"الشرق الأوسط" السعودية… عندما لا يتعلق الأمر بالعمل الإعلامي!
2016-11-21 - 9:29 م
مرآة البحرين (خاص): ما قامت به صحيفة الشرق الأوسط السعودية، أمس الأحد (20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) لم يكن خطئا عاديا، بل فبركة متعمدة استهدفت إثارة المزيد من الاحتقان المذهبي في المنطقة، الذي كانت الرياض ولا زالت تقوم بتغذيته عبر شبكة إعلامية ودينية واسعة.
المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية رنا صيداني أكدت أن الصحيفة أعادت نشر التقرير المفبرك "بالرغم من صدور نفي من المنظمة قبل نشره"، وهو ما يؤكد أن نشر التقرير لا يتعلق بالعمل الإعلامي فقط.
القصة بدأت عندما نقل موقع أصوات حرة تصريحات مفبركة عن المنظمة (الخميس 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بشأن ما قال إنها حالات "حمل غير شرعي" في مدينة كربلاء، فقامت المنظمة، الجمعة، بنفي تلك التصريحات جملة وتفصيلا.
وقالت صيداني إن المنظمة تفاجأت بإعادة نشر الشرق الأوسط "التقرير المفبرك يوم الأحد (...) فقد نسيناه منذ الجمعة"، وأضافت "اضطرننا لإصدار بيان صحافي نستنكر فيه بأشد العبارات إقحام اسمنا في تقارير مغلوطة بهذا الشكل".
لقد أثار نشر التقرير بشكل متعمد موجة واسعة من ردات الفعل المستنكرة في المنطقة، لم تقتصر على الشيعة الذين يقصدون كربلاء لإحياء أربعينية الإمام الحسين (ثالث أئمة الشيعة)، ورأى كتّاب ونشطاء أن ما قامت به الصحيفة يعد "فجورا في الخصومة".
وتُعرف صحيفة الشرق الأوسط بمواقفها الداعمة للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل في العراق وسوريا، ورفضها لجهود الحكومة العراقية، التي يقودها الشيعة، في إحلال السلام وطرد المسلحين من مدن رئيسية.
الكاتب السعودي توفيق السيف أرسل تغريدة عبر تويتر قال فيها "الفجور في الخصومة لا حدود له ولا قيود عليه للأسف".
الفجور في الخصومة لاحدود له ولا قيود عليه للاسف https://t.co/je6g0rjWTj
— توفيق السيف (@t_saif) November 20, 2016
فعلى الرغم من مسؤولية الصحيفة المباشرة عن نشر التقرير إلا أنها اكتفت بالاستغناء عن مراسلها في العراق. ومن غير المتوقع أن تتخذ السلطات السعودية، التي تدعم الصحيفة وصحف وقنوات متطرفة، إجراءات عقابية بحقها.
وقال الكاتب في صحيفة الرياض محمد علي المحمود "بعد هذا الخبر المكذوب؛ واضح أن التحرير في جريدة الشرق الأوسط لا يختلف عن التحرير في قناة وصال!" (قناة سعودية سلفية تدعو لقتال الشيعة).
بعد هذا الخبر المكذوب؛ واضح أن التحرير في #جريدة _الشرق_الأوسط لا يختلف عن التحرير في #قناة_وصال !. #اكاذيب_صحيفه_الشرق_الاوسط
— محمد علي المحمود (@ma573573) November 20, 2016
أما في البحرين، التي أصدرت فيها السفارة العراقية نحو 80 ألف تأشيرة لزيارة كربلاء بغرض المشاركة في المناسبة الدينية، فقد عبّر نشطاء عن غضبهم لما قامت به الصحيفة.
المعارض البارز إبراهيم شريف قال عبر حسابه في تويتر "هذا نموذج آخر لنشر أخبار ملفقة تطعن في عقائد الناس".
هذا نموذج آخر لنشر اخبار ملفقة تطعن في عقائد الناس
— Ebrahim Sharif (@ebrahimsharif) November 20, 2016
اتقوا الله فهذه ليلة فاجعة لا تنكأ فيها الجراح بل يقدم فيها العزاء لاخوتنا الشيعة
ماجورين pic.twitter.com/zfupVu8for
وعانى البحرينيون من فبركات مماثلة خلال انتفاضة سعت لوضع حد لاستحواذ عائلة آل خليفة على السلطة. وأعاد سعيد الحمد (كاتب في صحيفة الأيام الحكومية) نقل تقرير الشرق الأوسط للتأكيد على ما يكرره من أكاذيب بشأن المحتجين في دوار اللؤلؤة.
الكاتب في صحيفة الوسط جعفر الجمري رد بنشر بيان لمنظمة الصحة العالمية استنكرت فيه ما قامت به صحيفة الشرق الأوسط، قبل أن يعلق "طبعا المدعو سعيد الحمد وجدها فرصة لإثبات حقده وجاء الرد سريعاً. افتح عينك يا أعمى القلب".
ولا تحاسب الحكومة البحرينية، التي تضطهد بحسب خبراء في الأمم المتحدة الشيعة، أيا من الكتاب الحكوميين الذين يسيئون على نحو متعمد للطائفة التي تمثل أغلبية السكان.
ولا يكاد يمر يوم واحد على 4 صحف حكومية دون نشر أخبار أو مقالات تسيء للغالبية الشيعية التي تطالب بالتحول للديمقراطية في إدارة شؤون البلاد.