براين دولي: السّجن يفشل في إسكات نشطاء حقوق الإنسان

براين دولي - الهافينغتون بوست - 2016-12-30 - 11:24 م

ترجمة مرآة البحرين

أنا كبير في السّن بحيث إنّه، عندما كنت متدربًا في الكونغرس في الولايات المتحدة، قابلت تيب أونيل، الذي كان المتحدث باسم مجلس النّواب. وكتاجر ماهرللعجلات , بدأت المسيرة السّياسية لأونيل عند انتخابه في المجلس التّشريعي في ماساتشوستس في العام 1936، ومقولته الشّهيرة هي: "كل السّياسات محلية".

من المفهوم عمومًا نصح السّياسيين بتقديم المصالح الضّيقة لناخبيهم على القضايا المجردة الأوسع نطاقًا، لكنني اعتقدت دائمًا أنّه هناك شيء إضافي في ذلك -وهو أنّه يمكنك أن تكون دائمًا ناشطًا في المكان الذي تعيش فيه، مهما كان موقعك. يمكنك إطلاق حملتك محليًا، وليس عليك أن تكون في سوريا لتحاول أن تفعل شيئًا بشأن المذبحة هناك، وليس عليك أن تعيش في أوكرانيا لتعارض التّمييز ضد تتار القرم. ذلك يعني أنه يمكنك الوصول من أي مكان، ولا يهم  مدى بعدك أو كونك في منأى، لتدافع عن حقوق الإنسان.

هناك بعض الأماكن النّائية، مثل السّجن الانفرادي، لكن الوجود في السّجن لم يمنع البحريني نبيل رجب عن ممارسة عمله كمدافع عن حقوق الإنسان. سجنه حلفاء واشنطن في الخليج، مع معارضين سلميين بارزين، بسبب دعوتهم إلى الإصلاح، لكنّه في الشّهرين الماضيين، وجّه سلسلة من الرّسائل والمقالات إلى  النّاس في أرجاء العالم. وعلى الرّغم من أن ذلك أدّى إلى توجيه تهم جديدة إليه، فإنّه يواصل نشاطه الدّولي من موقعه، وهو زنزانته في سجن جو.  

ليس [نبيل رجب] النّاشط الأول الذي يواصل نضاله الحقوقي من السّجن. النّاشط البارز ديفيد رابيلو كريسبو يرفض أن يتم إسكاته في سجنه الكولومبي. ويقول إنّ "ما فعلوه لي مؤلم جدًا، ولكن هنا، من خلال كلماتي  وشعري، أستطيع تجاوز جدران السّجن".  كتابات رجب وكريسبو في السّجن زادت فقط من شهرتهما، تمامًا كما الرّسالة التي كتبها مارتن لوثر كينغ من سجن مدينة بيرمينغهام في أبريل/نيسان 1963.

النّشاط من السّجن ساعد أيضًا على إبراز موهانداس غاندي ونضاله من أجل الحقوق في النّصف الأول من القرن الماضي، حيث طوّر تكتيك الإضراب عن الطّعام وطرقًا أخرى للضّغط على السّلطات من داخل زنزانته. مقال صحيفة التّايمز في فبراير/شباط 1948 عن مقتل غاندي أفاد أنّه "حين صام غاندي، لم يتجرأ البريطانيون أحيانًا على إبقائه في السّجن، كيلا يعم الغضب الهائل عند وفاته بين أيديهم الهند. وقال مرة إنّه "أحصل دائمًا على أفضل صفقاتي حين أكون خلف قضبان السّجن".

قد تعتقد الأنظمة القمعية أنّها تنهي مسيرة هؤلاء النّشطاء من خلال إرسالهم إلى السّجن لكنّها غالبًا تغير فقط أماكن عملهم [النّشطاء]. حين كانت النّاشطتان المصريتان يارا سلام وسناء سيف في السّجن في العام 2014، واصلتا نشاطهما، وجذبتا الانتباه إلى قضية امرأة شابة وُضِعت ظلمًا في السّجن الانفرادي؛ وكذلك ناضلتا ضد الازدحام في السّجن. وهناك الكثير من الحالات عن نشطاء من أجل حقوق الإنسان يواصلون نضالهم من السّجن (يمكنكم إضافة أمثلة أخرى في خانة التّعليقات أدناه).

في وقت سابق من العام الحالي، كتبت زينب الخواجة، زميلة نبيل رجب، من الزّنزانة رقم 19 في سجن مدينة عيسى للنّساء في البحرين، آملة أن "تجد هذه الرّسالة طريقها إلى خارج هذا السّجن، وإلى قلب وأيدي كل الأشخاص المحبين للحرية"، مهما كان موقعهم، معتقدة أنّه هناك "ما يكفي من الأشخاص الجيدين في العالم الذين يعترفون بالنّضال الجيد،  ويحترمون أفرادًا يُضحون على أمل الحصول على مستقبل أفضل، والذين لا يمكنهم الوقوف بصمت في وجه الظّلم".

آخر محاكمة صورية لرجب تتواصل في جلسة استماع أخرى في المحكمة في 28 ديسمبر/كانون الأول، وتتضمن التّهم "الإضرار بهيبة الدّولة"، في مقال كتبه من السّجن لصحيفة النّيويورك تايمز. لم يكن ممكنًا احتجاز تحدي رجب للقمع  أكثر من ذلك محليًا-لا يستطيع مغادرة السّجن أو السّفر إلى الخارج للحثّ على الإصلاحات في مجال حقوق الإنسان، ولكن، على غرار بقية السّجناء، لقد تكيف ووجد طريقة يواصل بها نضاله من زنزانته. يجب الإفراج عنه فورًا وإسقاط كل التّهم، ولكن في حال اعتقدت السّلطات البحرينية أنّها ستُسكِته في السّجن وتوقف نشاطه، فإنّه مخطئة جدًا.

النّص الأصلي    


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus