتهم ومرجعياتهم ومناصريهم، لكن لديهم  معرفتهم السياسية المتيقنة أن النضال تراكم وعناد في المطالبة بالحقوق، وإلا سيتم إركابهم أعجاز الإبل حيث المشقة والتعب والإذلال، وفوق ذلك، ستعبث هذه الإبل في أرضهم ويُحاكمون عليها.

كما نجح حراك العشرينيات خلال ما يقرب من عشر سنوات من النضال، وهو أعزل وفرض على السياسة البريطانية أن تستجيب لمطالبه وتحول القبيلة إلى مشروع دولة، فإن حرك 2011، سينجح وإن طال السُرى.

 

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus