أوراق 2016: في البحرين... قروب "واتس أب" يتحول إلى خلية إرهابية

2016-12-31 - 3:41 ص

لإظهار (الخط الزمني) في صفحة كاملة، اضغط هنا

مرآة البحرين: في 6 يناير/ كانون الثاني 2016 أعلنت وزارة الداخلية البحرينية إحباط ما أسمته "مخطط إرهابي" وتحديدها هوية "أعضاء تنظيم إرهابي سري" زعمت أنه مدعوم من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

جاء ذلك الإعلان إبّان توتر الأجواء السياسية في منطقة الخليج بعد إعدام السعودية رجل الدين البارز الشيخ نمر النمر، وبعد أن انضمت البحرين لحليفتها السعودية في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران. فبعد أيام قليلة فقط أعلنت البحرين ضبط ما دعته بـ"التنظيم الإرهابي" وربطته بإيران.

وضم التنظيم أشخاصاً عدة بينهم الصحافي في الوسط محمود الجزيري وحسين عبدالوهاب نجل القيادي في تيار "الوفاء" عبدالوهاب حسين، وعضو المجلس البلدي السابق حميد البصري، وقالت الداخلية إن المتهمين منضمين لتيار الوفاء الذي أسسه عبدالوهاب حسين قبل دخوله السجن، وادعت الداخلية إن تيار الوفاء على صلة بسرايا الأشتر وعدد من "المتهمين" بتفجير سترة في يوليو/ تموز الذي أودى بحياة شرطيين وجرح 6 آخرين.

اتهمت الداخلية التوأمين على ومحمد أحمد فخراوي بتأسيس "قروب البسطة"، وزعمت أنهما التقيا بقيادات في الحرس الثوري وحزب الله وتلقيا منهم الدعم اللازم متعهدين بتقديم تقارير دورية عن أنشطة التيار وأوجه إنفاق الأموال المقدمة لهم وعليه تم الاتفاق على تشكيل ما أسموه "جناح مسلح لتيار الوفاء الإسلامي" لتنفيذ أهداف التيار المتمثلة في تعطيل أحكام الدستور والقوانين وفرض توجهات التيار ومبادئه بالقوة والعنف ومن بين مهامه تجنيد عناصر أخرى وتشكيل خلية إرهابية سرية مركزية تتلقى الأوامر من المدعو مرتضى مجيد رمضان "السندي" "قائد التنظيم" وتعمل على وضع المخططات اللازمة لتنفيذ تفجيرات إرهابية في مملكة البحرين».

وقد أثار زعم الداخلية موجة من التندر عند البحرينيين الذين اعتادوا هروب السلطة من مواجهة أزماتها الداخلية باختلاق سيناريوهات خلايا إرهابية مدعومة من إيران، خاصة أن " قروب البسطة" هو قروب منشأ في وسيلة التواصل المجتمعي (واتس أب).

وقد رأى الكاتب والباحث الأكاديمي البريطاني مارك أوين جونز، أن زعم الداخلية "يهدف إلى تأكيد المزاعم السّعودية بالخطر الإقليمي الذي تشكله إيران". وقال إن "البحرين حاولت مرارا وتكرارًا إيجاد رابط بين الانتفاضة التي تشهدها وإيران"، وأنها ليست المرة الأولى التي تحاول فيها تصوير المطالبين بالديمقراطية كخطر على البلاد، فـ "الحكومة البحرينية تحججت غالبًا بتهديدات وجودية في فترات مفصلية لتبرير لجوئها إلى تدابير أمنية صارمة".

بدوره نفى تيار الوفاء الإسلامي ( 8 يناير/ كانون الثاني) اتهامات وزارة الداخلية له بتشكيل جناح مسلح (قروب البسطة)، مؤكدا أن المعتقلين هم سجناء رأي. وقال التيار في بيان إنهم اعتقلوا في فترات متباعدة، فبعضهم اعتقلوا منذ أشهر وبعضهم منذ عدة سنوات وتم تعذيبهم تعذيبا شديداً للاعتراف بالاتهامات الموجهة لهم، متابعا "التناقضات جعلت من الإعلان الحكومي محل تندر".

وفي 11 يناير/ كانون الثاني قال رئيس نيابة الجرائم الإرهابية المحامي العام أحمد الحمادي أنه تم التحقيق باستجواب عشرة من المتهمين واعترف ثمانية متهمين بارتكابهم الوقائع المذكورة.

وأكدت منظمات حقوقية تعرض كل من محمد وعلي فخراوي للتعذيب الشديد منذ اعتقالهما في (18 سبتمبر/ أيلول 2015) ونقل عنهما قولهما "بقينا مدة طويلة في السجن الإنفرادي، كما كنّا الوحيدين اللذان بقيا مقيّدين بالسلاسل (الهفكري) سبعين يوماً خلاف بقية المعتقلين". وفي 23 فبراير/ شباط بدأ المعتقل محمد فخراوي إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على الانتهاكات الجديدة لحقوق المعتقلين في سجن الحوض الجاف.

وفي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني أبدت عائلة القيادي المعتقل عبدالوهاب حسين، قلقها الشديد على صحة ابنها "حسين" والمتهم في ذات القضية، وقالت إنه يعاني من مرض الدسك في ظهره نتيجة الظروف غير الملائمة في سجن الحوض الجاف، وأنه لم يعد بمقدوره التحرك بشكل طبيعي، وهو أقرب منه للشلل"، وقد بدأ حسين عبد الوهاب في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني إضراباً عن الطعام احتجاجا على رفض إدارة السجن تلقيه العلاج المناسب.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus